عشر قصائد - نيكانور بارا / ترجمة نزار سرطاوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار سرطاوي
    عضو منتسب
    • Dec 2013
    • 8

    عشر قصائد - نيكانور بارا / ترجمة نزار سرطاوي



    عشر قصائد
    للشاعر التشيلي نيكانور بارا
    ترجمة نزار سرطاوي

    القصيدة الأولى
    الشعراء الشباب



    اكتبوا كما تريدون
    بأي أسلوب تحبّون
    دماء غزيرة سالت تحت الجسر
    ليستمر الاعتقاد
    أنه لا توجد إلّا طريقٌ واحدةٌ هي الصحيحة.

    في الشعر كل شيء مباح.

    بشرط واحدٍ فقط بطبيعة الحال،
    عليكم أن تجعلوا الصفحة البيصاء أفضل حالاً.

    ----------------------------------------

    القصيدة الثانية
    أتراجع عن كل ما قلت

    قبل أن أذهب
    من حقّي أن أحقّق رغبة أخيرة:
    أيها القارئ الكريم
    إحرق هذا الكتاب
    فهو ليس ما أردت أن أقوله أبداً
    مع أنه كُتِبَ بالدم
    فهو ليس ما أردت أن أقوله.
    لا يمكن أن تكون هناك حال أكثر مدعاةً للأسى من حالي
    لقد تحققت هزيمتي على يد ظلّي:
    كلماتي انتقمت مني.
    سامحني أيها القارئ، أيها القارئ الطيب
    إن لم أستطع أن أودّعك
    بعناق حار، فإنني أودّعك
    بابتسامة حزينة مُتَكَلّفة.
    ربما كان هذا هو أنا بأجْمَعي
    لكن اسْتمعْ إلى كلمتي الأخيرة:
    أنا أتراجع عن كل ما قلت.
    بأكبر قدْرٍ من المرارة في العالم
    أتراجع عن كل ما قلت.

    ----------------------------------------

    القصيدة الثالثة
    أزمنة حديثة

    إنها لَأوقاتٌ مأساوية هذه التي نعيشها
    ليس في مقدورك أن تتحدّثَ دون أن تقع في تناقض
    أو أن تحافظَ على الهدوء دون أن تتورط مع البنتاغون.
    الكلّ يعلم أنْ ليس هناك أي بديلٍ ممكن
    كل الطرق تؤدي الى كوبا
    لكنّ الهواءَ ملوّث
    التنفّسُ عمليةٌ فاشلة.
    العدو يقول
    إن اللوم يقعُ على البلد
    كما لو كانت البلدان رجالاً.
    سُحُبٌ لعينةٌ تُحَوّم فوق براكينَ لعينة
    سفنٌ لعينةٌ تقوم بحملات لعينة
    أشجار لعينة تمزّق طيوراً لعينة:
    لقد كان كل شيء ملوّثاً منذ البداية.

    ----------------------------------------

    القصيدة الرابعة
    الأفعوانيّة


    على مدى نصف قرن
    كان الشعرُ
    جَنّةَ أشد الناس حمقاً.

    حتى أتيتُ
    وبنيتُ أفعوانيّتي.

    اصعد أن أحببت.
    طبعاً أنا لستُ مسؤولاٍ إن أنت نزلت
    وفمك وأنفك ينزفان دماً.

    ----------------------------------------

    القصيدة الخامسة
    التضخّم


    الخبز يرتفع لذا فإنّ الخبز يرتفع ثانيةً
    الايجارات ترتفع
    هذا يؤدي إلى مضاعفة فورية لكافة الإيجارات
    كلفة الملابس ترتفع
    لذا فإن كلفة الملابس ترتفع ثانيةً.
    لا محالة
    نحن ندور في حلقة مفرغة.
    في القفص هناك طعام.
    ليس الكثير، ولكن هناك الغذاء.
    وفي الخارج فقط تمتد مساحات هائلة من الحرية.

    ----------------------------------------

    القصيدة السادسة
    الحاجّ

    أعيروني انتباهكم، أيها السيدات والسادة، أعيروني انتباهكم للحظة:
    أديروا رؤوسكم للحظة واحدة نحو هذا الجزء من الجمهورية.
    لليلةٍ واحدة انسوا شؤونكم الشخصية،
    دعوا اللذة والألم ينتظران عند الباب:
    اسمعوا الصوت القادم من هذا الجزء من الجمهورية.

    أعيروني انتباهكم، أيها السيدات والسادة، أعيروني انتباهكم للحظة!
    الروح التي كانت حبيسةً منذ سنوات
    في ما يشبه هُوّةً جنسيةً وفكرية،
    يمر إليها القليل القليل من الغذاء من خلال الأنف،

    تتوق إلى أن تسْمَعوها.
    أود أن أفهم بضعةَ أشياء،
    أحتاج الى ضوء ضئيل، الحديقة تعج بالذباب،
    عقلي في حالةٍ يُرثى لها،
    فأنا أحلّ المشاكل بطريقتي الخاصة،
    وبينما أتفوّه بهذه الكلمات أرى دراجةً مركونةً إلى جدار،
    أرى جسراً
    وسيّارة تختفي بين المباني.

    شعرك مُسَرّح، هذا صحيح، وتمشي في الحدائق العامة،
    لديك تحت جلدك جلدٌ آخر،
    لديك حاسّةٌ سابعة
    تتيح لك الدخول والخروج تلقائيا.
    لكنني أنا طفل ينادي أمه من وراء الصخور،
    أنا حاجٌّ يقذف بالحجارة إلى ارتفاع أنفه،
    شجرةً تصرخ لتكتسي بالأوراق.

    ----------------------------------------

    القصيدة السابعة
    الوضع يزداد حساسّيةً

    ما عليك إلّا أن تنظر إلى الشمس
    من خلال الزجاج المغطى بالدخان
    لتعرف أنّ الأمور سيّئة:
    أم لعلّك تظنّ أن كل شيء على ما يرام.

    أنا أقول إنّه ينبغي علينا أن نعود
    إلى سياراتٍ تجرها الخيول
    إلى طائراتٍ تعمل بالبخار
    إلى أجهزةِ تلفاز مقطوعةٍ من الحجر

    كان كبار السنّ على حق:
    علينا أن نعود إلى استعمال الخشب في الطهو ثانيةً.

    ----------------------------------------

    القصيدة الثامنة
    زمنيّات


    في مدينة سانتياغو، شيلي
    أيام طويلة لا تنتهي:
    أزليّاتٌ عديدة في يوم واحد.

    مثل باعة الأعشاب البحرية
    الذين يسافرون على ظهور البغال:
    تتثاءب – تتثاءب ثانيةً.

    غير أن الأسابيع قصيرة

    الأشهر تمرّ سراعاً
    والسنين لها أجنحة.

    ----------------------------------------

    القصيدة التاسعة
    شُرْب النخب الأخير


    سواء أعجَبَنا ذلك أم لم يعجبنا،
    فليس أمامنا سوى خياراتٍ ثلاث:
    الأمس واليوم وغداً.

    وهي ليست حتى ثلاثة
    لأنه كما يقول الفيلسوف
    فالأمس أمس
    ونحن لا نمتلكه إلّا في الذاكرة:
    فمن الوردة التي تمّ اقتطافها
    لا يمكن الحصول على المزيد من البتلات.

    البطاقات التي يمكن اللعب بها
    اثنتان فقط:
    الحاضر والمستقبل.

    وليس هناك حتى اثنتين
    لأنّ هناك حقيقة معروفة
    هي أن ّالحاضر لا وجود له
    إلا حين يمرّ متقدمّاً شيئاً فشيئاً
    ويُستَهْلَك
    مثل سِنّ الشباب.

    في النهاية
    لا يبقى لدينا سوى الغد.
    أرفع الكأس
    نخب اليوم الذي لا يصل أبداً.

    ولكن هذا هو كل شيء
    تحت تصرّفنا.

    ----------------------------------------

    القصيدة العاشرة
    تحذيرات


    الصلاة غير مسموحة، العطاس ممنوع.
    البصق ممنوع، التسبيح، الركوع.
    العبادة، العويل، التنخّع.

    النوم ممنوع في هذه المنطقة
    التطعيم، الحديث، الحرمان الكَنَسي
    الانسجام، الفرار، الإمساك.

    العَدْوُ ممنوع منعاً باتاً.

    التدخين ممنوع. ممارسة الجنس ممنوعة.


    ----------------------------------------

    ينحدر نيكانور بارا من عائلة بارا التشيلية المعروفة بكثرة مبدعيها من موسيقيين وفنانين وكتاب. وتعتبر شقيقته فيوليتا بارا أشهر مغنية شعبية تشيلية.

    ولد بارا قرب مدينة شيلان، جنوب تشيلي في 5 أيلول / سبتمبر عام 1918. كان والده يعمل في سلك التدريس. في عام 1933، دخل بارا المعهد التربوي التابع لجامعة تشيلي، وتخرج عام 1933 بعد أن تأهل كمدرس للرياضيات والفيزياء.

    بعد أن عمل معلماً في المدارس الثانوية في شيلي، سافر بارا عام 1943 إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراسته في الفيزياء في جامعة براون. بعد ذلك توجّه إلى انكلترا لدراسة علم الكونيات في جامعة أكسفورد، ليعود إلى تشيلي ويعمل أستاذاً جامعي. ومنذ عام 1952، عمل أستاذاً للفيزياء النظرية في سانتياغو.

    خرج بارا على اللغة الشعرية المتأنقة السائدة في معظم بلدان أمريكا اللاتينية، واعتمد لهجة أقرب إلى العامية. وتعتبر مجموعته الشعرية الأولى التي صدرت عام 1954 بعنوان "قصائد وقصائد مضادة" (Poemas Y Antipoemas) واحدة من كلاسيكيات الأدب في أمريكا اللاتينية، ومن الأعمال الشعرية الإسبانية الأكثر تأثيرا في القرن العشرين. وقد كان لها تأثير ملحوظ على بعض كُتّاب الجيل الغاضب الأمريكيين. ومن الجدير بالذكر أن الشاعر بابلو نيرودا عبّر عن إعجابه بها.

    أطلق بارا على نفسه اسم "الشاعر المضاد،" وعلى شعره اسم "الشعر المضاد" و"القصائد المضادة." ولعل ذلك يرتبط ولو بصورة جزئية بدراسته وتدريسه للفيزياء. فانشغاله في المسائل العلمية جعله يرفض فكرة أن للشعر قوة خارقة. بل إنه رأى أن الشعر يجب أن يتعامل مع الحياة اليومية وأن يعالج قضايا ترتبط بالواقع بأبعاده الثقافية والسياسية والدينية.

    في 1 كانون الأول / ديسمبر 2011 قررت وزارة الثقافة الاسبانية أن تمنح بارا جائزة سرفانتس، التي تعتبر أرفع جائزة أدبية في العالم الناطق باللغة الإسبانية.

  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    [align=justify]الأستاذ الفاضل نزار سرطاوي،

    أهلا وسهلا بحضرتك في الجمعية، وشكرا جزيلا على هذه المشاركة القيمة.

    نأمل أن يطيب لك المقام بيننا.

    تحياتي العطرة.[/align]

    تعليق

    • نزار سرطاوي
      عضو منتسب
      • Dec 2013
      • 8

      #3
      الدكتور عبد الرحمن سليمان
      عميق الشكر على ما خصصتني به من الترحيب في أروقة الجمعية وما نالني من إطرائك الكريم لمشاركتي المتواضعة
      خالص المودة والتقدير

      تعليق

      يعمل...
      X