وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

    <strong><font size="4">هاتان الوثيقتان من أمير مكة المكرمة الشريف غالب بن مساعد، إحداهما لسعود بن عبد العزيز والأخرى إلى الصدر الأعظم وكيل السلطان في دار السعادة(اسطنبول) أردت نشرهما هنا لتروا كيف يكون النفاق. أرجو من الإخوة المشاركين قراءة الوثيقتين بتأن وعدم حرماننا من تعليقاتهم. وشكرا كمال خوجة<br /> <br />HAT/94/3830<br /> 1218.Z.29 <br /><br />الترجمة التركية للرسالة التي أرسلها شريف مكة إلى سعود بن عبد العزيز <br /><br />من غالب بن مساعد إلى سعود بن عبد العزيز، حفظه الله تعالى من جميع الآفات واستعمله بالباقيات الصالحات، ولم يزل محافظا بالعناية الربانية ومشمولا بالخير والعافية الدائمين. لايخفى عليك بأنني سبق وأن بينت لك الحقيقة في رسالة سابقة إليك أن هذه الأقطار بأخبارها وآثارها والأحوال بيننا وبين إخواننا ستكون لصلاح البلاد والعباد . ولكن بسبب عدم وصول الحجاج إلى هنا في الوقت المذكور، لم نشرح لكم في رسالتنا شيئا عن أخبارهم. والحمد لله أدى الحجاج المسلمون والحجاج الوافدون من سائر الجهات فريضتهم في أطيب حال وأرفه بال وأم القرى هي كما وصفها خالق العباد مشمولة بالفضائل "سواء فيه العاكف والباد" وهي مبرأة من الأحوال والآثار المضرة والمستنكرة. واعلم بان أمير حجاج الشام هو عبد الله باشا العظم ومعه والي جدة عابدين باشا . وعدد عساكر عبد الله باشا قريب من ألفين ، ولوالي جدة قريب من خمسمائة فارس لكننا سعينا إلى تفريق عساكر والي جدة، بالتعريض لبعضهم بالكلام، وإرسال بعضهم صوب البحر ولا يتعدى عدد من بقي معه في مكة من العساكر سوى عشرة أنفار. والحجاج سيعودون اليوم أو غدا، كما أن (صلمه-سلمه؟ ) نأوا عن الحجاج ونصبوا خيامهم بين المسلمين، وهؤلاء هم جمالو عبد الله باشا، فلما أراد منا أن نتوسط لحالهم لدى أمراء المسلمين اعتذرنا منه ، وحتى لحظة كتابة هذه الرسالة لم نلاحظ أية علامة على مسير الحجاج ، ولا بد بأننا سنخبرك بما تنتهي إليه أحوالهم. ولنأت إلى حال عثمان بن عبد الرحمن، فمنذ نزول المسلمين في مكة لم يقر على قرار لايكون فيه صلاح للدين في أحواله وحركاته ، بل اتبع هوى نفسه الأمارة بالسوء. وأغلب الظن والقياس أنك والحاضرون من كبار المسلمين عندنا يكره أحواله المذمومة ، لأن مراد تنفير خاطرنا ، أما أنا يا أخي فالله يعلم ويشهد بأنني شعرت بلذة الموافقة وقد شرح الله قلبي ، وإلا فإن إجبار نفسي لم يكن محتوما لأن نفسي مع وسعتها مطوقة بقدرة الله تعالى. وتعرف بأنني لما تعرضت مكة للتضييق والمحاصرة تركتها ووسعت عليها، لأنه يمكن الاستيلاء على مكة أولا وآخرا، كما ليس في مكة سوى القصور وهي الأخرى عبارة عن بناء حجري ، ومثلي لا يأسف عليها، وعمران تلك القصور بسكناي فيها، كما قال تعالى على لسان خليله إبراهيم" رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عبد بيتك المحرم" ومعروف لدى أصحاب الأمثال أنه:<br /> لا تنتهي الأنفس عن غيها إذ لم يكن منها لها زاجر <br />وليس لي منة على أحد من البشر، لأنه ما من أحد يحتم على نفسي بشي سوى خالقها ، والله يفعل ما يريد. ومنذ عثمان حتى الآن في ما رآه كبار المسلمين من حركات وحقيقة صبرنا عليها لا بد أنهم سيروونها لك. أدعو الله تعالى ألا يكون لي أي سمع أو إنصات لتلك الحركات. لأن وقوع عثمان في الردية معروف عندي . والآن يا أخي أنت تعرف الجواب والله يعلم بأنني لا أتحايل ولا أطمع ولا أصانع كي يكون لي شيء في مخالفتك. بل لمجرد بيان ما توارد على خاطري ، ولست أنا ممن يقاس بغيره حتى آتيك بشي لا معنى له لتحصيل ما تبتغيه النفس بسبب عجزها. وإذا بات مجزوما لديك بأنني لم أقف معارضا في الأمور محمودة العواقب ووضحت معالمه الإسلامية كما لم يقم بذلك أي فرد واحد من عامة المسلمين في الوقت الحاضر، فاتخذني رمحا على الأعداء ، ولا تعتبرني مثل عثمان وغيره. وإذا أبقيتني على إمارة مكة والطائف وجدة والحجاز وحرب وجهينة وسائر البنادر في جهات الحجاز التي كانت تحت حكمي منذ القديم وكذلك القبائل المعروفة بأنها تحت حكمي وكذلك ما لها ملحقات مثل جدة كالزبيدية وينبع وجهينة وسواحل القنفذة والحجاز والطائف وامتداداتها، فإنني سأقوم بتنظيم أمورها لمدة شهرين أو ثلاثة ، وبحول الله وقوته أبدا بالحرب في جهات مصر والشام واليمن بينما هم لا يقدرون على الدفاع عنها في البر و البحر. ولكن اشرط لي على نفسك أنه إذا فتح الله على يدي مع المسلمين أي قرية ، فإنني سأقوم بإصلاح أمورها وتكون مرتبطة بي نيابة عنك، ولا أريد سوى الخدمة ، ولكن لا أريد أي معارضة في أي أمر لا من أمير ولا من حقير. لأنني أعرف طبائع الناس أكثر من الآخرين ، واعتبرني ولدا صالحا لك ، وقد سبق وأن جربتني عدوا، فجربني بعد الآن صديقا. فأنا لست مثل الآخرين حتى تكون لديك شكوك تجاهي. وغدا سترى ما إذا كنت عاجزا. فإذا ظهر أي عجز في تسيير الأمور التي ذكرتها ، فإن ورقة واحدة منك تؤخرني وأخرى تقدمني. وأريد أن أقدم الإحسان بدل الإساءة التي ظهرت مني سابقا، ونوال رضا الله بنية خالصة. وفي حال إيجاد عمل لعثمان لديك فإن ما أقصده في ضميري هو توسيع الإسلام وتهديم الأصنام، وألزم نفسي في حال العهدة إلي بتسيير أمور الأماكن التي شرطتها عليك ، ولم يكن لي معارضا غيرك أن أسمع لك وأطيع ، ولن أخالفك في شيء والله على ما أقول وكيل. وأرسل جواب رسالتي بالسرعة الممكنة ، حتى أشمر عن ساعد الجد في التنفيذ. وإذا دار بخلدك أي شك في بعض الأمور وأردت تأخيرها ، فإني لا أستطيع أن أقربها. أما إذا أنجزت مطالبي وشاع ذلك بين الأقران فسيكون أحسن. ومن المؤكد أنك تجزم بإخلاصي لك ، وستعلم بعد التحقيق أنه خلال السنتين الماضيتين لم يحدث في الحرم الشريف أي شيء لا ترضى به. ويعلم الله أن النشاز الصادر من عثمان هو بسبب عداوته لنا في المعابدة والزاهر والمسفلة وريع كدي وبطحاء قريش، والأشياء المأخوذة تقدر بمبالغ وافرة لا يجب أن أذكرها لك لكنني سمعت بأنك غير راض عن ذلك، فأردت بيانه. وإذا علمت فيما بعد بما صدر منه، فأنت وهو. أما إذا لم يكن لديك علم بذلك فالأمر كما أخبرتك به ونحن مستعدون للإثبات. أما بالنسبة للبنادر في جدة وينبع وسائر السواحل فإن السفن القادمة إليها والفرنج والنصارى الذمي منهم والحربي القادمين إليها بأموال التجارة، فيجب إن ترسل كتابا في تأمينهم ، ونحن بدورنا لن نقصر فيما يجب علينا القيام به لتطييب الخواطر وجلب المصالح . إن عبد العزيز حامل هذه الرسالة رجل غبي فلا يعرف شيئا عن رسالتنا، فأرسل معه الجواب على عجل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. <br /><br />HAT/94/3838-D<br /> 1216.Ca.06 <br /><br />تقرير سعادة الشريف<br /> صاحب العناية وشعار المكارم أطال الله بقاءه <br />مع بيان أنه ضمن الجهود التي أبذلها لتنفيذ مقتضى مأموريتي في كل ما يتعلق بأمور الأراضي الحجازية، أواصل بحرص واهتمام العمل في كل ما من شأنه استجلاب الدعوات بالخير لحضرة مولانا السلطان، وإضافة الكلمة الطيبة التي تقتضي التفضل بحسن قبول العتبة العليا لاثنتين من الصرر الحجازية جرت العادة لتقديمها إلى الركاب الهمايوني، وصرة واحدة هدية مني لجناب دولتكم ، ولا شك أن قبولها من الداعي لكم سيكون من دواعي فرحي وسروري. بالإضافة إلى أنه على النحو المعتاد تم تسليم مندوبنا من الخزينة السلطانية نقدا خمسة آلاف قرش ، وتسليم خمسة وعشرين ألف قرش من الخزينة المصرية على النحو المعتاد، وبصدور أمر بإعطاء المبالغ المخصصة لجرايا الحرمين المحترمين ومخصصات الإصلاح من أموال عام ألف ومائتين وثلاثة من جانب مصر. وكذلك آخر ما رجوت إعطاءه وهو التفضل بالإنعام على محبكم خمسة وعشرين ألف قرش من أصل المخصص لأربع سنوات البالغ مائة ألف قرش، وقد سمعت بإصدار أمر وإرساله إلى مصر لتقوم خزينة مصر بإعطاء هذا المبلغ. وإضافة ثلاثمائة فردة على القهوة المخصصة لنا في بندر السويس البالغة ثلاثمائة فردة لتكون ستمائة فرده وأنه تم الاعتذار عن تنفيذ ذلك باعتباره خلافا للقانون ويخل بمحصول والي مصر. وأن أمرا صدر بأن نسمح بصورة كاملة بأخذ علوفة الفقراء من أهالي الحرمين بعد الآن من جدة. وأن كبير المعمارين لم يبلغ عن كشفه لحفر وإصلاح الخزانات الثلاثة في عين عرفات ، فيجب والحالة هذه إخراج الكشف مجددا من قبل محمد آغا الكبير وإرساله، وكذلك عن وصول دفتر عين عرفات وتسجيله في المحاسبة الرئيسية، وإرسال ثلاثة آلاف قرش المخصصة لهذا العام مع مندوبنا، وكذلك وصلنا أمر آخر بأن الحجاج العجم القادمين من جهة أرزنجان يشكون من مطالبتهم بمبالغ زائدة، والتأكيد على عدم مطالبتهم بأي زيادة عما هو معروف في القانون القديم، وأمر آخر ببيان أنه بلغ الأسماع الهمايونية قيام كفار موسكو بتجهيز أسطول صغير وإرساله إلى بحر السويس، بنية الاعتداء على جهات جدة وينبع ومكة والمدينة وإيقاع الأذى بسفن المسلمين، ، وأن الأسطول المذكور وصل إلى جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي ، وجهزت ألف وخمسمائة من البحارة ورفعت العلم الهولندي لتتوجه إلى جهاتنا في صورة سفن تجارية، وأنه تأكد وجود مدافع بداخل هذه السفن. ويحذرني من ذلك ويطلب مني وضع مدافع على السواحل في هذه الجهات، وأن نقوم بمنعهم من أخذ أدلاء من مخا. وأمر عال آخر ببيان أنه في هذه السنة المباركة حدثت اضطرابات وقتال عظيم مرة في مكة المكرمة ومرة خارجها فدمرت منازل وتعذر رفع الأذان المحمدي وإقامة الصلوات المفروضة في البيت الحرام مدة ثلاثة أيام، وابتلي أهالي مكة بالضجر والعذاب من جميع الوجوه وأن حدوث مثل هذه الإضطرابات لم تكن متوقعة في عهدي، وأنها كانت موجبة للاستغراب ، وضرورة الحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث بالأسلوب السهل والحكيم، وإنزال العقوبة بأرباب الفساد تتناسب وما قاموا به من أعمال، والحرص على تأمين راحة ورفاهية أهالي البلدة الجليلة من جميع الوجوه والمبادرة بالكتابة إلى العتبة العليا بما تم، وأمر آخر عن قيام الخارجي عبد الوهاب الذي ظهر في جهات الشرق بإدخال العربان الموجودين بهذه الجهات وفي جهات المدينة المنورة تحت حكمه ، وتعرضه للمارين والمسافرين على الطرق ، وأنه تأكدت نواياه الفاسدة على مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن قلعه من جذوره يحتاج إلى ركوبي، وأن رسالة الاستئذان المعنوي التي أرسلتها عرضت على الركاب الهمايوني ، وكان الرأي بانه من غير المناسب خروجنا في هذا الوقت من مكة المكرمة، وأن الأنسب هو جمع مشايخ من العربان نثق بصدقهم وولائهم وإرسالهم نحو الخارجي المذكور، وأخذ جانب الحذر للحيلولة دون وقوع اعتداء من قبل كفار موسكو لهذه الجهات. وأمرا عاليا آخر بوزن الباب الملبس بالحرير الذي أحدثه شقيقي المرحوم الشريف سرور أمام حجاج الحج الشريف ، وتسجيله في الدفتر وإرساله بعض بيان عدد الصفائح إلى العتبة العليا. وحفظ الباب المذكور بداخل الحجرة النبوية المطهرة وقد وصلت جميع هذه الأوامر واطلعت عليها وفهمت مضامينها، فكان سروري عظيما ، كما وصلتني بخصوص جرايا فقراء الحرمين المحترمين رسائل من والي مصر وكذلك من شيخ البلد إسماعيل بك، وجاء فيها بأنه تلقى الأمر العالي بإعطاء خمسة وسبعين ألف قرش المخصص لجرايا الفقراء من أهالي الحرمين وإصلاحات مكة وكذلك خمسة وعشرين ألف قرش الذي طلبته من أصل مائة ألف قرش المخصص لي لفترة أربع سنوات، من أموال سنة ألف ومائتين وثلاثة، وأنه قرأ هذا الأمر أمام الحاضرين ، لكن تحصيل الجرايا يكون من الصعيد، وأن يتعذر منذ حوالي أربع سنوات تحصيل حبة واحدة من الصعيد، وأن ذلك واضح وضوح الشمس، وأنه إذا أمكن تحصيله نقدا، فسيرسله إلينا بحرا . ولا يخفى على مقامكم العالي بأنه بالإضافة إلى رجائي تنظيم وتأمين جرايا الفقراء الساكنين بواد غير ذي زرع بأي طريقة ممكنة، فإنه لم يصل من الأموال المحولة لإصلاح مكة المكرمة حتى الآن من جانب مصر سوى ستة آلاف قرش مرة، وخمسة عشر ألف قرش مرة أخرى بالسفن ، وأخيرا مع أمير الحج الشيخ اثني عشر ألف قرش، فمجموع ما وصلني بلغ ثلاثة وثلاثين ألف قرش رومي. وقد أبلغني الوزير المشار إليه بأنه سيرسل بطريق البحر خمسة وعشرين ألف قرش تم منحه لي من أصل مائة ألف قرش الممنوح لمدة أربع سنوات. لكنني بحاجة شديدة الآن إلى ذلك المبلغ ، فإنني في ضيق شديد خاصة وان قلع أساس الخارجي الذي ظهر في الشرق وتدميره يحتاج إلى أموال طائلة. فأرجو من مقام مولانا السلطان التفضل بالإنعام علي ما بقي من مائة ألف قرش الممنوح لي لمدة أربع سنوات. كما وأن هناك أمرا عليا يقضي بالسماح بستمائة فرده بعد الإضافة على ما هو مسموح به في السويس وهو ثلاثمائة فرده ، ولم يسمح بذلك لكونه يخل بمحاصيل ولاة مصر، وخلافا للقانون. ولكن نظرا إلى أن تأمين ما رجونا السماح به وهو ثلاثمائة فرده يمكن بإرسال مبالغ إلى جانب اليمن للحصول على القهوة وإرسالها بالسفن المصرية إلى السويس وبيعها وشراء مؤن بقيمتها لن يكون فيه أي ضرر على محاصيل والي مصر، لأن البن المرسل باعتباره من أموال التجار لن يكون زيادة على ما سبق وهذا واضح وضوح الشمس، وبالتالي فإن المرجو من المراحم العلية إرسال أمر عال يقضي بالسماح بستمائة فرده بإضافة ثلاثمائة فرده على ما هو مسموح به لنا أصلا. كما أننا لم نزعج الحجاج العجم القادمين من جهات أرزنجان بأي طلب زائد ، كما لقي الحجاج العجم القادمون هذا العام مراعاة كلية من جانبنا ، كما أرسلنا إلى حاكم مخا وإلى كافة حكام أقاليم اليمن بعدم السماح لكفار موسكو القادمين بنية الاعتداء على جدة وينبع ومدينة السويس بأخذ أي دليل.ونبهنا كذلك وبموجب الأمر العالي بامتناع السفن المتوجهة من الهند إلى جدة عن تزويد الكفار بأي دليل ، ووضعنا جواسيس على السواحل الموجودة هنا بموجب الأمر العالي، وإننا لنستبشر من الآية الكريمة القائلة" إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام" بأنه لم ينتصروا، وسيعودون مخذولين. كما أنه حدثت فتنة في حج السنة الماضية من قبل أرباب الفساد كما قدم والي جدة عزت محمد باشا مساعدات كبيرة لأرباب الفساد، لكنني تمكنت بالمدارة إخماد هذه الفتنة، وبعد وصول الحجاج الكرام إلى أوطانهم ، بدأت بالقبض على أرباب الفساد في مكة واحدا بعد الآخر لكن بعضهم تمكن من الفرار خفية، ودخلوا منزل ابن أخينا الشريف سرور ، وأغلقوا عليهم الباب، وأطلقوا النيران وأظهروا العداوة ، فأمرت بوضع رجال حول المنزل وقطعت عنهم المؤن، وحاصرت الفسدة المذكورين لمدة أربعة أيام، وتمكنت من إخراجهم خارج مكة دون أن يصاب أحد بأذى وبعد أيام تمكنت من القبض على كافة أرباب الفساد وابن أخي المرحوم وعاقبتهم بالحبس والنفي كل حسب عمله وإعادة ابن أخي إلى منزله لأنه جاهل لا يعقل شيئا، حيث تأكد بأن أرباب الفساد أخرجوه رغما عنه فعفوت عنه ونفيت كافة أتباعه ، وفي هذه الحادثة قتل عدد قليل بمكة باستثناء البادية والعربان ولم يحدث بين أهالي مكة أي ضجر أو اضطراب. ولم تسقط من منزل المذكور طوبة واحدة، وقد سمعت أنه بلغ أسماع المقام الهمايوني من الشام الشريف تصرفات غير متوقعة مني خلافا للواقع فكان سببا في إحداث جرح في قلبي. وإني أرجو الإطلاع على حقيقة ما جرى من الحجاج لدى وصولهم إلى هناك، وكف اللوم عني بعد ذلك. كما أن الخارجي عبد الوهاب الذي ظهر في جهات الشرق يريد التوجه في هذه السنة المباركة والاعتداء على هذه الجهات، بعد أن أدخل العربان في الأقاليم الشرقية تحت حكمه وصار يأخذ الجزية من العربان كأنهم كفار، ويقطع الطريق على العربان الذين يجلبون المؤن إلى مكة والمدينة وينهبهم، مما أدى إلى الغلاء وأنه أدخل كل هؤلاء العربان في دينه الفاسد وينوي الشر بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن قلع جذور فساده من هناك يحتاج إلى ركوبي شخصيا. لكن تأمين اللوازم وجمع العساكر يتطلب أموالا كبيرة ، ومن المعلوم أنني أحتاج لدعم سلطاني من جميع الوجوه ، وإني لا أشك أبدا في تلبية المقام العالي ما أرجوه من الدعم لتأمين العساكر والمهمات اللازمة في تدمير هذا الباغي ، وأنه قطع جذور البغي سيكون مظهرا للدعوة بالخير له من قبل الفقراء سكان بيت الله الحرام. كما أن تنظيم الدفتر المبين لوزن وعدد صفائح الغلاف الفضي الموجود في الروضة المطهرة بالمدينة المنورة مطلوب همايوني. وتنفيذا للأمر العالي أرسلت مع الحج الشريف معتمدين ونبهت عليهم ذلك وسيصل دفتر الباب المذكور مع الحج الشريف إلى العتبة العليا، رجاء التفضل بالإطلاع، آملا من مشيريتكم بذل الهمة للحصول على الموافقات اللازمة لما جاء في كتابي هذا واللطف والمروءة لجناب صاحب المناقب العالية. <br />2 ذي القعدة سنة 1204 (14 يوليو 1790) غالب بن مساعد</font></strong>
  • Farouq_Mawasi
    Senior Member
    • May 2006
    • 310

    #2
    وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

    <p><font color="#009900" size="5"><strong>الأستاذ كمال خوجة حفظه الله،</strong></font></p><p><font color="#009900" size="5"><strong>التحيات الطيبات والسلام عليك.</strong></font></p><p><font color="#009900" size="5"><strong>أحببت أن أسجل هنا وأنا في بلجيكا بالغ تقديري وإعجابي بنشاطك الجم وعطائك الذي لا ينضب، فمن تحقيق مخطوطة إلى دراسة جادة، ومن ترجمة هنا إلى تدبر في النص هناك؛ وكل هذه الروافد تلتقي في بحر العطاء والإخلاص للعربية والإسلام.</strong></font></p><p><font color="#009900" size="5"><strong>أحييك تحية فاروقية وفلسطينية وإسلامية، ويا رعاك الله.</strong></font>. </p>
    أ. د/ فاروق مواسي

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

      <font size="5"><strong>تحية طيبة مباركة لأخي الحبيب الأستاذ كمال خوجه يحفظه الله،<br />وعودة ميمونة غانمة من السفر إن شاء الله.<br />وتحية عطرة.</strong></font>

      تعليق


      • #4
        وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

        <p><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>الأستاذ خوجة جزاك الله خيرا على مجهوداتك الكبيرة، أسأله تعالى أن يكتبها في صالح أعمالك</strong></font></p><p><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>بما أنك طلبت منا التمعن في النصين، والتعليق بعد ذلك</strong></font></p><p><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>بعد قراءة أولية في النصين لاحظت التالي</strong></font></p><p><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>توصلت إلى أنه كان المفروض أن يكون النص الأول يأتي بعد النص الثاني، على الأقل لمراعاة الناحية الزمنية </strong></font></p><p><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>صحيح أن هناك تاريخ للخطاب الثاني في عام 1204 وتكلم عن تاريخ كذلك داخل الخطاب عن عام 1203 ولكن ليس هناك تاريخ للخطاب الأول ولم يتم ذكر أي تواريخ داخل الخطاب<br /><br />بمراجعة الأرقام في مقدمة كل خطاب وجدت أن رقم الأولى يحوي 1218 ، ووجدت في رقم الثانية 1216 واعتبرت على الأقل أن هناك عامين وربما أكثر <br /><br />بمراجعة ما تم ذكره في الخطاب الثاني تبين أن الرجل كان له حرص على أوضاع المسلمين وكان يعاملهم بالسلاسة عادة وبالقوة إن تطلب ذلك، وتبين حرصه على أحوال المسلمين والدفاع عنهم<br /><br />بمراجعة ما تم ذكره في الخطاب الأول تبين أن غالب بن مساعد يبين لسعود بن عبدالعزيز أنه كان ضده قبل ذلك، وكان يريد المساعدة بشرط أن تطلق له الحرية في العمل دون الرجوع لأي شخص آخر، وهذه تعني مما تعني الوضوح والصراحة<br /><br />الفرق الزمني بين الخطابين وعدم معرفة تفاصيل أخرى عن خلفيات محتويات كل خطاب وسبب ارساله يـُصعّب على أي مـُنصف أن يـُصدر أي حكم على الأقل<br /><br />ولذلك  أظن أن العنوان كان قاس جدا إن لم يكن ظالم للرجل<br /><br />والله أعلم</strong></font></p>

        تعليق

        • kemalhocaoglu
          مشرف
          • Jun 2006
          • 132

          #5
          وثيقتان عثمانيتان من رجل واحد له دينان

          <font color="#000000" size="5"><strong><font color="#0000ff">بسم الله الرحمن الرحيم <br />يبدو أن الفارق الزمني بين الوثيقتين وكون اختلاف المواقف من الشريف غالب بن مساعد هو الذي قوى من رأي الأستاذ أبو صالح في أن هذا الرجل قد يكون مخلصا في رأيه الأخير، مع ملاحظة أن ذكر المسلمين في الوثيقة الأولى يقصد به الواقفين إلى جانب سعود، وهذا ينفي كون الجانب الآخر من المسلمين حسب رأي الشريف غالب بن مساعد.ولكن أود هنا إضافة وثيقة أخرى عبارة عن رسالة للشريف غالب إلى والي مصر محمد علي باشا الفارق الزمني بين الوثيقة الأولى وبين هذه الوثيقة كبير ويصل هذا الفارق إلى عشر سنوات أي أن هذه الوثيقة الأخيرة تاريخها ما بعد التغير الظاهر في موقف الشريف غالب بعشر سنوات. وأظن أن الزميل الأستاذ أبو صالح سيتمعن في هذه الوثيقة كثيرا ويغير رأيه في تعليقه السابق. على كل حال أنا استغفر ربي إن كنت أسات تسمية الشريف غالب، ولكن أترك التسمية بعد الآن لمن يقرأ هذه الوثيقة ويقارنها مع الوثيقتين السابقتين. لكم مني خالص التحية</font> HAT/344/19635-D <br />رسالة الشريف غالب أمير مكة المكرمة إلى الوالي المشار إليه نقدمها للمنظور العالي، والأمر لحضرة من له الأمر.<br />صاحب الدولة والسعادة والرأفة ومزيد العاطفة عالي الهمة، الخديوي المكرم جميل الشيم. معروض من يثني عليكم مع الدعاء بدوام العمر والعافية والإقبال والتوفيق الدائم من الله ضمن تطهير أراضي الحرمين من حركات الخوارج بهمتكم وصل أخيرا قائد الجيش صاحب الدولة والسعادة الوزير أخونا طوسون أحمد باشا بمنه تعالى إلى هذه الجهة، ونزل مع الجيش في ميناء جدة برا وبحرا ودخلها ، فعم السرور الجميع. وبحمد الله تعالى فإن طائفة الخارجي الوهابي استبد بها الخوف ، فلم تقدر على الثبات ولاذت بالفرار وهذا من محض طالع الوزير المشار إليه، كما أن كبير الأدلاء سعادة مصطفى آغا وصلنا إلينا من جدة ودخل مكة ، ومن المقرر أن يصل قائد الجيش باليمن والإقبال إلى مكة المكرمة خلال أيام. وبعد وصوله إلى هنا سأقوم أنا محبكم الهاشمي بجمع الفرسان والتوجه مع العساكر المنصورة نحو الطائف، ولا حاجة لبيان أننا لن نقصر أو نفتر في أخذ الثأر والانتقام ، وأنا على يقين بأننا ما إن نقتحم الطائف حتى يعود كافة عربان إقليم الحجاز إلينا، ويثأروا ممن كانوا مع الوهابي. فقد نذرت نفسي كي أكون رافع الراية في هذه الخدمة التي أعتز بها. فالجهود التي تبذل لقهر أعدائنا لا تحتاج إلى إيضاح، فالعالم كله يرى ذلك. وبعون الله تعالى فإن السفن التي قدمت إلى هنا حاملة العساكر يقتضي إرسالها إلى طرفكم مرة أخرى، ولكن المعلوم لديكم أن المؤن التي تأتي من كل الجهات ضرورية إلى أن تنتهي هذه الفتنة الوهابية من كافة إقليم الحجاز. فنأمل من معاليكم تحميل وإرسال بعض هذه السفن بمؤن العساكر ، وبعضها بالمؤن التابعة لتجار الحرمين التي يحتاجها عباد الله، ونأمل بصورة خاصة تحميل ما يحتاجه المسجدان الشريفان في مكة والمدينة من الدهون والشموع والقناديل وغيرها، فذلك عنوان مفاخر السلطنة السنية، أقول ذلك لجلب الدعاء بالخير. وقد كنت في السابق من العاملين على ذلك ، فإنني سأبذل كل جهدي لتحقيق الفتوحات السنية بصورة عملية، وقد أرسلت هذا الكتاب مع الهجان نفال للتبشير بحصول نتيجة المرام السني في فتح الحرمين الشريفين وانتظام شئون نور العينين ، مع صيانة العساكر والأتباع والذوات. رجاء التفضل بالإطلاع.<br /> 14 محرم سنة 1228 الشريف غالب بن مساعد</strong></font>

          تعليق

          يعمل...
          X