عدم جواز الاستشهاد بعبرية التوراة على عربية القرآن الكريم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    عدم جواز الاستشهاد بعبرية التوراة على عربية القرآن الكريم.

    عدم جواز الاستشهاد بعبرية التوراة على عربية القرآن الكريم.

    [align=justify]لماذا لا يجوز علميا الاستشهاد بعبرية التوراة على عربية القرآن الكريم؟

    كانت العبرية التوراتية مستعملة حتى حوالي القرن الخامس قبل الميلاد. بادت العبرية التوراتية لغة محكية وأصبحت لغة دينية فقط لا يفهمها إلا الأحبار، وحلّت الآرامية محلها بالتدريج. وهذا ما يفسر تدوين النصوص الأخيرة في العهد القديم (سفري دانييل وعزرا) باللغة الآرامية القديمة وليس بالعبرية التوراتية لأنها أصبحت وقتها (بعد العودة من السبي البابلي/القرن الخامس قبل الميلاد) غير مفهومة بسبب موتها لغة محكية.

    إذن بادت العربية التوراتية أثناء السبي البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد، وحلت محلها الآرامية (بلهجاتها المختلفة) والتي بها دونت سنن اليهود كشروح التلمود وغير ذلك.

    إن الكتابة العبرية (وهي الكتابة الآرامية لأنه ليس لليهود أبجدية مخصوصة بهم) مثل الكتابة العربية أي هي أبجدية تتكون من حروف صامتة فقط. والتوراة مكتوبة بالأبجدية الآرامية الأصل (التي هي أبجديتهم الحالية أيضا). وقد تناقل اليهود نص العهد القديم (بنسخه المختلفة الكثيرة) منذ القرن الخامس قبل الميلاد، حتى القرن التاسع بعد الميلاد، بلغة ميتة 1) لا إعجام فيها للتمييز ما بين الأحرف و2) بلا حركات لضبط النطق و3) لا رواية متواترة عن الأحبار الأوليين لا فيما يتعلق بالنطق ولا بالمعنى.

    استعار الأحبار اليهود المسمون بالمسوريين نظامي الإعجام والشكل اللذين وضعهما أبو الأسود الدؤلي عن العرب ــ إبان استعرابهم في الحواضر الإسلامية ــ و أدخلوهما في العبرية لضبط النطق تمهيدا لوضع نحو شامل لها ومعجم شامل لها يضبط معانيها. فقام (ابن آشر الطبري/القرن التاسع الميلادي) بتنقيط التوراة وتشكيلها. ولما كان ابن آشر لا يعرف كيف كانت التوراة تنطق قبل انقطاع الرواية، فقد اعتمد في ضبطه نطق التوراة على نطق اليهود للآرامية الكتابية (التي دونت شروح التلمود بها). فعبرية التوراة اليوم تنطق وفقا لنطق اليهود للآرامية الكتابية التي دونت شروح التلمود بها، وليس وفقا لنطق اليهود للتوراة في القرن الخامس قبل الميلاد. وهذا ما يفسر مشاكلها اللغوية الكثيرة وكثرة الشاذ في قواعدها.

    ثم جاء بعد ابن آشر ابن جناح القرطبي واستعار منهج سيبويه والخليل ووضع كتابا ضخما في العبرية سماه كتاب (التنقيح). يتكون كتاب التنقيح من جزئين الجزء الأول نحو وصفي للعبرية (كتاب اللمع) والآخر معجم عبري عربي (كتاب الأصول) يشرح فيه العبرية من العربية. وجميع نحاة اليهود والمستشرقين يقتفون أثر بن جناح (الذي يحتل عند اليهود مكانة مثل مكانة الخليل وسيبويه عند العرب) في نحوه وتفسيره العبرية والتوراة معها من العربية، حتى يومنا هذا، لأن التوراة مروية بلغة ميتة، ولأن العربية هي اللغة السامية الوحيدة الحية التي تحتوي على ذخيرة لغوية ضخمة. ومما قوى من هذا التيار في العصر الحديث ذهاب أكثرية المتخصصين في الساميات إلى أن العربية أقدم الساميات نحو وصرفا وأصواتا ومعجما.

    وخلاصة القول إن عبرية التوراة لغة ميتة ولهذه يستهد عليها لا بها. وهذه قاعدة في الدراسات الكتابية سنها اليهود المستعربون إبان ازدهار الحضارة العربية وبقيت معموا بها حتى اليوم.

    ونسنأنس بقول مروان بن جناح القرطبي أهم نحاة اليهود ولغوييهم في مطلع كتاب اللمع:

    مروان بن جناح (كتاب اللمع، صفحة 7-8 Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886):

    "أفلا تراهم [الضمير عائد إلى علماء التلمود] يفسرون كتب الله [يقصد التوراة] من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني بما وجدناه موافقاً ومجانساً له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهاً بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم"!

    ويقول كذلك (المصدر: كتاب اللمع صفحة 2-3)

    "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [= العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئاً لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [= التلموديون] تيهاً منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجباً بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍٍٍٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه [= شرائع التوراة] ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن [يقصد التوراة] وتمييز الـ קמץ من الـ פתח والـ מלעל من الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة"!

    مواضيع ذات صلة:

    الترجمة السبعينية - Septuagenta إن الترجمة السبعينية لكتب العهد القديم من العبرية إلى اليونانية وثيقة تاريخية مهمة ليست كغيرها من ترجمات العهد القديم لأنها بمثابة "الأصل" لكل النسخ المعتمدة في الكنيسة الكاثوليكية، أكبر كنائس الديانية المسيحية، بل هي الأصل المباشر للترجمة اللاتينية اللاحقة المعروفة باسم Vulgata والتي

    سأعرف في هذا المنتدى بأهم كتب "الأدب اليهودي العربي" التي حفظت ونشرت. وأبدأ بعرض "كتاب السبعين لفظة المفردة" لسعاديا بن يوسف الفيومي (القرن الثالث للهجرة). "كتاب السبعين لفظة المفردة" 1. مقدمة: عندما أدخل أبو الأسود الدؤلي نظامَي الإعجام والإشكال وضبط بذلك رسم المصحف الشريف ونطقه، أسس



    يتبع ..
    [/align]
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي
    الأستاذ الفاضل عبد الرحمان،
    لدي بعض الأسئلة التي تنم عن عدم تخصصي في الموضوع ، ومع ذلك اسمحوا لي أن أطرحها عليكم لأنها ستضيء جوانب من العمل الذي أقوم به .
    1ـ المقولة الأساسية في موضوعكم هي الخلاصة التي توصلتم إليها والتي تفيد أن [mark=#999999]عبرية التوراة لغة ميتة ولهذه يستشهد عليها لا بها. وهذه قاعدة في الدراسات الكتابية سنها اليهود المستعربون إبان ازدهار الحضارة العربية وبقيت معموا بها حتى اليوم.[/mark]

    وهي مقولة صحيحة في اعتقادي خصوصا عندما تكون العبرية هي موضوع البحث واللغات السامية الأخرى هي لغات المقارنة . لكن إذا انقلبت الآية ، وأصبحت العربية هي موضوع البحث ـ وهذا ما لم يكن مطروحا بالنسبة لليهود المستعربين الذين قالوا بالمقولة ـ ألا يصح أن تكون هذه اللغات السامية هي لغة المقارنة؟
    2 ـ الكلمات المعربة في القرآن ، هل هي كلمات مستعارة من عبرية التوراة القديمة أم من لغة التوراة المتداولة في عهد النبوة المحمدية كما هو الأمر بالنسبة لكلمة : راعنا التي وردت في الآية 104 من سورة البقرة

    يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    وفي سورة النساء 46 مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً.
    3 ـ
    عندما نقول إن العبرية كانت لغة ميتة ماذا يعني ذلك ؟ هل يعني أنها لغة غير محكية لكن النصوص المكتوبة موجودة كما هو الأمر بالنسبة للغات السامية الأخرى وحافظت على بعض خصائص اللغة القديم ؟
    لقد أضاف النحاة العبريون الجدد إلى اللغة الشكل والتنقيط ووضعوا النحو ، لكن المعجم اللغوي ـ وهو المراد في موضوعنا هذا ـ موجود ومتوارث أم أن الأمر غير ذلك ؟
    شكرا لك د. سليمان ومعذرة عل الإزعاج بالأسئلة المتطفلة على الموضوع .


    [align=justify]أخي الفاضل الدكتور علي المتقي،

    السلام عليكم ورحمة الله،

    أهلا وسهلا بك وبأسئلتك أخي الفاضل - حياك الله.

    قلت رعاك الله:

    1ـ المقولة الأساسية في موضوعكم هي الخلاصة التي توصلتم إليها والتي تفيد أن عبرية التوراة لغة ميتة ولهذه يستشهد عليها لا بها. وهذه قاعدة في الدراسات الكتابية سنها اليهود المستعربون إبان ازدهار الحضارة العربية وبقيت معمولا بها حتى اليوم. وهي مقولة صحيحة في اعتقادي خصوصا عندما تكون العبرية هي موضوع البحث واللغات السامية الأخرى هي لغات المقارنة . لكن إذا انقلبت الآية ، وأصبحت العربية هي موضوع البحث ـ وهذا ما لم يكن مطروحا بالنسبة لليهود المستعربين الذين قالوا بالمقولة ـ ألا يصح أن تكون هذه اللغات السامية هي لغة المقارنة؟

    الجواب: تختلف العربية عن سائر الساميات بأمرين اثنين واحد مرده إلى براهين بحثية وآخر لا يحتاج إلى برهنة. الأول: قدم العربية على سائر الساميات كما أثبت البحث العلمي في فقه اللغات السامية وإن كانت آخر الساميات تدوينا. الثاني وهو الأهم: هي اللغة السامية الوحيدة الحية التي لها أدب كبير وذخيرة لغوية أغنى من اللغات السامية مجتمعة. هذان العاملان جعلا علماء التوراة وعلماء اللغات السامية يفسرون كثيرا من تراث الشرق القديم عبر العربية لأن البحث العلمي يندب على ذلك لما ثبت من قدم العربية أصواتا ونحوا وصرفا ومعجما حتى على البابلية! ولولا تقنية هذا الأمر من الناحية العلمية لضربت أمثلة كثيرة على ذلك، وسأفعل إذا احتجتم إلى البرهنة من أجل بحثكم المفيد.

    أما إذا قلبنا الآية وأصبحت العربية هي موضوع البحث، فيجب هنا التخصيص في ماذا؟ أقصد: البحث في مجال الأصوات أو الصرف أو النحو أو المعجم؟ في المجالات الثلاثة الأولى، يمكن أن نقارن العربية بأخواتها الساميات ونطمئن إلى المقارنة ونستأنس بها لأن العربية لغة سامية ولأن الساميات أخواتها. فنحن لدينا (أراق/هراق) و(ألقى/سلقى) والألف والهاء والسين هنا للتعدية. وإذا علمنا أن حرف التعدية في العبرية هو الهاء وفي السريانية هو السين، استنتجنا أن الهاء والسين كانتا يوما للتعدية في العربية وأن العربية نظمت التعدية بالألف وأن العبرية نظمتها بالهاء والسريانية بالسين.

    أما في المجال المعجمي فالمقارنة صحيحة أيضا من الناحية العلمية بهدف جرد الموروث السامي المشترك والتأمل في معانيه. أما الاستشهاد بالساميات لإلقاء ضوء على معنى في العربية فهذا لا يصح منطقا لأن تلك اللغات ميتة. وما كان منها حيا (كالعبرية والأمهرية والسريانية) فهو خليط لغوي (linguistic substratum) هجين لا يطمأن إليه البتة. وأضيف في هذا السياق بأن اللغات الميتة ضربان ضرب بائد نهائيا كالبابلية وضرب ميت غير بائد كليا لأنه يستعمل في المجال الديني الكهنوتي كعبرية التوراة فهذه مختلفة عن عبرية اليوم ولا تستعمل إلى في عبادات اليهود، وكالجعزية لغة مملكة أكسوم التي يصلى بها في الكنائس الحبشية.

    ولي عودة إلى سائر الأسئلة إن شاء الله.
    وهلا وغلا.
    [/align]

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      [align=justify]
      المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي

      2 ـ الكلمات المعربة في القرآن ، هل هي كلمات مستعارة من عبرية التوراة القديمة أم من لغة التوراة المتداولة في عهد النبوة المحمدية كما هو الأمر بالنسبة لكلمة : راعنا التي وردت في الآية 104 من سورة البقرة

      يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
      وفي سورة النساء 46 مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً.
      3 ـ

      عندما نقول إن العبرية كانت لغة ميتة ماذا يعني ذلك ؟ هل يعني أنها لغة غير محكية لكن النصوص المكتوبة موجودة كما هو الأمر بالنسبة للغات السامية الأخرى وحافظت على بعض خصائص اللغة القديم ؟

      أخي الفاضل الدكتور علي المتقي،

      السلام عليكم.

      الكلام المعرب في القرآن الكريم بحاجة إلى درس دقيق بناء على 1. فقه اللغة المقارن بالنسبة إلى الكلمات الموجودة في لغات سامية أخرى، وعلى 2. المعطيات اللغوية الجديدة بالنسبة إلى اللغات الأخرى كالفارسية وغيرها. لذلك لا يمكن التعميم في القول. ولا بد من النظر في كل كلمة على حدة لأن ثمة تدليسا مارسه في الماضي بعض المستشرقين ممن ثبت عليهم الكذب والتدليس مثل الأب اليسوعي هنري لامانس وغيرهم من نماذج الاستشراق الرديئة، فضلا عن إسفاف آرثر جفري وفرانكل صاحب كتاب (الألفاظ الآرامية الدخيلة في العربية)، وقد أصبحت أعمال هذين الأخيرين من متجاوز العلم.

      أما (راعنا) في قوله تعالى:

      (مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)

      فهي كلمة عبرية ليست تستعمل في العربية لكنها وردت في الآية الكريمة حكاية لقول اليهود الذين يلوون بألسنتهم بكلمتهم العبرية: רע: /راع/ وهو "الشرير" في العبرية فيضيفون إليها ضمير الملك للجمع: נו: /نو/ لتصبح: רענו: /راعينو/ ومعناها "شريرنا" .. ويجانس ضمير الملك للجمع في العبرية (= نو) تأثيليا ضميرنا /نا/ وهذا هو المقصود في الآية الكريمة فهم يقولون (راعنا) ويقصدون (راعينو) بالعبرية أي (شريرنا) ..

      فكلمة (راعنا) ليست كلمة عبرية دخيلة في العربية بقدر ما هي حكاية القرآن تدليس اليهود الذين كانوا يقولون (راعنا) وهم يقصدون (راعينو) بالعبرية أي (شريرنا) ..

      بالنسبة إلى سؤالك بخصوص كون العبرية ميتة فالأمر يتعلق بعبرية التوراة فهي لغة ميتة لكنها تستعمل في المجال الديني فهي ميتة بمعنى أن أحدا غير أحبار اليهود ودارسيها لا يعرفها، لكنها تستعمل في صلوات اليهود لغة دينية مثل القبطية والجعزية واللاتينية في الفاتيكان.

      ولي عودة إلى سائر السؤال إن شاء الله،

      وتحية طيبة عطرة.[/align]

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي
        لقد أضاف النحاة العبريون الجدد إلى اللغة الشكل والتنقيط ووضعوا النحو ، لكن المعجم اللغوي ـ وهو المراد في موضوعنا هذا ـ موجود ومتوارث أم أن الأمر غير ذلك ؟

        [align=justify]
        نقط اليهود المسوريون (وهم من فرقة القرائين وليس من الرابانيين الحاخاميين) التوراة وضبطوا نطقها وفقا لنطق اليهود لآرامية التلمود آنذاك، لأن العبرية آنذاك كانت لغة ميتة تستعمل في الصلوات فقط.

        طبعا المعجم اللغوي موجود ومتوارث. وألفاظ التوراة محدودة العدد. والتوراة هي النص الوحيد في اللغة العبرية القديمة، إذ لا يوجد عند اليهود القدامى مراجع أدبية غير نص العهد القديم. وهذا يعني أن إمكانية التحقق من معنى معجمي في العهد القديم ـ وبالتالي من المعجم العبري القديم ـ أمر غير ممكن. لذلك يُحتاج إلى العربية لأنها اللغة السامية الوحيدة التي لها أدب غني فضلا عن كونها حية وكون ألفاظها واضحة المعاني والدلالة.

        فالمعجم العبري التوراتي موجود ومتوارث لكنه غير واضح المعالم دائما. لذلك تشير معاجم التوراة العلمية الحديثة ـ مثل معجم جيزينيوس* الذي أشار إليه الأستاذ أحمد الأقطش، ومثل أهم معجم عبري في الدراسات التوراتية للألمانيين كوهلر وبومغارتنر** - دائما إلى جذور العربية في مطلع مداخل المعجمين المذكورين لتأصيل المعنى قبل معالجة المادة.

        وبفضل هذا المنهج تم حل مشكل أكثر من نصف غريب التوراة ويقصد بذلك الكلمات التي لا تعرف معانيها بالضبط، التي تسمى في أدبيات التوراة بـ hapaxlegomena (كانت هذه الألفاظ موضوع بحثي في الدكتوراه الأولى). أما النصف الآخر فهو قيد البحث. وثمة كتب كثير حوله. فالمعجم العبري التوراتي موجود ومتوارث لكن ثمة فيه كلمات كثيرة غير معروفة المعاني. ولا سبيل لمعرفتنا إلا بفقه اللغة المقارن.

        وتحية طيبة عطرة.
        ــــــــــــــــــــــــــــ

        * Gesenius W., Hebrew and English Lexicon of the Old Testament ... Translated by E. Robinson.
        Ed. by F. Brown ... Oxford, 1929.
        (قاموس عبري/توراتي إنكليزي يذكر الجذور السامية المشتركة وهو من أهم معاجم عبرية التوراة)

        **Koehler L. & Baumgartner W., Lexicon in Veteris Testamenti Libros. Leiden, 1953.
        (قاموس عبري/توراتي إنكليزي-ألماني يذكر الجذور السامية المشتركة وهو أحدث المعاجم لعبرية التوراة)
        [/align]

        تعليق

        • حامد السحلي
          إعراب e3rab.com
          • Nov 2006
          • 1373

          #5
          قد تكون مداخلتي خروجا قليلا عن الموضوع، وقد سبق لي طرحها في غير موضع، وهي مجرد أفكار ناتجة عن بعض مقارنة وليست دراسة بحثية وإن كان بحثي فيها مستمرا.
          الرأي الوحيد المقبول والذي عليه شبه إجماع هو أن القرآن يتبع نحوا ولفظا ومعجما العربية أي لغة العرب في زمن النزول... وما أطرحه هنا هو أن القرآن عربي قطعا كما أوضح القرآن في أحد عشر موضعا {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2 ولكن هل هو عربي تماما نسبة إلى لغة العرب زمن النزول؟
          أليس من الممكن أن القرآن يتبع عربية مثالية كانت بعض لهجات العرب قريبة جدا من مطابقتها فأقرها القرآن وبعض اللهجات بعيدة فأهملها القرآن؟
          ولكن عربية القرآن حوت ما أهملته حتى تلك اللهجات التي أقرها التنزيل وهو ما اعتبرناه كلمات أعجمية استعارها القرآن من لغات أخرى بينما هي كلمات عربية ((من عربية القرآن)) مشتركة مع تلك اللغات؟
          كانت لهجة كنانة أو قريش واحدة من اللهجات التي أقرها القرآن والتي تعتبر قراءة حفص عن عاصم أقرب القراءات لها، ولكن القرآن أهمل تماما بعض خصائص هذه اللهجة في جميع قراءاته فالقرآن لا يقر ماي بدل ماء كما كان يقول القرشيون أبدا في كل قراءاته.. أضف إلى ذلك أن قراءة حفص تثبت الهمز ولا تحوي إمالة إلا في موضعين خلافا للقرشيين كما أن العديد من كلمات القرآن كانت غريبة تماما على القرشيين ولا يحويها معجمهم رغم أنها وجدت في معاجم لهجات أخرى بعيدة كـ أبّا وقسورة...
          وللحديث بقية..
          إعراب نحو حوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle
          المهتمين بحوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
          المدونات العربية الحرة
          http://aracorpus.e3rab.com

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة hamed_suhli مشاهدة المشاركة

            وللحديث بقية..

            [align=justify]ننتظر بقية الحديث أخي الأستاذ حامد.[/align]

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
              • May 2006
              • 5732

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سميراميس

              * كم من الزمن يلزم لموت لغة ما؟
              * هل كانت فترة الأسر البابلي كافية لأن تموت اللغة العبرية في محيط كان يحدث بلغة أو لغات قريبة من هذه اللغة؟
              [align=justify]
              أهلا وسهلا بك أستاذة سميراميس. وآسف على التأخر في الإجابة التي ستكون على دفعات بسبب قلة الوقت.

              لا يوجد زمن محدد لموت لغة. فثمة لغات - كالسومرية - ماتت بسرعة، وثمة لغات - كالبابلية - عاشت أكثر من ألفي سنة. والمصرية كذلك. فاللغة تموت إذا طغى عليها سلطان لغة أخرى وتوقف الأوكسجين عنها بعدم الكتابة والتفكير بها.

              وكانت فترة السبي البابلي كافية لإهمال اللغة العبرية لأن سلطان الآرامية طغى عليها. وكون الآرامية شقيقة العبرية يختزل المسافة التي احتاجها اليهود لكي يهملوا لغتهم. فلو كانت الآرامية مثل السومرية صعوبة وبعدا من العبرية، لاحتاج اليهود إلى فترة زمنية أطول لهضمها!

              والواقع يشهد بصحة هذا الكلام لأن الماضي أشبه بالآتي من الماء بالماء كما كان ابن خلدون يقول. فهاهم عرب فلسطين الساكنون داخل ما يسمى بالخط الأخضر، أصبح أكثرهم عاجزا عن الكتابة بالعربية، بل إن أكثرهم لا يستطيع التعبير كتابيا إلا بالعبرية! ولم يمض سبعون سنة على طغيان العبرية على لغتهم بعد.

              أما الأوكسجين فمهم للغة أهميته للانسان. هاجرت الوطن العربي وأنا ابن ثماني عشرة سنة. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم (عمري اليوم سبع وأربعون سنة) وأنا أعمل في مؤسسات تعليمية وأكتب وأقرأ بغير العربية لأن لغة المؤسسات التي أعمل بها غير عربية. واخترت، قبل أربع سنوات من الآن، العمل دواما كاملا في كلية الترجمة لأن العربية فيها رئيسية علما أني استلمت عروض عمل في مجالات أهم من مجال التدريس الجامعي. لكن لغات البحث العلمي الرئيسية في الغرب هي الإنكليزية والفرنسية والألمانية .. ومع ذلك أصبحت أكتب مقالات لمجلات علمية محكمة عربية، وأشتغل الآن على كتابين بالعربية خارج أوقات عملي وتدريسي وكتابتي باللغات الأجنبية؛ وفي الحقيقة على حساب ساعات النوم! ومع ذلك فلقد بدأت ألحن لقلة استخدام اللغة العربية .. وأحياننا أبحث كثيرا عن الكلمة الدقيقة والمصطلح الدقيق لقلة الاستعمال العلمي .. وإذا نظرنا إلى حالة تدريس العلوم في البلاد العربية (باللغات الأجنبية) وفرض الكتابة العلمية بالإنكليزية والفرنسية على أساتذة الجامعات العربية شرطا لترقيتهم، عرفت أي خطر يهدد العربية في عقر دارها. إنه التقليل التدريجي من كميات الأوكسجين يا سيدتي، بتدريس العلوم لدينا بغير العربية، وبتهجير العقول (ولا أتحدث البتة عن نفسي) إلى الغرب ليساهموا في النشاط العلمي فيه داخل المنظومة العلمية والفكرية واللغوية الغربية، وغير ذلك مما قد نتطرق إليه لاحقا، هو ما يؤدي إلى موت اللغة.

              الحديث ذو شجون، ولي عودة إن شاء الله إلى سائر الأسئلة.
              وتحية طيبة عطرة.

              [/align]

              تعليق

              • حامد السحلي
                إعراب e3rab.com
                • Nov 2006
                • 1373

                #8
                العربية إحدى مجموعة اللغات التأثيلية والتي أطلق عليها اللغات السامية انطلاقا من فكرة توراتية واقترح الدكتور عبد الرحمن السليمان تسميتها باللغات الجزرية
                وقد كان الرأي السائد أن العربية أحدث اللغات الجزرية وأكثرها تطورا ولكن أستاذنا الدكتور عبد الرحمن السليمان فند هذا الرأي مؤكدا على أن الدراسات المقارنة في عائلة اللغات الجزرية وضعت لغة افتراضية تجمع خصائص جميع لغات هذه العائلة بدءا من السومرية والتي تبين أنها مطابقة للعربية.. رغم ذلك يبقى السؤال مفتوحا فلا آثار للعربية قبل القرن الأول الميلادي بحسب علمي
                ولكن العرب أصلا بدو أميون لا حضارة مكتوبة لهم ولكنهم موجودون منذ إسماعيل عليه السلام على الأقل والذي يقول البعض إنه أول من تكلم العربية ويقول آخرون إنه تعلمها من جُرهُم
                يبقى هذا مجرد مقدمة لبحثنا الأساسي هنا وهو تعريف الماهية الحقيقية للغة القرآن ومدى مطابقتها للغة العرب زمن نزول القرآن
                من المعروف أنه عندما احتاج العرب المسلمون لتقنين اللغة بعد أن بدأوا يفقدون سليقتهم العربية اعتمدوا على الذاكرة العربية من شعر ونثر في زمن الرسالة وقبلها حتى 150 عام وبعدها حتى عمر بن أبي ربيعة ((مع اختلاف)) وهو ما نسميه زمن الاحتجاج اللغوي
                فتقنين اللغة احتاج إلى استقراء آلاف النصوص والأساليب اللغوية لوضع القواعد التي كان العرب يطبقونها سليقة على لغتهم وبموجب هذه القواعد وتحت حجية هذه النصوص تم تفسير وفهم القرآن الكريم وهذا أمر منطقي فالقرآن نزل على الرسول محمد "ص" بلغة العرب ومخاطبا مجموعهم بتلك اللغة
                اليوم وضع دي ساوروس وآخرون نظرية تفترض منطقا لغويا فطريا لدى كل البشر تبنى اللغات على أساسه تسمى نظرية اللغات التوليدية وما تزال النظرية تحبو ولم يكتمل بعد تخطيط أساليب الإدراك الذاتي الإنساني وهو العمود الفقري الذي تعتمد عليه هذه النظرية التي تعيد بنية جميع اللغات إلى لغة عقلية فطرية بسيطة
                ما صلة هذا بموضوعنا؟
                العربية حتى في عصر النزول كان لها لهجات تختلف عن بعضها اختلافا بسيطا بعض هذا الاختلاف اختلاف تنوع كاختلاف الإعراب والبناء في بعض الأسماء بين كنانة وتميم وبعضها كان اختلاف شذوذ يقر أصحاب اللهجة بشذوذه كإمالة قريش وعدم إثباتهم الهمز لذا كانوا يرسلون أبناءهم للصحراء لتعلم اللغة السليمة...
                ولكن القرآن اختار بعض هذه الخصائص والاختلافات المعجمية بشكل انتقائي وأهمل البعض الآخر.. وأمامنا احتمالان لتفسير هذه الانتقائية القرآنية إما التفسير المحض أي أن الاختيار كان من باب التنويع أو أن القرآن سار على نهج ثابت وبلغة مثالية قرآنية توافقت مع بعض خصائص اللهجات العربية واختلفت مع بعضها بل واختلفت معها كلها أحيانا ولهذا استعجم العرب ألفاظا كتابوت وتنور واعتبرها المفسرون مستعارة من لغات أخرى ومفتاح الإجابة هو معرفة القواعد التأثيلية التي تحكم لغة القرآن الافتراضية تلك
                نظريا يقول علم اللغات المقارن إن أصل اللغات الحامية السامية هو لغة افتراضية بسيطة ثنائية الجذور وبينما حافظت اللغات الحامية على هذه البنية وتطورت تراكميا انتقلت اللغات الجزرية (السامية) إلى الجذر الثلاثي بدمج جذرين ثنائيين للحصول على معاني أكثر تفصيلية وانتقلت العربية نصف خطوة للأمام مستخدمة بعض الجذور الرباعية والخماسية.. ترى ما هي القواعد التأثيلية لهذا الانتقال سواء الخطوة الأولى من الثنائية للثلاثية أو الخطوة التالية من الثلاثية إلى الرباعية والخماسية، طرح ابن جني هذا التساؤل في كتابه الخصائص وحاول تقديم بعض إضاءات للإجابة وتابعه حسن عباس في كتابه خصائص الحروف العربية ومعانيها وهي تبقى دراسة قاصرة إلى أن نضع قواعد تأثيلية لربط المعنى بالمبنى وهي قواعد استقرائية رياضية لا مجال لوضعها دون بحث يعتمد أسسا نظرية افتراضية ويطبقها على كامل اللغة للوصول إلى تطابق تأثيلي.
                ومن هنا جاءت فكرة مشروع الترميز لإنشاء منصة حاسوبية تمكن من وضع هذه القواعد موضع التطبيق واستقراء نتائجها مع إمكانية تغييرها وربطها بالبنية الصوتية
                هذه تساؤلات أطرحها ما تزال بحاجة لإجابة
                أكتفي بهذا وللحديث بقية
                إعراب نحو حوسبة العربية
                http://e3rab.com/moodle
                المهتمين بحوسبة العربية
                http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                المدونات العربية الحرة
                http://aracorpus.e3rab.com

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة
                  العربية إحدى مجموعة اللغات التأثيلية والتي أطلق عليها اللغات السامية انطلاقا من فكرة توراتية واقترح الدكتور عبد الرحمن السليمان تسميتها باللغات الجزرية
                  وقد كان الرأي السائد أن العربية أحدث اللغات الجزرية وأكثرها تطورا ولكن أستاذنا الدكتور عبد الرحمن السليمان فند هذا الرأي مؤكدا على أن الدراسات المقارنة في عائلة اللغات الجزرية وضعت لغة افتراضية تجمع خصائص جميع لغات هذه العائلة بدءا من السومرية والتي تبين أنها مطابقة للعربية.. رغم ذلك يبقى السؤال مفتوحا فلا آثار للعربية قبل القرن الأول الميلادي بحسب علمي
                  ولكن العرب أصلا بدو أميون لا حضارة مكتوبة لهم ولكنهم موجودون منذ إسماعيل عليه السلام على الأقل والذي يقول البعض إنه أول من تكلم العربية ويقول آخرون إنه تعلمها من جُرهُم
                  يبقى هذا مجرد مقدمة لبحثنا الأساسي هنا وهو تعريف الماهية الحقيقية للغة القرآن ومدى مطابقتها للغة العرب زمن نزول القرآن
                  [align=justify]أخي الكريم الأستاذ حامد،

                  دعني أوضِّح نقطتين:

                  1. ليست السومرية لغة جزيرية (سامية سابقا)، ولا علاقة تربطها باللغات الجزيرية وبالتالي بالعربية، مهما دقت. في ذلك إجماع مطلق بين جميع المشتغلين بهذه اللغات اشتغالا علميا.

                  2. العربية ليست أحدث اللغات السامية. العربية من آخر اللغات السامية تدوينا. وتاريخ التدوين ليس ذا أهمية كبيرة في الدراسات المقارنة لأن بنية اللغة هي المهمة.

                  من جهة أخرى: النصوص الثمودية قديمة وقد تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وهي نصوص بالعربية الشمالية لكنها مكتوبة بخط المسند المأخوذ عن السبئية. وتاريخ العربية الجنوبية مختلف فيه وأرجح أنه يعود إلى حوالي ألفين قبل الميلاد.

                  فالقول إن العربية - شمالية أكانت ام جنوبية - أحدث اللغات السامية قول لا يصح على الإطلاق، لأن ربط ظهور العربية الشمالية بظهور القرآن الكريم ربط يصح من جهة أن الانتشار الفعلي لعربية الشمال كان بعد ظهور القرآن الكريم، أما ظهورها لغة فيعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل. لكنه ظهور ضعيف بنقوش ذات مادة لغوية قليلة. ولو سمحت السعودية بالحفر والتنقيب في أراضيها لوجدنا نصوصا أقدم من النصوص الثمودية واللحيانية بكثير!

                  وتحية طيبة. [/align]

                  تعليق

                  • حامد السحلي
                    إعراب e3rab.com
                    • Nov 2006
                    • 1373

                    #10
                    شكرا أستاذي الكريم

                    هناك مسألة هي خروج عن الموضوع الذي هو فرعي
                    وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ{8} أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ{9}
                    ثمود في القرآن هم قبل ابراهيم وموسى أي قبل 2000 قبل الميلاد وقد فنيت تلك الأمة أو معظمها وهناك نصوص نسميها ثمودية في القرن الخامس الميلادي؟
                    هل يبدو في الأمر شيء من التناقض؟
                    إعراب نحو حوسبة العربية
                    http://e3rab.com/moodle
                    المهتمين بحوسبة العربية
                    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                    المدونات العربية الحرة
                    http://aracorpus.e3rab.com

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                      • May 2006
                      • 5732

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة

                      ثمود في القرآن هم قبل ابراهيم وموسى أي قبل 2000 قبل الميلاد وقد فنيت تلك الأمة أو معظمها وهناك نصوص نسميها ثمودية في القرن الخامس الميلادي؟
                      هل يبدو في الأمر شيء من التناقض؟
                      [align=justify]أخي الأستاذ حامد،

                      تسمية النصوص بالنصوص الثمودية هي تسمية اصطلاحية. ولا توجد علاقة بين تلك النصوص وبين قوم ثمود لا من قريب ولا من بعيد. ولم يقل أحد، عربيا أكان أم مستشرقا، إن هذه النصوص لقوم ثمود. إنما وجد كثير منها في أماكن كان يعتقد أنها كانت مساكن قوم ثمود، فأطلقت التسمية اصطلاحا.

                      إذن لا تناقض في الأمر.

                      وتحية طيبة. [/align]

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #12
                        [align=center]حواش وإضافات[/align]
                        [align=justify] 1. مسمى العبرية حديث لكن مسمى العبرانيين قديم نسبيا. والتوراة تسمي العبرية (اللغة اليهودية) وكذلك (لغة كنعان). أما اليهود في العصور اللاحقة لعصر التوراة فكانوا يسمونها (اللسان المقدس).

                        2. لا يمكن أن تكون الآرامية هي العبرية لأن الأمر يتعلق هنا بلغتين مختلفتين (المسافة بين العبرية والآرامية مثل المسافة بين لهجة أهل الشام ولهجة أهل المغرب على سبيل المثال).

                        3. لا يمكن أن تكون العربية هي اللغة التي نسيها اليهود في بابل لأن العربية الجنوبية (السبئية) وكذلك العربية الشمالية (النقوش اللحيانية والثمودية) كانتا معاصرتين للسبي البابلي. والعبرية التي دونت التوارة بها لغة قائمة بذاتها.

                        4. يهود الجزيرة العربية تواجدوا فيها بعد خراب تيتوس معبد اليهود في القرن الأول بعد الميلاد فلا يحتمل وجود مصادر لديهم تلقي ضوءا على أحداث القرن الخامس قبل الميلاد. وهذا ما لم يعثر عليه حتى الآن في جميع الأحوال.


                        [/align]

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                          • May 2006
                          • 5732

                          #13
                          حواش وإضافات

                          [align=justify]عبرية اليهود الحالية هي امتداد للعبرية القديمة وأحيتها مجموعة من المثقفين اليهود في القدس على رأسهم إليعازر بن يهودا. وإحياء العبرية البائدة كانت ولا تزال معجزة الحركة الصهيونية الكبرى!

                          وقد اعتمد بن يهودا كثيرا على العربية في إحياء العبرية، وكان يرى أن كل جذر عربي هو جذر سامي قديم كان ذات يوم في العبرية ثم باد لأن الأدب العبري القديم المدون مقتصر على كتب العهد القديم فقط، فاسعتار عن العربية جذورا كثيرا واشتق منها كلمات عبرية كثيرة ثم وسع العبرية كثيرا بالترجمة المستعارة عن العربية واللغات الغربية.

                          والعبرية الحديثة اليوم لغة شرقية الوعاء غربية المضمون لأن المتحدثين بها من أوائل الصهاينة كانوا يتحثون لغات غربية (خصوصا الألمانية والروسية والإنكليزية) فأصبح بناء الجملة ونمط التفكير في العبرية الحديثة غربيين للغاية.[/align]

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                            • May 2006
                            • 5732

                            #14
                            حواش وإضافات

                            المشاركة الأصلية بواسطة سميراميس
                            بارك الله فيك ولك د. عبدالرحمن

                            أشكرك على إجاباتك الواضحة حتى وإن كانت مقتضبة، حديثكم ممتع ولا يمل يا أخي الفاضل. وهو ما يجعلني أسمح لنفسي بالمزيد من الأسئلة مع أني لا أريد أن أشق عليك.

                            أما أسئلتي فهي:
                            1. هل كانت لغة الكتابة في اللغات الجزرية تختلف عن اللغة المحكيّة؟ مثلما هو الحال مع العربية؟
                            2. هل يوجد صلة بين استخدام حرف الياء قبل الأسماء في اللغة السبئية أو اليمنية القديمة (يعرم، يكرب، ياسر يهنعم) وبين استخدام الياء في بداية الأسماء العبرية (يربعام، يهوذا)؟
                            3. هل يمكن أن تكون العبرية قد دخلت اليمن قبل القرن الأول الميلادي إذا أخذنا في الاعتبار قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ التي وردت في القرآن؟

                            أشكر لك جهدك الرائع وتقبل أعطر التحايا.
                            [align=justify]
                            أهلا وسهلا ومرحبا بك وبأسئلتك في أي وقت أستاذتنا الكريمة سميراميس. أحسن الله إليك.

                            1. بالنسبة إلى السؤال الأول: فالجواب لا ندري لأن الأمر يتعلق بلغات بائدة تناهت إلينا في نصوص. طبعا الفرق بين الأكادية القديمة وبنتها الكبرى البابلية ثم بنتها الآشورية طفيف نسبيا فالأكادية هي البابلية الفصيحة والآشورية هي اللهجة الأحدث للأكادية. (نقصد الآشورية التي هي آخر لهجات الأكادية، وليس "الآشورية" التي يشير إليها كلدان العراق على أنها لغتهم الحالية في محاولة فاضحة لتزوير التاريخ. فلآشورية القديمة شيء وما يسميه كلدان العراق "آشورية" شيء آخر، وهما لغتنا مختلفتان).

                            2. بالنسبة إلى سؤالك الثاني، فالجواب نعم لأن هذه الياء هي ياء المضارع وهي كذلك في كل اللغات الجزيرية. فالمضارع الغائب يبدأ بالياء في كل اللغات الجزيرية ..

                            3. بالنسبة إلى سؤالك الثالث فالجواب: كل شيء ممكن من الناحية النظرية لكن لم يتم العثور على شيء - مهما دق - يدل على دخول اليهود اليمن قبل دخولهم الجزيرة العربية في القرن الأول للميلاد وبعد اعتناق الملك اليمني ذي نواس اليهودية في القرن السادس للميلادي (فعل ذلك نكاية بنصارى الحبشة والبيزنطيين لذلك تهود وحالف الفرس. وهو صاحب الأخدود في سورة البروج في إشارة إلى قتله نصارى نجران في الإخدود والله أعلم).

                            وتحية طيبة عطرة.
                            [/align]

                            تعليق

                            • حامد السحلي
                              إعراب e3rab.com
                              • Nov 2006
                              • 1373

                              #15

                              العربية شأنها شأن أفراد عائلتها لغة اشتقاقية وأنا أرى أن الأصل في كل اللغات أنها لغات اشتقاقية
                              وما أقصده بلغة اشتقاقية هو أن العلاقات البنيوية والصوتية بين مفردات اللغة هي انعكاس للعلاقات المنطقية والتصورية للأشياء والمحسوسات والمعاني التي تعبر عنها مفردات اللغة
                              فكما أن الكون بكل موجوداته المادية والمعنوية والتجريدية مترابط فالتسميات تتبع نفس هذا الترابط في أصل اللغة الاشتقاقية المعيارية أي الأصل التلقائي الموجودة أسسه خلقيا في دماغ كل إنسان
                              وبالتالي هناك نقطة بداية لأي لغة اشتقاقية معيارية هذه النقطة قد تكون تواضعا وقد تكون أسماء أصوات أو أساليب أخرى وعلاقات هذه الجملة البسيطة البدائية من الكلمات النسبية هي ما يحدد آلية التقابل الاشتقاقية بين موجودات الكون ومسمياتها في تلك اللغة
                              ولكن البشر ليسوا متساوي القدرة والمنطق كما أن أشياء كثيرة من موجودات الكون ليست مفهومة أو مفهومة خطأا من أفراد المجتمع الانساني وهذا الفهم يتطور مع الزمن وأشياء جديدة تظهر كل يوم... لهذه الأسباب يظهر رديف غير اشتقاقي في اللغات هو التواضع أي القبول بألفاظ للدلالة على معان خارج السياق الاشتقاقي للغة وهذه الآليات غير الاشتقاقية تتأتى من مصادر شتى منها الاستيراد ومنها تحويل المفردات أو دمجها... إلخ
                              مع تطور المجتمعات تطغى الآليات غير الاشتقاقية على اللغة وتظهر آليات اشتقاقية جديدة اعتمادا على مجموع الانحرافات أي كما لو كانت تقعيدا جديدا لآليات اشتقاق ولكنه أكثر تعقيدا وأقل ترابطا من الآلية الأولية
                              وبموجب هذه الفرضية كلما كان المجتمع أبسط وأكثر انعزالا كانت لغته أقرب إلى البنية الاشتقاقية المثالية وأقل انحرافا بفعل التواضع وبالنسبة للعربية وشقيقاتها إذا سمينا القرب من البنية الاشتقاقية المثالية فصاحة...
                              نخلص إلى النتيجة الأولى البدو الأكثر انعزالا وأقل تطورا هم الأفصح
                              عامل آخر حاسم أضفى تأثيره على عائلة اللغات التي اصطلح استاذنا عبد الرحمن السليمان تسميتها اللغات الجزيرية وهو الوحي
                              تتطور اللغات وتنحرف عن بنيتها الاشتقاقية البسيطة إلى بنية معقدة ولكن خلال هذا التطور يظهر الرسل ومعهم كتب موحاة من الله الخالق وهذا الوحي هو بنفس لغة القوم الموجه لهم ولكنه (وهذا من عندي) يستند إلى أقرب شكل معياري للغة القوم أي أنه مستند أشد ما يمكن أن يكون فصاحة وفق تعريفنا السابق للفصاحة بحيث يبقى مفهوما للقوم... وإذا استقرت رسالة الرسول وانتصرت وتشكلت أمة مؤمنة فإنه على مدى الأجيال التالية ستكون هناك دراسة وتناقل للكتاب الذي يصبح والحالة هذه معيارا تصحيحيا يعيد اللغة إلى بنيتها الاشتقاقية..
                              ونخلص إلى النتيجة الثانية وهي أنه في العائلة الجزيرية ظلت البنية الاشتقاقية المطردة مسيطرة وأقوى من الآليات التواضعية بسبب تعاقب الرسل
                              من بين العائلة الجزيرية ظلت عربية العرب المستعربة أي العربية الشمالية اللهجة أو اللغة الأكثر بداوة أي الأكثر فصاحة وفق النتيجة الأولى
                              وبحكم موقع مكة المركزي والحج إلى الكعبة فقد كانت مكة موئل الفصاحة وعلى لغتها أن تحافظ على كونها رابط جميع اللهجات ولتكون عامل جمع بين قوم بدو أميين دون دراسات أو تعليم كان يجب أن تبقى مرتبطة بالآلية الاشتقاقية المنطقية البسيطة وهكذا بقيت جميع اللهجات فصيحة بحكم تباعد الصحراء ورابط الحج السنوي فلم يكن من الممكن بسهولة أن تتطور لهجة بعيدا عن الفصاحة الاشتقاقية طالما ظل قومها مرتبطين بالكعبة أي أحنافا
                              ولكن هذا لم يستمر للأبد وبدأت الأطراف الشمالية والجنوبية للجزيرة باعتناق المسيحية واليهودية وبدأت لهجاتها بالانحراف ولكن ظهر الإسلام وبعث الرسول محمد "ص" وهنا جاء التأثير الثالث وهو القرآن
                              والقرآن أحد الكتب السماوية (الأشد فصاحة) ولكنه يحمل في بنيته اللغوية معجزة إلهية وأنا أعتقد أن القرآن يستند تماما (وليس أقرب ما يمكن) للبنية الاشتقاقية الأساسية وبما أن لغة قريش قبيلة الرسول محمد "ص" هي اللغة الوسط التي تحمل معظم البنية الاشتقاقية فهي كانت أقرب اللهجات إلى لغة القرآن ولكنها ليست مطابقة لأن أجزاء من البنية الاشتقاقية الكلية أهملها العرب واستعاضوا عنها بالتواضع أو أنهم كانوا عاجزين عن إدراكها ولكن القرآن ظل مفهوما تماما لهم يوصل المعنى البسيط المطلوب وفق مفاهيمهم ولكن بعيدا عن التأثر بشذوذ لغتهم
                              خلال ثلاث وعشرين عاما سيطر الإسلام على العرب واندفعوا كمسلمين ليسيطروا على أمم أكثر منهم تطورا حضاريا وخلال بضعة عقود سيطرت عليهم المدنية خصوصا وأن القرآن ذم الأعراب معتبرا إياهم أقرب للكفر وكان على العربية أن تتطور بسرعة لتحمل المفاهيم الجديدة ولم يكن هذا ممكنا أبدا مع المحافظة على البنية الاشتقاقية سائدة كليا ومع الكم الهائل من المفاهيم الجديد وترامي أطراف الدولة وعدم وجود بنية بحثية ممنهجة لتطوير اللغة وبالتالي بنفس سرعة سيطرة المدنية على العرب فقدوا لغتهم الفصحى أي خلال عدة عقود ورغم أن اللغة المنطوقة ظلت فصحى إلا أن الناطقين بها كانوا يفهمونها كما لو كانت متواضعا عليها مع إدراك ضعيف لبنيتها الاشتقاقية وبالتالي لم يعد بإمكانهم تطويرها على أسسها الاشتقاقية وابتعدوا تماما عن إدراك لغة القرآن ولهذا احتاجوا بدءا من نهاية القرن الأول لتطوير بحث في العربية والفقه الذي هو في أساسه فهم للوحي على أساس المعطيات الحياتية المتاحة والجميع تقريبا يفهمون المعطيات الحياتية ولكن قليلون من يفهمون القرآن لأن لغتهم من حيث البنية لم تعد فصحى وفق تعريفنا.

                              الخلاصة:

                              1. الفصاحة هي إدراك ملائم للبنى الاشتقاقية التي هي آلية تناظر بين الأشياء ومسمياتها
                              2. البدو والمجتمعات الأكثر انعزالا وبساطة هم الأكثر فصاحة
                              3. رغم تطور الحياة وتدخل آليات التواضع لحرف اللغة عن فصاحتها فإن تعاقب الرسالات ساهم في كبح الانحراف في عائلة اللغات الجزيرية
                              4. لغة القرآن هي العربية الاشتقاقية مجردة من تأثيرات التواضع وهي ليست مطابقة تماما لأي لهجة من لهجات العرب زمن النزول
                              5. لم يكن بإمكان العرب تطوير لغة القرآن وفق بنيتها الاشتقاقية بالسرعة المطلوبة بعد الفتوحات ففقدوا لغة القرآن وأصبحت لغتهم تواضعية وبدأت بالانحدار
                              6. مع الضعف وبدء انتشار الفوضى وعودة الأمية ازدادت سرعة انحدار اللغة بشكل إقليمي وأحيانا في مجتمعات صغيرة جدا وظهرت عاميات بعيدة تماما عن الفصحى ولم تعد الفصحى مفهومة حتى كلغة تواضعية
                              7. لماذا لم تحافظ الفصحى على وجودها وسط الأعراب في جزيرة العرب.. لأنهم ليسوا جميعا عرب.. لأن الفوضى أفقدتهم التأثير المركزي لمكة

                              هذا الموضوع متصل بـ

                              هذا الموضوع هو خلاصة حوار طويل دار وما يزال يدور في الأوساط العلمية المهتمة بالعربية خصوصا في مجال الترجمة والحوسبة والمصطلحية حول اللغة المرجعية للأبحاث واللغة التي سيتم التعامل معها وبالتالي تعميمها بتعميم أدوات دعمها ((محرك البحث والمدققات الإملائية والنحوية والدلالية فيما بعد والمترجمات الآلية... إلخ)) التي سترسم اللغة

                              __________________
                              إعراب نحو حوسبة العربية
                              http://e3rab.com/moodle
                              المهتمين بحوسبة العربية
                              http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                              المدونات العربية الحرة
                              http://aracorpus.e3rab.com

                              تعليق

                              يعمل...
                              X