السلطان محمد الفاتح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • nizameddin
    نظام الدين إبراهيم أوغلو
    • Sep 2007
    • 135

    السلطان محمد الفاتح

    السلطان محمد الفاتح
    فاتح القسطنطينية
    جمعه وحققه: نظام الدين إبراهيم أوغلو
    محاضر في جامعة هيتيت بتركيا
    Nizameddin İbrahimoğlu
    Hitit Üniversitesi- Türkiye


    نسبه
    هو السلطان محمد الثاني بن السلطان مراد الثاني بن السلطان محمد جلبي بن السلطان بايزيد الأول

    مولده
    ولد السلطان محمد الفاتح في 26 رجب سنة 833 هـ الموافق 20 إبريل 1429 م في مدينة أدرنه.

    نشأته
    نشأ السلطان محمد الفاتح بجوار والده وتحت رعايته ، حيث اهتم بتنشئته وتربيته جسمياً وعقلياً ودينياً ، حيث مرنه على ركوب الخيل والرمي بالقوس والضرب بالسيف وفي نفس الوقت أقام عليه معلماً من خيرة أساتذة عصره وهو الملا أحمد بن اسماعيل الكوراني الذي كان له الفضل في جعل السلطان محمد يختم القرآن الكريم وهو في نعومة أظفاره . ومن علماء السلطان محمد الفاتح الشيخ ابن التمجيدالذي كان تقياً وشاعراً يُحسن النظم بالعربية والفارسية ، كذلك الشيخ خير الدين والشيخ سراج الدين الحلبي ، كذلك درس السلطان محمد الفاتح على يد معلمين آخرين في الرياضيات والجغرافية والفلك والتاريخ واللغات المختلفة فاصبح محمد حاذقاً باللغة العربية والفارسية واللاتينية والإغريقية إضافة إلى لغته التركية .

    صفاته الخلفيه والخلقيه
    كان السلطان محمد الفاتح قمحي اللون، متوسط الطول ، متين العضلات، كثير الثقة بالنفس، ذا بصر ثاقب وذكاء حاد ومقدرة على تحمل المشا ، يُحسن ركوب الخيل واستعمال السلاح، كان محباً للتفوق، ميالاً للسيطرة طموحاً، سريعاً في فهم المواقف، يحسن معالجة الأمور، كبير اليقظة بعيد النظر، وكان محباً للعلماء ورجال الأدب ولا تخلو مائدته من بعضهم، ويجد متعة في مناقشتهم وسماع نتاجهم، واتخذ من ندمائه الأدباء والشعراء والفلاسفة ورجال الفكر، وكان السلطان يعيش حياة بسيطة للغاية لا تعدو القراءة والتدريب على فنون الحرب ثم الصيد ، كان عدواً للترف ، عاداته غير معقدة ، ومائدته بسيطة كل البساطة ، كان بعيداً عن الاختلاط المبتذل في جو هادئ وسط أسرته ورجال دولته، أو في جو صاخب كله نزال ونضال وحرب .



    توليه الخلافه
    بعد زواج السلطان محمد الفاتح بإبنة سليمان بك أمير إمارة ذي القدر إنتقل إلى مغنيسيا في سنة 854 م وأصبح حاكماً عليها ، لم يمكث طويلاً بعد ذلك حيث أتاه خبر وفاة والده مراد الثاني وكان ذلك في شهر محرم من سنة 855 هجرية فأسرع إلى أدرنه ووصلها على ظهر جواده واستقبله كبار رجال الدولة والعلماء ، فعزوه في وفاة والده ، كما قدموا إليه تهانيهم بالسلطنة ، ثم توجه الركب السلطاني إلى السراي بأدرنه ، وفي اليوم السادس عشر من شهر محرم سنة 855 هجريةالموافق 18 فبراير 1451م تولى السلطان محمد الثاني عرش آبائه وهو في الحادية والعشرين من عمره ، ليقوم بأكبر مهمة سجلها التاريخ ألا وهي فتح مدينة القسطنطينية وهي من أجلِّ أعمال السلطان محمد الفاتح.


    موجز لأعمال محمد الفاتح

    1ـ أنشاء الديوان : وهو الذي يجتمع في رجال القصر السلطاني قبل ظهر كل يوم ما عدا أيام العطلات الرسمية وكان يتألف من : الوزير الأعظم ، ووزراء القبة ، وقضاة العسكر ، وقاضي استانبول ، وآغا الإنكشارية ، وبعض كبار رجال الدولة بحكم مناصبهم .
    وكان الديوان يتميز بروح الانصاف واحقاق الحق ، وتصدر قرارته من قبل قضاة العسكر أو قاضي استانبول ، على أساس أن الإدارة في الإسلام قائمة على الشورى .
    وعندما ينعقد الديوان يتلو رئيس الكتاب الموضوعات والقضايا المعروضة ، ويبت فيها ، ثم يصدر الحكم فيها قاضي العسكر أو قاضي استانبول على حسب نوع القضية أو المشكلة المعروضة

    2ـ وضع قوانين تنظيم العلاقات بين سكان الدولة المسلمين وغير المسلمين .
    تقنين الشرع :حيث شلك لجنة اختاريها بنفسه بدقة وتمعن من كبار العلماء، ووضع قانون نامه الذي جعله أساساً لحكم دولته ، وكان هذا القانون مكوناً من ثلاثة أبواب، يتعلق بمناصب الموظفين، وببعض التقاليد وما يجب أن يتخذ في التشريفات والاحتفالات السلطانية ، وهو يقر كذلك العقوبات والغرامات ، ونص صراحة على جعل الدولة حكومية إسلامية .
    3ـ أنشاء مؤسسة علمية كبيرة تهدف إلى تخريج علماء متبحرين في العلوم كلها خصوصاً في العلوم الدينية.

    4ـ أنشأ مدارس الدولة بالمجان على النظام الأوربى ورتبها على درجات ومراحل، وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن والقرى وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة. ووضع لها المناهج، وحدد العلوم والمواد التي تدرس في كل مرحلة، ووضع لها نظام الامتحانات للانتقال للمرحلة التي تليها، وكان ربما يحضر امتحانات الطلبة ويزور المدارس وكان يسمع الدروس التي يلقيها الأساتذة، ولا يبخل بمنح مالية للنابغي ، هدفها تخريج دفعات من الرجال للحروب التى يخوضها فكانت المواد التي تدرس في تلك المدارس هى : التفسير والحديث والفقه والأدب والبلاغة وعلوم اللغة والهندسة .
    وقام بتنظيم مراحل التعليم ، حيث جعل النظام الدراسي المتبعة بمدارسه ينقسم إلى أربع مراحل وهي على النحو التالي : ـ
    المرحلة الأولى :ـ تسمى الخارج :حيث يدرس فيها مبادئ العلوم الدينية والرياضية والطبيعية علاوة على حفظ أجزاء من القرآن الكريم ، وتسمى في مجموعها دروس الخارج .

    المرحلة الثانية :ـ تسمى الداخل : حيث يدرس فيها مقاصد العلوم السابقة ولا سيما الفقه ، ويضاف إليها مواد التاريخ الإسلامي واللغة العربية ، وهي مجموعها عموميات ومدخل للتخصص ويمكن لخريج المرحلة الثانية تولي الوظائف البسيطة ، أما الطالب الذي كان يريد الانخراط في السلك العلمي فعليه أن يلتحق بالمرحلة العلمية الثالثة .

    المرحلة الثالثة :ـ وتسمى بـموصلة الصحن : وهي بمثابة اعدادي للمرحلة الأخيرة حيث يدرس على علماء متخصصين في العلوم العالية المقررة فيها ، حتى إذا أتم دراسته بنجاح خول له ذلك حق الإلتحاق بمدارس الصحن .

    المرحلة الرابعة :ـ وتسمى بـ مدارس الصحن وهي بمثابة جامعة كبرى ، تتكون من المدارس الثمان المبنية حول جامع الفاتح ، وبجوارها المدارس الموصلة للصحن وهي ثمان مدارس أخرى بنيت خلف المدارس الثمان المشار إليها ، .

    5ـ أنشأ بجوار المدارس مطعماً خيرياً ومستشفى كامل المعدات ليتمرن طلاب الطب فيه. كذلك أنشأ مستشفيات ( دور الشفاء) على النظام الأوربى ..وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان و كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب – ثم زيد إلى اثنين – ولما لم يكن هناك أطباء كافيين فى دولته فكان يعمل الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين ، وكان يجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم ، وأن لاتصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفي أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها ، ورواد هذه المستشفيات جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.

    6ـ أنشأ السلطان محمد الفاتح كثير من المساجد أكثر من ثلاثمائة مسجد والمعاهد العلمية والقصور والمستشفيات والخانات والأسواق والحدائق العامة .
    7ـ أدخل المياه إلى القسطنطينية عبر قناطر خاصة .
    8ـ شجع كبار الدولة ووزرائها والأغنياء على تشييد المباني وإنشاء المحلات التجارية التي تزين في عمران المدينة .
    بنى السلطان محمد الفاتح دار السعادة القديمة بقرب الجامع الذي أنشاءه السلطان بايزيد الأول ، فكانت أول دار حكومية أنشأها سلاطين آل عثمان بعد مدينة القسطنطينية .
    بنى الجامع الشهير باسمه وهو الواقع على التل الرابع في المدينة بحيث يُرى من البحر على بعد مسافة بعيدة ليستشعر الناظر إليه بالروح الإسلامية لهذا البلد الذي هو مقبل عليه .
    أنشأء مكتبة والتي تعتبر أول مكتبة أُسست من نوعها في القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح .
    9ـ شيد السلطان جامع كوتشك أيا صوفيا أي جامع أيا صوفيا الصغير وهو واقع على بحر مرمره .
    10ـ اهتم السلطان محمد الفاتح بالجيش وأولاه رعاية خاصة حيث قام بما يلي : ـ
    أعاد تنظيم الجيش وقيادته .
    11ـ أنشاء دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة . وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية . وأنشأ أيضاً جامعة عسكرية لتخريج المهندسين والأطباء البيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحة .
    12ـ لما كانت أمه مسيحية تتكلم اللغة الرومية فقد أتقن الغة الرومية، وأمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية، ونقل إلى التركية كتاب التصريف في الطب للزهراوي، وعندما وجد كتاب بطليموس في الجغرافيا وخريطة له طلب من العالم الرومي جورج اميروتزوس وابنه أن يقوما بترجمته إلى العربية وإعادة رسم الخريطة بالغتين العربية. والرومية و كافأهما على هذا العمل بعطايا واسعة، وقام العلامة القوشجي بتأليف كتاب بالفارسية ونقله للعربية وأهداه للفاتح.
    13ـ استقدم محمد الفاتح رسامين من إيطاليا إلى القصر السلطاني، لإنجاز بعض اللوحات الفنية، وتدريب بعض العثمانيين على هذا الفن.
    14ـ صبَّ مدافع عملاقة لم تشهدها أوروبا من قبل.
    15ـ قام ببناء سفن جديدة في بحر مرمرة لكي تسد طريق "الدردنيل"
    16ـ شيّد على الجانب الأوروبي من مضيق "البوسفور" قلعة كبيرة أطلق عليها اسم قلعة "روملي حصار" لتتحكم في مضيق البوسفور , بنى قلعة على مضيق البوسفور على الشاطئ الأوروبي مقابل القلعة التي بناها السلطان بايزيد على الشاطئ الآسيوي كي يتحكم بالمضيق وكان سبب بنائها هو وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من مملكة طرابزون الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرقي الاناضول عندما يبدأ فى حصارها ، ورأى قسطنطين أن محمد الثاني عازم على غزو القسطنطينية فعرض دفع الجزية التي حتى لم يطلبها السلطان فرفض ، وحاول قسطنطين أن يتزوج بأرملة السلطان مراد الثاني أم السلطان محمد وكانت لا تزال على مسيحيتها فرفضت واعتكفت في بعض الأديرة.
    17ـ أول دستور على النسق الأوربى فى دولة تدين بالإسلام , قام السلطان محمد الثاني بالتعاون مع الصدر الأعظم "قرة مانلي محمد باشا"، وكاتبه "ليث زاده محمد جلبي" وضع الدستور المسمى باسمه، وقد بقيت مبادئه الأساسية سارية المفعول في الدولة العثمانية حتى عام (1255هـ=1839م)
    18ـ كان السلطان محمد الثاني شاعرًا له ديوان شعر، وقد نشر المستشرق الألماني "ج. جاكوب" أشعاره في برلين سنة (1322هـ=1904م)، وكان دائم قراءة الأدب والشعر، ويصاحب العلماء والشعراء، ويصطفي بعضهم ويُوليهم مناصب الوزارة , وعهد إلى الشاعر "شهدي" أن ينظم ملحمة شعرية تصور التاريخ العثماني على غرار "الشاهنامة" التي نظمها الفردوسي. وكان إذا سمع بعالم كبير في فن من الفنون قدّم له يد العون والمساعدة بالمال، أو باستقدامه إلى دولته للاستفادة من علمه، مثلما فعل مع العالم الفلكي الكبير "علي قوشجي السمرقندي"، وكان يرسل كل عام مالاً كثيرًا إلى الشاعر الهندي "خواجه جيهان"، والشاعر الفارسي "عبد الرحمن جابي"
    19ـ عم الرخاء البلاد وساد اليسر والرفاهية في جميع أرجاء الدولة، وأصبحت للدولة عملتها الذهبية المتميزة.
    وأعمال أخرى كثيرة.

    غزواته
    1ـ عندما أراد السلطان اثانى بعدئذ أن يتوجه إلى بلاد المورة لفتحها، فأرسل ملكها وفداً إليه يعرض عليه دفع جزية سنوية قدرها 12 ألف دوك ذهب , ولكنه كان يضمر غزوها فغزا فتح بلاد المورة (عام 863/1453م)، وفر ملكها إلى ايطاليا ،
    2ـ غزا الجزر التي في بحر ايجه قرب مضيق الدردنيل .
    3ـ عقد صلحاً مع اسكندر بك أمير البانيا .
    4ـ حاصر القسطنطينية وفتحها بعد عامين فقط من توليه السلطة .
    5ـ صالح أمير الصرب مقابل جزية قدرها ثمانون ألف دوك عان 857، ولكنه كان مصمم على غزوها وفى السنة الثانية هاجم السلطان إلى بلاد الصرب، وحاصر بلغراد ، ودافع عنها المجر وإنهزم العثمانيون هزه المرة، ولكن هاجمهم الصدر الأعظم محمود باشا وإستطاع غزوها بين ( 861 – 863 هـ).
    6ـ هاجم سراً الاناضول وغزا ميناء (اماستريس) الذي يتبع جنوه وكان أكثر سكانه من التجار الأغنياء ،
    7ـ غزا ميناء سينوب .
    8ـ غزا مملكة طرابزون دون مقاومة ، وكانت تتبع القسطنطينية .
    9ـ غزو الأفلاق - حاول السلطان محمد الثانى مهاجمة أمير الأفلاق ، فطلب الأمير صلحاً مقابل جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوك ، فوافق السلطان غير أن هذا الأمير كان يعرف غدر السلطان محمد الثانى فإتفق مع ملك المجر لمحاربة العثمانيين. فلما اتفقا، , وعلم السلطان أرسل إليه رجلين يستوضح الخبر فقتلهما أمير الأفلاق، وهاجم أملاك الدولة العثمانية في بلغاريا ليحررهم من آل عثمان، فأرسل إليه السلطان وفداً يطلب منه أن يعيد الأسرى، ويبقى على صلحه ، فمثل بهم ، فهاجمه السلطان ففر أمير الأفلاق إلى ملك المجر ، فضم السلطان الأفلاق إلى العثمانيين ، وعين أخا أمير الأفلاق والياً عليها من قبله.
    10ـ وامتنع أمير البوسنة عن دفع الخراج ( وهذا يعنى أن هذا المير مسلما) فهاجمه السلطان، وانتصر عليه ، وحاول ملك المجر مساعدة أهل البوسنة (البوشناق) لكنه هزم. وأسلم الكثير من البوشناق بعد ذلك.
    11ـ هاجم البنادقة بعض المراكز العثمانية ودخلوها ، فهاجمهم السلطان ففروا من مواقعهم ، ودخلها العثمانيون . وبعد هدنة سنة عاد البنادقة لغيهم إذ أرادوا استعادة ما فقدوه ، وبدؤوا يغيرون على الدولةالعثمانية .
    12ـ بدأ البابا يدعو إلى حرب مقدسة ضد الغزو العثمانى لأوربا فشجع اسكندر بك أمير البانيا على نقض عهده مع السلطان ، ودعا ملوك اوروبا وأمرائها لمساندته، غير أن البابا قد توفي ولم تقم الحرب الصليبية، لكن اسكندر بك نقض العهد، وحارب العثمانيين، وكانت الحرب سجالاً بين الطرفين. وتوفي اسكندر بك عام 870 هـ .
    13ـ ضم إليه إمارة القرمان نهائياً - وكان قد اختلف أبناء أميرهم إبراهيم الذي أوصى عند وفاته لابنه إسحاق فنازعه إخوته ، فأيد السلطان إخوة إسحاق عليه وهزمه ، وعين مكانه أحد إخوته ، فلما رجع السلطان إلى أوروبا ، احتل إسحاق قونية وفرض نفسه أميراً على أمارة القرمان ، فهاجمة السلطان وهزمه ، وضم الإمارة إلى الدولة العثمانية.
    14ـ عندما احتل اوزون حسن أحد خلفاء تيمورلنك مدينة توقات شرقي الأناضول وأحتلها , أرسل إليه السلطان جيشاً هزمه عام 1469 / 874 ، ثم هاجمه السلطان بنفسه على رأس جيش وأجهز على ما بقي معه من جنود.
    15ـ فى عام 878 هـ / 1473م طلب السلطان على أمير البغدان اصطفان الرابع الجزية حتى لا يهاجمه فلم يقبل الأمير ، فأرسل إليه جيشاً وانتصر عليه بعد حروب عنيفة، ولكن لم يستطيع غزو هذا الإقليم وأنسحب بعد هزيمته .
    16ـ هاجم السلطان القرم للإستفادة من فرسانها في قتال البغدان ، وتمكن من احتلال أملاك الجنوبيين الممتدة على شواطئ شبه جزيرة القرم ، ولم يقاوم التتار سكان القرم العثمانيين بل دفعوا لهم مبلغاً من المال سنوياً .
    17ـ وأقلعت السفن الحربية العثمانية من القرم إلى مصب نهر الدانوب فدخلت ، وكان السلطان يدخل بلاد البغدان عن طريق البر ، فانهزم اصطفان الرابع ، فتبعه السلطان في طريق مجهولة ، فانقض عليه اصطفان الرابع وانهزم السلطان ، وارتفع اسم اصطفان الرابع وذلك عام 881 هـ .
    18ـ صالح السلطان البنادقة
    19ـ انهزم السلطان محمد الثانى أمام المجر عندما سار لفتح ترانسلفانيا
    20ـ ونتيجة لأنه ملك أكبر أسطول بحرى فى ذلك الوقت نجح فى غزو الجزر التي بين اليونان و ايطاليا ، كما وغزا مدينة (اوترانت) في جنوبي شبه جزيرة ايطاليا عام 885 هـ وحاصر في العام نفسه جزيرة رودوس ولم يتمكن من فتحها.
    21ـ وبعد حصار القسطنطينية عثر على ضريح ابي ايوب خالد بن زيد الانصاري رضي الله عنه، فبنى عنده مسجداً ، وأصبح تنصيب السلاطين يتم بهذا المسجد.

    بعض الحقائق عن فتح القسطنطينية

    إن الحقيقة التاريخية الناصعة تقول أن السلطان محمد الفاتح عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى والرفق بهم، وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص وخاصة أمراء اليونان، ورجال الدين ، واجتمع مع الاساقفة وهدأ من روعهم ، وطمأنهم الى المحافظة على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم، وأمرهم بتنصيب بطريرك جديد فانتخبوا أجناديوس برطيركا، وتوجه هذا بعد انتخابه في موكب حافل من الاساقفة الى مقر السلطان، فاستقبله السلطان محمد الفاتح بحفاوة بالغة وأكرمه أيما تكريم، وتناول معه الطعام وتحدث معه في موضوعات شتى، دينية وسياسية واجتماعية وخرج البطريرك من لقاء السلطان، وقد تغيرت فكرته تماماً على السلاطين العثمانيين وعن الأتراك، بل والمسلمين عامة، وشعر انه أمام سلطان مثقف صاحب رسالة وعقيدة دينية راسخة وانسانية رفيعة، ورجولة مكتملة ، ولم يكن الروم أنفسهم أقل تأثراً ودهشة من بطريقهم، فقد كانوا يتصورون أن القتل العام لابد لاحقهم، فلم تمض أيام قليلة حتى كان الناس يستأنفون حياتهم المدنية العادية في اطمئنان وسلام.
    كان العثمانيون حريصون على الالتزام بقواعد الاسلام، ولذلك كان العدل بين الناس من أهم الأمور التي حرصوا عليها، وكانت معاملتهم للنصارى خالية من أي شكل من أشكال التعصب والظلم ، ولم يخطر ببال العثمانيين أن يضطهدوا النصارى بسبب دينهم.
    إن ملل النصارى تحت الحكم العثماني تحصلت على كافة حقوقها الدينية ، وأصبح لكل ملة رئيس ديني لا يخاطب غير حكومة السلطان ذاتها مباشرة، ولكل ملة من هذه الملل مدارسها الخاصة وأماكن للعبادة والأديرة، كما أنه كان لا يتدخل أحد في ماليتها وكانت تطلق لهم الحرية في تكلم اللغة التي يريدونها.
    إن السلطان محمد الفاتح لم يظهر ما أظهره من التسامح مع نصارى القسطنطينية إلا بدافع إلتزامه الصادق بالإسلام العظيم، وتأسياً بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ثم بخلفائه الراشدين من بعده، الذين أمتلأت صحائف تاريخهم بمواقف التسامح الكريم مع أعدائهم.
    الفاتح المعنوي للقسطنطينية الشيخ آق شمس الدين:
    وهو محمد بن حمزة الدمشقي الرومي ارتحل مع والده الى الروم، وطلب فنون العلوم وتبحر فيها وأصبح علم من أعلام الحضارة الإسلامية في عهدها العثماني.
    وهو معلم الفاتح ومربيه يتصل نسبه بالخليفة الراشد أبي بكر الصديق t، كان مولوده في دمشق عم 792هـ 1389م حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، ودرس في أماسيا ثم في حلب ثم في انقرة وتوفي عام 1459هـ.
    درّس الشيخ آق شمس الدين الأمير محمد الفاتح العلوم الأساسية في ذلك الزمن وهي القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه والعلوم الإسلامية واللغات العربية ، والفارسية والتركية وكذلك في مجال العلوم العلمية من الرياضيات والفلك والتاريخ والحرب وكان الشيخ آق ضمن العلماء الذين أشرفوا على السلطان محمد عندما تولى إمارة مغنيسا ليتدرب على ادارة الولاية، وأصول الحكم .
    واستطاع الشيخ آق شمس الدين أن يقنع الأمير الصغير بأنه المقصود بالحديث النبوي: لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش.
    وعندما أصبح الأمير محمد سلطاناً على الدولة العثمانية، وكان شاباً صغير السن وجّهه شيخه فوراً الى التحرك بجيوشه لتحقيق الحديث النبوي فحاصر العثمانيون القسطنطينية براً وبحراً. ودارت الحرب العنيفة 54 يوماً.
    وعندما حقق البيزنطيون انتصاراً مؤقتاً وابتهج الشعب البيزنطي بدخول أربع سفن ارسلها البابا إليهم وارتفعت روحهم المعنوية اجتمع الأمراء والوزراء العثمانيون وقابلوا السلطان محمد الفاتح وقالوا له : إنك دفعت بهذا القدر الكبير من العساكر الى هذا الحصار جرياً وراء كلام أحد المشايخ "يقصدون آق شمس الدين" فهلكت الجنود وفسد كثير من العتاد ثم زاد الأمر على هذا بأن عون من بلاد الأفرنج للكافرين داخل القلعة، ولم يعد هناك أمل في هذا الفتح... فأرسل السلطان محمد وزيره ولي الدين أحمد باشا الى الشيخ آق شمس الدين في خيمته يسأله الحل فأجاب الشيخ: لابد من أن يمنّ الله بالفتح.
    ولم يقتنع السلطان بهذا الجواب، فأرسل وزيره مرة أخرى ليطلب من الشيخ أن يوضح له أكثر، فكتب هذه الرسالة الى تلميذه محمد الفاتح يقول فيها: هو المعزّ الناصر ... إن حادث تلك السفن قد أحدث في القلوب التكسير والملامة وأحدث في الكفار الفرح والشماتة. إن القضية الثابتة هي : إن العبد يدبر والله يقدر والحكم لله... ولقد لجأنا الى الله وتلونا القرآن الكريم وماهي إلا سنة من النوم بعد إلا وقد حدثت ألطاف الله تعالى فظهرت من البشارات مالم يحدث مثلها من قبل.
    أحدث هذا الخطاب راحة وطمأنينة في الأمراء والجنود. وعلى الفور قرر مجلس الحرب العثماني الاستمرار في الحرب لفتح القسطنطينية، ثم توجه السلطان محمد الى خيمة الشيخ شمس الدين فقبل يده، وقال : علمني ياسيدي دعاءً أدعو الله به ليوفقني ، فعلمه الشيخ دعاءً، وخرج السلطان من خيمة شيخه ليأمر بالهجوم العام.
    اراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول وغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه الى خيمة الشيخ ليستدعيه، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ، فأخذ الفاتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها ونظر الى الداخل فإذا شيخه ساجداً لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه وشعر رأسه الأبيض يتدلى على الأرض، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور، ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بأنزال النصر ويسأله الفتح القريب.
    وعاد السلطان محمد الفاتح عقب ذلك الى مقر قيادته ونظر الى الأسوار المحاصرة فإذا بالجنود العثمانيين وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود الى القسطنطينية.
    ففرح السلطان بذلك وقال ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني.
    وقد ذكر الشوكاني في البدر الطالع أن الشيخ شمس الدين ظهرت بركته وظهر فضله وأنه حدد للسلطان الفاتح اليوم الذي تفتح فيه القسطنطينية على يديه
    وعندما تدفقت الجيوش العثمانية الى المدينة بقوة وحماس، تقدم الشيخ الى السلطان الفاتح ليذكره بشريعة الله في الحرب وبحقوق الأمم المفتوحة كما هي في الشريعة الاسلامية.




    وفاته
    كان من بين أهداف السلطان محمد الثانى أن يكون يغزو روما ، وأن يجمع فخارًا جديدًا إلى جانب فتحة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد أن أصبحت قوته هى أقوى قوة فى العالم فى ذلك الوقت ، وكانت خطة السلطان محمد الثانى لغزو إيطاليا هو أنه جهّز أسطولاً عظيمًا ، تمكّن من إنزال قواته وعدد كبير من مدافعه بالقرب من مدينة "أوترانت"، ونجحت تلك القوات في الاستيلاء على قلعتها، وذلك في (جمادى الأولى 885هـ= يوليو 1480م).
    وأن يتخذ من تلك المدينة قاعدة يزحف منها شمالاً في شبه جزيرة إيطاليا ، حتى يصل إلى روما ولكنه لم يستطع التقدم بجيشة
    في ()
    توفي السلطان محمد الثانى يوم 4 ربيع الأول عام 4 من ربيع الأول 886هـ=3 من مايو 1481م وهو يبلغ من العمر خمس وخمسين سنة بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة وقد حكم بلاد السلطنة ما يقرب من ثلاثين عاماً، من 5 محرم 855 هـ/7 فبراير 1451 إلى 886 هـ/1481 - اُتهم أحد أطبائه بدس السم له في الطعام، وكان لموته دوي هائل في أوروبا، التي تنفست الصعداء حين علمت بوفاته، وأمر البابا أن تقام صلاة الشكر ثلاثة أيام ابتهاجًا بهذا النبأ.
    (إنّ الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفس) صدق الله العظيم
يعمل...
X