جدل حول آرامية معلولا والحرف العبري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1373

    جدل حول آرامية معلولا والحرف العبري


    الحروف العبرية تفتك بآرامية معلولا
    جهينة- ديمه داوودي:

    رغم المشوار الطويل لمشكلة الحرف المربع في معلولا، إلا أن "جهينة" كانت السباقة في كشف تفاصيل لم تكشف بعد، فها نحن نسلط الضوء على المشكلة من جذورها حتى الفروع بعيداً عن التملق أو التستر ليظل الخبر اليقين عند جهينة..
    من المعروف أن لغة سورية القديمة خلال الألفين الثاني والأول قبل ميلاد السيد المسيح هي اللغة الآرامية، وقد استمرت هذه اللغة في القرون الميلادية الأولى وتفرعت إلى لهجات منها السريانية التي تحدث بها معظم الشعب السوري...
    واستمرت اللغة الآرامية -كلغة كلام غير مكتوبة- إلى وقتنا هذا في قرى سوريّة الثلاث معلولا، بخعة (صرخة)، وجبعدين، وسبب استمرار هذه اللغة في القرى المذكورة هو أنها كانت محصنة ومعزولة عن المدن لطبيعتها الجبلية القاسية وظروفها التاريخية، بالإضافة إلى أن معلولا احتضنت المسيحية الأولى، فساهم رجال الدين المسيحي في الحفاظ على اللغة الآرامية كلغة تخاطب وصلوات – ولاسيما أنها كانت لغة السيد المسيح-، ومعظم سكان هذه القرى ما زالوا يتحدثون بلسان آرامي دون إجادة الكتابة بهذه اللغة القديمة، كما أنه لا يوجد حتى تاريخه أي نقش مسطور بالآرامية في معلولا.
    ولكن، تحتوي المتاحف السورية على نماذج من الكتابات الآرامية عُثر عليها في مواقع مختلفة من القطر، كالجزيرة السورية وحلب وحماة وإدلب، وقد تمت هذه الكتابات بواسطة ما نسمّيه الحرف الآرامي السوري القديم، وأبجديته واضحة جداً على النقوش الموجودة، وهي مشتقة من الأبجدية الكنعانية التي انتشرت في المنطقة في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، كما يوجد تشابه كبير بين اللغات الكنعانية والآرامية والعربية من حيث جذور الأفعال والكلمات والقواعد والمصطلحات، فهذه اللغات تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة هي عائلة اللغات الشرقية القديمة (ويسمّونها خطأ السامية)!!

    من إحياء اللغة الآرامية
    إلى استخدام الحرف العبري (المربع)
    ارتأى بعض أهالي معلولا ضرورة إحياء اللغة الآرامية في القرية، وذلك بتأسيس معهد اللغة الآرامية في معلولا، لتدريس هذه اللغة نطقاً وكتابة... وكان من الأجدر بالمسؤولين عن المعهد اعتماد الحرف الآرامي السوري القديم لتدريس اللغة، أو على الأقل الحرف السرياني الشهير، أو حتى التدمري أو النبطي أو العربي، ذلك أن الحروف العربية تستوعب كل لغات سورية القديمة، إلا أنهم –أي المسؤولين في معهد معلولا وجامعة دمشق- اختاروا ما سمّوه بالحرف المربّع (العبري)، وكتبوا به منهاج اللغة الآرامية (كتاب من تأليف جورج رزق الله) وشرعوا بتدريسه ن المعهد.
    ويجدر بالذكر أن العديد من أهالي معلولا مستاءٌ مما يجري في المعهد ومن استخدام الحروف المذكورة، ونؤكد أن المنهاج الذي يتم تدريسه للتلاميذ يحتوي على كلمات بذيئة، ويسيء نوعاً ما للكنيسة ورجالها، كمثال ورد في الكتاب عن مثل قديم (الكنيسة معتمة والخوري أعمى وما بيشوف "بمعنى أنو الطاسة ضايعة") وغيرها الكثير من الألفاظ التي لا يصح حتى ذكرها في كتاب تعليمي، ومن الجدير بذكره أيضاً أن الدكتور عصام فرنسيس تقدّم إلى السيد رئيس جامعة دمشق بكتاب مطوّل يشرح فيه جملة العبارات والألفاظ البذيئة والمسيئة والخاطئة لغوياً ولفظياً الواردة في منهاج التعليم المذكور، وذلك دون أن يلقى الموضوع العلاج المناسب حتى وقتنا الحالي.

    ملابسات ورشات العمل...
    والحرف المربع مازال قائماً..؟
    تم طرح إشكالية الحرف المربع العبري من خلال ورشة عمل اللغة الآرامية التي أُقيمت في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق في 9/4/2009، وصدرت عن الورشة توصيات بضرورة تغيير الحروف المعتمدة في تدريس الآرامية بمعلولا، ولكن متى؟؟؟
    وهنا نشير إلى خطورة انتشار هذه الحروف تدريجياً وانطلاقاً من معلولا وبحجة اللغة الآرامية، فلم تقتصر تلك الحروف على التدريس في معلولا بل هي توشم على أذرع الشباب وتنتشر تدريجياً على أساس خدعة الحرف الآرامي، كما أن مظاهر النشر التدريجي واضحة، وإحياء اللغات القديمة لا يتم بهذه الطرق، والعملية قد تنطوي مستقبلاً على إعطاء حجة لليهود للحديث عن وجود كيان سابق لهم في المنطقة، بالاضافة إلى خطورة محاولة طمس التراث الآرامي السوري الأصلي، باستغلال التشابه بين "العبرية" والآرامية... "فالعبرية" أصلاً مقتبسة من الكنعانية باعتراف التوراة، وتم تطويرها عبر العصور بوضع الحركات من قبل أحبار اليهود، فلماذا المغامرة بنفس الحروف في معلولا، وإثارة الاستفهام والالتباس وتوفير الذرائع، رغم وجود الحرف الآرامي السوري الأصلي؟! خصوصاً وأن بعض السياح يصدمهم وجود هذا الحرف المربع لثقتهم أنه حرف عبري ويفتح لهم باب التساؤل التاريخي والسياسي عن وجود سابق للكيان الاسرائيلي في منطقة معلولا مما يخالف كل تاريخنا وعقائدنا !!.

    دورة التحقيقات للحرف العبري
    بمصداقية "جهينة" الخاصة
    على الرغم من الكتابات الصحفية التي سبقت هذا التحقيق، إلا أننا في "جهينة" استطعنا أن نحصل على معلومات ووثائق تفرض علينا أن نسلط الضوء بشكل واسع ومعمق على هذا الموضوع، وذلك خلال لقائنا الدكتور إبراهيم خلايلي –مدير متحف دمشق التاريخي، والمختص بتاريخ الشرق القديم وآثاره-والذي أكّد لنا أن ما يسمونه بـِ"الحرف المربع" والمستخدم حتى تاريخه في تعليم آرامية معلولا، هو خطأ أكاديمي ولا يجب أن يتحول إلى خطأ قومي... فالخطأ الأكاديمي –حسب الدكتور خلايلي- هو خطأ الجهة العلمية التي صادقت على كتاب التعليم ووضعت شعارها العلمي عليه، وتابع قائلاً: بالعودة سنوات إلى الوراء نجد أن جلّ أساتذة اللغات السورية القديمة في الجامعة قد تخرّج في جامعات ومعاهد أوروبية وتتلمذ على أيدي مستشرقين يتقنون عبرية التوراة ويعتمدونها كلغة مقارنة وفهم وتفسير لمفردات اللغات السورية القديمة ومصطلحاتها، وذلك من باب أن عبرية التوراة تحمل تشابهاً مع تلك اللغات، ولعل الطريقة نفسها متّبعةٌ في مؤلفات الجامعة نسجاً على منوال"ديوان النقائـش السـامية" (Corpus Inscriptionum Semiticarum)=(CIS) وكتاب دونر وروليغ: (Kanaanaische und Aramaische Inschriften)=((KAI وغيرهما من المؤلفات والقواميس التي لا تغفل –كبعض المؤلفات الناقلة عنها- إبراز الحروف الأصلية..
    ويضيف الدكتور خلايلي قائلاً: الطامة الكبرى –ولا يمكن وصفها بأقل من ذلك- هي أن جلّ المؤلفات المحلية يستخدم الحرف العبري للتعبير عن الآرامية، والكنعانية الأوغاريتية المسمارية الأبجدية، والكنعانية الفينيقية، والبونية والبونية العامية(شمال إفريقيا وغرب المتوسط) دون التنويه إلى عملية "النقحرة" (أي نقل حروف لغة إلى لغة أخرى)، ويزيد على ذلك أحياناً بإعطاء المقابل أو المرادف "العبري" –كما تسمّيه تلك المؤلفات- للكلمة الأصلية، وبالتأكيد فالمرادف العبري مكتوب بالحروف العبرية أي تماماً كما كُتب ما رادفه من كلمات بلغات أخرى كنعانية فينيقية أو بونية...! فأي قانون للترادف هذا؟؟!! وأي منهج علمي يسوق هذه الأمثلة؟!... وهل يخرج الطالب الجامعي بموجب ذلك بنتيجة مفادها أن الحروف العبرية هي المعبّر الوحيد عن اللغات السورية القديمة؟! من يتحمّل هذه المسؤولية وحروفنا الأصلية – من آرامية قديمة ونبطية وتدمرية وسريانية وعربية قديمة- تملأ متاحفنا ومواقعنا الأثرية؟؟
    من جهة أخرى- يضيف الدكتور خلايلي- أن جامعة دمشق –وبعدها جامعات القطر- تدرّس اللغة العبرية –وهذا ضروري- منذ الخمسينات من القرن الماضي وحتى تاريخه كلغة عبرية مستقلة بقواعدها وصرفها ونحوها ومفرداتها وحركاتها وحروفها التي ما زلنا نشاهدها إلى اليوم-مع الأسف- في معلولا وفي كتب اللغات الآرامية والكنعانية الفينيقية في الجامعة... وهذه العبرية هي ذاتها التي نشاهدها في وسائل الإعلام الإسرائيلية والمطبوعات الرسمية في الكيان المحتل ونسخة التوراة العبرية والتلمود... وإذا شاء المصادقون على تعليم الآرامية بالحرف العبري الاستمرار في الجدل، فعليهم أن يعتذروا من آلاف الخرّيجين في أقسام التاريخ واللغة العربية والآثار والإعلام ويقولوا لهم إننا آسفون.. كنا ندرّسكم العبرية في الجامعة خلال خمسين عاماً، ولكن ثبت أنها آرامية بعد انطلاق الدروس في معهد معلولا!!! وليثبتوا- بعد اعتذارهم- وجود ولو نص آرامي واحد مسطور بالحروف العبرية سواء في سورية أو فلسطين أو لبنان أو العراق أو الأردن، أو حتى في الهند وإسبانيا –حسب تعبير الدكتور خلايلي- الذي تابع بالقول: إن الحرف المربع تسمية خجولة وقد يدور حديث مفكك مزعزع مجدداً – كما دار سابقاً- حول وجود نسخة من الكتاب المقدس مكتوبة بالحروف "المربعة" – تلك التسمية التبريرية الخجولة- والحق يقال- إن هذه النسخة موجودة فعلاً ولكن كنسخة عبرية، فالكتاب المقدس تُرجم إلى العبرية والحبشية والأرمنية واليونانية واللاتينية والسريانية والعربية وجلّ اللغات الحية، ولا وجود لنسخة آرامية من الكتاب المقدس مكتوبة بالحروف "العبرية".

    استخدام الحرف المربع العبري خطأ قومي
    ولدى سؤالنا الدكتور خلايلي عن الخطأ القومي في استخدام الحروف العبرية في معلولا، قال إنه كامن في الاستمرار بالخطأ الأكاديمي الذي يساهم في التأسيس لمرحلة قد لا نشهدها، وقد لا تدرك فيها أجيالنا القادمة تفاصيل الخطأ... وبهذه الحالة فالتراث الآرامي مهدد، إذْ أن تدريس الآرامية في معلولا انطلق واستمر بالحروف العبرية -ثم الترويج المفزع لهذه الحروف- بواسطة الجهل المفاجئ والمضَلِّل...
    وعلى المستمرين في هذا النهج –بعد الاعتراض الرسمي عليه في ورشة عمل اللغة الآرامية في الجامعة- تحمُّل مسؤولية إقصاء الحروف الآرامية الأصلية من التعليم وعملية الإحياء، فما ناله معهد معلولا من دعم بعض الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، كان فرصة رائعة لإحياء الحروف الآرامية الأصلية ولاسيما أن التراث الآرامي -ومعه الكنعاني- برمته –كجزء من تراث الشرق القديم- مهدد فعلياً وعلى أرض الواقع من قبل الدوائر التوراتية كما يرى الدكتور خلايلي.
    وحول تاريخ "العبرية" المستخدمة في معهد معلولا أفادنا الباحث خلايلي أن الحروف العبرية المستخدمة في معهد معلولا تنتمي إلى العبرية التي بدأت تأخذ شكلها النهائي في نهاية القرن الثامن الميلادي، وانطلاقاً من هذه الفترة قام لغويون ونُحاة يهود في الأندلس وبعض البلدان الأخرى بوضع القواعد النهائية للغة العبرية ومن هؤلاء اللغويين سعيد بن يوسف الفيومي ومناحيم بن سروق ودوناش بن لبراط ويهودا بن داود وشلومو بن جبيريل وابراهام بن عزرا وموسى بن عزرا... وكانت نسخة القرن العاشر الميلادي من كتاب التوراة نسخة بالعبرية الحديثة ذات الحركات التي بدأ بوضعها أحبار اليهود... وبعد تسعة قرون تقريباً، قام إليعيزر بن يهودا وشالوم ابراموفيتس وشالوم رابينوفيتس بوضع لمسات جديدة على العبرية الحديثة التي شهدت تطورات في القرن العشرين تتلخص في انتشار عبرية "الإيديش" وهي عبرية تخصّ يهود الغرب من أميركيين وألمان وبولونيين، ويُخشى تسرّب بعض نحوها ولفظها إلى معهد معلولا بواسطة كتابه التعليمي، وخاصة فيما يتعلّق بأسماء المدن والقرى...
    في برنامج مدارات الذي يعدّه الإعلامي نضال زغبور وناقشت إحدى حلقاته الموضوع ذاته أعرب د. محمد محفل عن عدم إمكانية استبدال "الحروف العبرية" في معهد معلولا بالحروف الآرامية الأصلية المسطورة على تمثال الملك الآرامي السوري "هديسعي"
    وكانت الحجة أن حروف هديسعي غير مشكولة بحركات!... وكنا قد أكدنا سابقاً –على ألسنة المختصين- أن حركات العبرية المستخدمة في معهد معلولا هي خطأ كبير –إضافة إلى خطأ اختيار الحروف- إذ لا يجوز استخدام قواعد العبرية في تعليم لفظ اللغة الآرامية، وهنا نوّه الدكتور خلايلي إلى القاعدة اللغوية التي يجب أن يعرفها اللغويون، وهي أنه إذا ما انتقلت قواعد لغة ما إلى لغة أخرى كان هذا الاقتباس نذيراً بفناء اللغة المقتبِسة واندماجها في اللغة المقتَبَس منها...
    وأخيراً، فإن الخطوط الآرامية الأصلية السورية –بالإضافة إلى العربية الأم- متوفرة في التركة الأثرية السورية، وقد تم إقصاؤها من معهد معلولا لصالح الحرف ذي الشبهة والالتباس.
    وباعتباره المعترض الرسمي على استخدام الحروف العبرية في معلولا، توجهنا بسؤال إلى الدكتور خلايلي حول مقترحات خاصة بمعهد اللغة الآرامية في معلولا لوضع حد للخطأ المستمر، فأجاب إنه تقدّم بطلب رسمي إلى مديرية الآثار والمتاحف -التي يعمل لديها منذ ست سنوات- وقد أورد في هذا الطلب أن عملية "إحياء" اللغة الآرامية القديمة قد خرجت عن إطار "الإحياء" لتتخذ شكل ترويج للحروف العبرية في معلولا -وبشكل ظاهر وتدريجي-، فاقترح إزالة كافة الكتابات بالحروف العبرية في معلولا والتي ظهرت حتى الآن في لافتة معهد اللغة الآرامية، وواجهة جامع المجد، ومقام التوبة للسيدة العذراء، وشواهد بعض القبور الحديثة، ومطوية سياحية خاصة بمعلولا يتم توزيعها في الأكشاك، وعلى أيدي بعض الشبّان بطريقة الوشم.
    وبخصوص تدريس اللغة، اقترح الدكتور خلايلي تجميد التدريس في المعهد مدة ستة شهور ريثما يتم الاتفاق على تشكيل لجنة علمية لوضع منهاج أولي يتم من خلاله تدارك الخطأ الكامن في استخدام الحرف العبري، والعمل على استبداله بالحرف الآرامي الأصلي، وتقديم دروس نظرية حول تاريخ اللغة الآرامية كلغة سورية قديمة...
    وبخصوص إنهاء الجدل حول الحروف الواجب استخدامها في إحياء اللغة الآرامية، تم الاقتراح بإقامة ندوات خاصة بالموضوع بالتنسيق بين الجهات العلمية المختصة... وبهذا الخصوص أشار الدكتور خلايلي إلى إشكاليات ذات صلة هامة بالموضوع مثل بعض مؤلفات الجامعة التي تشير بشكل مؤسف إلى عبارات مثل "الآرامية اليهودية" و"آرامية التوراة"، وهي عبارات مساوية في خطورتها لعبارة "الإسرائيليين القدماء" الذين يتحدّث أحد المؤلفات الجامعية المذكورة عن قدومهم إلى فلسطين!!!والملاحظة هنا – كما يبديها الباحث الخلايلي- هي كيف يمرّر المؤلف هذه المعلومة الغريبة للقرّاء ؟! إذْ لا توجد أية وثيقة قديمة تؤكّد وجود "إسرائيليين قدماء"، حتى كتاب العهد القديم (التوراة) ينفي هذه المعلومة ويشير فقط إلى مهاجرين إلى أرض كنعان – ولا يسمّيهم إسرائيليين، أُطلق على أحدهم ـ وهو يعقوب ـ اسم "إسرائيل" بموجب رواية خرافية لكاتب سِفر التكوين ـ السِّفر الأول في التوراة ـ على أن الحديث عن هذه الرواية الخرافية يتم دائماً في "ضوء العهد القديم"، و هو لا يدعو إلى إطلاق عبارة "الإسرائيليين القدماء" على من ورد ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم بصيغة "بني إسرائيل"، وبين العبارتين ـ أي "الإسرائيليين القدماء" و"بني إسرائيل" ـ فرقٌ كبير، فالأولى تنطوي على خطأ كبير لأنها تربط الإسرائيليين الحاليين بـ "قدماء" لهم على شكل شعب تاريخي ـ وهذا ما تسعى إليه الدوائر التوراتية ـ ولكن في ضوء العهد القديم (التوراة)، لا يبدو "بنو إسرائيل" شعباً، ذلك أن كلمة "شعب" في علم التاريخ لا تُطلق إلاّ على من يحقق شروطاً معينة مثل الجذور والأصول واللغة والمنجزات الحضارية والدولة والتقاليد والاستمرارية، وكلها شروط لا تتوفر لبني "إسرائيل"... هذا فضلاً عن أن الواقع الأثري في المنطقة لا يقدم شيئاً بخصوص أولئك القوم.
    ومن الأمثلة التي ساقها الدكتور خلايلي، دراسة تحمل عنوان "حول أصل الاسم سورية" منشورة في التسعينات في مجلة جامعية محلية محكمة، وفيها حاول أحد الباحثين من جامعة حلب تفنيد مزاعم أحد المستشرقين الذين ربطوا بين الاسم "سوريا" و"صور" زاعماً أن الأصلَ عبريٌّ للاسم باعتبار الزعم القائل بأن "صور" كلمة عبرية بمعنى الصخرة... وفي تفنيده لهذا الزعم تحدث الباحث قائلاً:"كلمة صور ليست عبرية فحسب، وإنما من الكلمات التي تشترك فيها عدة لغات سامية قديمة"!...
    والباحث المذكور –حسبما قال الدكتور خلايلي- لم يفنّد الزعم السابق بل عاد وأكّد عبرية الاسم بتأكيده عبرية الاسم "صور"...!!!... هو ربما أخطأ في الصياغة اللغوية... ومع ذلك كان عليه أن يشرح خطأ نسب اسم صور إلى العبرية، فهذا الاسم كنعاني الأصل ووارد في النقوش الكنعانية الفينيقية السابقة لنصوص التوراة العبرية، أما ورود أي اسم كنعاني باللغة العبرية فلا يعني عبرية هذا الاسم، كما لا يعني اشتراك هذه التسمية مع باقي التسميات في لغات أخرى.

    التسميات العبرية إلى متى ؟؟
    و"لعبة التسميات العبرية" يختصّ بها الكيان الاسرائيلي، فهو يلجأ إلى إطلاق "أسماء عبرية" على المناطق التي يحتلها، ولهذه المناطق تاريخ كنعاني وآرامي أصيل، ومن ضمن هذا التاريخ الأسماء الكنعانية الأصلية التي ترد بالعبرية التوراتية (الكنعانية المقتَبَسة)، وورودها بالعبرية التوراتية أو الحديثة لا ينفي الأصل الكنعاني...
    وفي إطار الجدل الدائر حول استخدام الحروف العبرية في معلولا التقينا السيد جورج زعرور من أبناء معلولا والباحث في لغتها الآرامية، فاختار الحديث والتعليق على حلقة مدارات التي بثّتها الفضائية السورية مساء يوم 17/8/2009، وواضعاً الحلقة تحت عنوان "كلمات أسقطت الأقنعة"... قائلاً: رغم الحوار القصير الذي دار بين الدكتور إبراهيم خلايلي من جهة وبين الدكتور محمد محفل وأ.جورج رزق الله من جهة أخرى في حلقة مدارات والتي لم تكن كغيرها من الحلقات السابقة، بسبب التخطيط المسبق لها، والذي انطوى على تغييب أصوات إضافية لصالح الحقيقة، فقد كانت مجريات الحلقة كالتالي كما لاحظتُ –والكلام للسيد جورج زعرور:
    1-استهل الدكتور محفل الكلام بما سمّاه "القلم الآرامي المربع" والذي يتم تدريسه في جامعة دمشق...وما إن قدّم الدكتور خلايلي مداخلته الهامة في هذا الموضوع، حتى استل الدكتور محفل –بعصبية- كتابه الجامعي "اللغة الآرامية" قائلاً: "لقد ألّفت هذا الكتاب منذ أربعين عاماً، وجامعة دمشق هي التي أخذته مني واعتمَدَتْهُ كمقرر دراسي دون أن يكون لي علم بذلك..."
    وبرأيي، فهذا التخلّي السريع عن الكتاب، وتحميل الجامعة مسؤوليته، يعتبر سقوطاً لأول قناع...
    2- حين سُئل أ.جورج رزق الله عن "آرامية معلولا" أجاب باقتضاب: "اللغة التي نتكلّمها تناقلناها عن الآباء والأجداد ولا نعرف من أين أتت"...!!!...ثم قال: "اللغة الآرامية لغة زراعة"...و"معلولا بعيدة عن الحضارة..."...!...
    وهنا لا بد من التعليق، إذْ كيف يُسمَّى مديرٌ لمعهد اللغة الآرامية لا يعرف من أين أتت هذه اللغة؟!!...وكيف يُسند هذا المنصب العلمي المرموق لمن لا يمتلك مخزوناً تاريخياً لغوياً يمكّنه من الحديث عن اللغة الآرامية؟...وكيف يقول إن الآرامية لغة زراعة فحسب، وهي اللغة التي دوّنت بها الامبراطوريات سجلاّتها الانسانية ومآثرها الأدبية؟... بالحروف ذاتها الموجودة على تمثال "هديسعي".
    وكيف يدّعي أ.جورج رزق الله أن معلولا بعيدة عن الحضارة، وهي محمية حضارية أثرية تاريخية بكل معنى الكلمة، شهدت حضارات ما قبل التاريخ وحضارات الكنعانيين والآراميين والمسيحيين الأوائل...وما زالت حتى اليوم تنبض حضارةً ولغةً قديمةً أصيلة.
    3- خلال الحلقة المذكورة أعلن الدكتور محفل بانفعال أنه سيطلب مختصين بالآرامية من الخارج ليثبت وجود دخلاء على اللغة الآرامية، فهل تخلّى الدكتور محفل عن الكوادر الوطنية في هذا المجال؟ وهل يعتبر الباحثين الأصلاء في الحضارة الآرامية، ومعهم من احتفظ باللسان الآرامي أباً عن جد، دخلاء على لغة الآباء والأجداد أمام المختصين الأجانب؟!.
    وختاماً، فمن الضروري إيجاد صيغة رسمية للتعامل مع الموضوع من خلال إدارة موحدة له، فالمعهد تم إلحاقه إدارياً بالمعهد العالي للغات التابع لجامعة دمشق، وأهم ما قدّمته الجامعة لمعهد معلولا هو ورشة عمل اللغة الآرامية التي انعقدت في 9/4/2009، وخرجت هذه الورشة بتوصيات أهمها ضرورة تغيير الحرف المستخدم في تعليم الآرامية، لكن إجراءات ذلك لم تتخذ فعلياً على الأرض وما زال التعليم بالحرف العبري مستمراً حتى تاريخه، علماً أن الجامعة –كما ذكرنا- تتّّبع الأسلوب نفسه في تدريس اللغات السورية القديمة، وذلك باستخدام الحروف العبرية رغم وجود الأبجديات السورية الأصلية.

    يؤكد الدكتور بهجت القبيسي أستاذ الكنعانية والآرامية في عدة جامعات أن الحرف المربع سمّي بالحرف الآرامي زوراً كي يجد اليهود لنفسهم صلة بالآرامية حيث لا يوجد أي نقش لما يسمونه زوراً الآرامي المربع، فالحرف الذي يدرّس في معهد معلولا لتعليم اللغة الآرامية هو حرف عبري بالتأكيد، ومن المعروف أن الدكتور محمد محفل درس آرامية التوراة بالحرف العبري فلماذا يستخدم المعهد هذا الحرف المربع؟ "الحرف العبري" الذي وجد في القرن الثالث الميلادي وليس له أي علاقة بالآرامية والبدائل الآرامية الحقيقية موجودة، فلماذا لا يتم استخدامها وإحياؤها كما هو مفترض؟.


    يستغرب د. إبراهيم خلايلي لفظ كلمة (جبعدين) بـ (جيفعود) من قبل الأستاذ جورج رزق الله (مؤلف كتاب المدخل إلى اللغة الآرامية في لهجة معلولا المحلية) أي أنه استبدل الباء الآرامية بالفاء العبرية وهي اللفظ العبري الحديث، بينما يجب أن تلفظ في الآرامية بـ (غوبّّّّّّّّّّّّاعود) فإن كان اللفظ أساساً غير سليم واختيار الحرف غير صحيح فإلى أي مدى يغيب تاريخنا الآرامي الحقيقي وسط غفوات يجب تصحيحها فوراً؟.
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1373

    #2

    دراسة: تراثنا اللغوي – الأبجدي بين العلم والشُبُهات
    اللُبس العبري (نموذجاً)
    الأستاذ الدكتور: محمد محفل
    2010-01-25 طباعة المقال
    إرسال الى صديق
    عــودة


    هذه دراسة علمية منهجية، بذلنا ما بوسعنا – على الرغم من صفتها الاختصاصية – لتكون قريبة المنال من القارئ الكريم... وكان بالأحرى أن ننشرها في مجلةٍ علمية أكاديمية... ولأسبابٍ موضوعية ولفائدة العدد الأكبر من مواطنينا نلفت الانتباه إلى ما يلي:
    أ- ( ) ما بين هلالين لشرح إضافي جغرافي تاريخي.
    ب- [ ] قوسان معقوفتان لتوضيح من قبلنا.
    ونضع حرفين م.م. (محمد محفل) في النهاية
    حـ الأرقام فوق نهاية جملة تشير إلى مصدر أو مرجعٍ مذكورة بالترتيب في نهاية الدراسة.
    د_ يأتي ذكر المرجع أو المصدر بحرف داكنٍ أسود أو تحته خطّ.
    هـ- ما تحته خط أسود في المتن لاسترعاء انتباه القارئ.

    (1)
    أُثِيْرَ لَغَطٌٌ في الآونة الأخيرة حول برنامج تعليم لهجة معلولا الآرامية، واختلط الحابل بالنابل... منهم يهرف بما لا يعرف، والآخر يقدّم نفسه عرّاب الدراسات الآرامية، وثالثهم داعياً بالويل والثبور وعظائم الأمور... وملخص الموضوع أن المسؤولين في (معهد معلولا) الخاضع لإشراف جامعة دمشق، قد اختاروا \"حرفاً عبرياً\" مما يهدّد \"كيان الوطن\"... (هكذا).

    كنا نسمع ونقرأ، ونحن الذين دَرَّسْنا مادة \"اللغة الآرامية\"، لمدة تنوف على عشرين سنة في جامعة دمشق، إضافة لبضع سنوات في جامعة عمّان، في النصف الثاني من القرن الماضي، وخرّجنا آلاف الطلاب الذين درّسوا في ثانويات القطر العربي السوري والأقطار العربية الأخرى، وبعضهم أصبح أستاذاً جامعياً... نقول كنّا نسمع ونقرأ وقد استولت علينا الدهشة من طريقة سلوك بعضهم وعنجهيتهم، إضافة لتخبطهم العلمي والمعرفي.. وهم الذين أرهقونا فيما مضى بالسؤال والجواب... نقول لا بأس، ولكن نحن نظلْ أساتذة رحيبـي الصدر... وعسى أن يمعنوا النظر بفحوى هذه الدراسة، علّهم يعودون إلى الاجتهاد الحقّ والتواضع، كغيرهم من آلاف طلابنا الأبرار، لم يجحدوا معروفنا... أما ذلك الطرف الذي نصّب نفسه ديّاناً ومرشداً لبرامجنا الجامعية، فإليه هذه الدراسة، ونقول له \"من يزرع الريح يحصد العاصفة\" ... ﴿ وقل ربّ زدني علماً... فأما الزبدُ فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناسَ فيمكث في الأرض﴾.

    (2)
    يُصرّ البعض على القول \"لغة عبرية\" و\"حرف عبري\"... نحن نسألهم: ما هو قصدكم؟!
    وهل ذكرت كتاباتهم في العصر التناخي اسم أو تعبير \"لغة عبرية\"؟! ...أو \"قلم عبري، كما تزعمون...ونقصد بالعصر التناخي، تلك الحقبة المنطلقة من الأصول وحتى تدمير الهيكل (70 ميلادي) على يد القائد الروماني تيطوس، ابن وسباسيانوس، قبل أن يتولى أمور الإمبراطورية الرومانية بعد موت والده (79 ميلادي) وحتى (81م.)؛ والتسمية مكوّنة من ثلاثة حروفٍ [ت/توراة + ن/نبييم = أنبياء + خ/ك، كتوبيم، كُتُب] ولذلك، ما جاء على لسان د. بهجت القبيسي في (مجلة \"جهينة\" ، عدد تشرين الأول 2009، صفحة 16) : <> . نقول، هنا يخطئ د. بهجت فبيسي مرتين، الأولى عدم إدراكه الفرق بين التوراة وسائر أسفار العهد القديم فالتوراة هي الأسفار الخمسة فقط المنسوبة إلى موسى، وهي \"التكوين، الخروج، اللاويون/الأحبار، العدد، تثنية الاشتراع\"ويغلب على هذه الأسفار اللهجة الكنعانية، بينما ما جاء في كتابي (المدخل إلى اللغة الآرامية)، هو سفر دانيال حيث كانت الآرامية قد طغت لغوياً منذ (القرن الخامس ق.م).. أما الحرف فهو الحرف الآرامي المرّبع، السوري الأصيل. ولنا عودة إلى ذلك. تتنطعّون في الكلام وتجهلون تراثكم ذا العلاقة بالموضوع... ألم تقرؤوا (ابن خلدون)، فإليكم ما قاله مفنداً زعمكم: ((فمن شريعة اليهود القديمة التوراة، وهي خمسة أسفار... وكتاب يوشع [وهو السادس م.م ] وكتاب القضاة إلخ...(1))..

    نقول لكم، القضية هي منطقية وفحواها بسيط: لا لغة بدون قوم ومجتمع ولا مجتمع بدون لغة. وهي من المنطق الصوري... وكما يقول العالم الفرنسي \"رُنِهْ دِكارت\": أنا أُفَكِّر ، فأنا إذا موجود\". هذه بديهية... فهل وُجدَ العبرانيون، ليكون لهم \"لغة عبرية\" و\"قلم عبري\"؟!... ولماذا لم يأتِ كتبة العهد القديم، وهو [مجموعة أسفار التوراة وأسفار الأنبياء الكبار والصغار وسائر الأسفار التاريخية إلخ... (م.م.)] على ذكر لغة \"عبرية\" أو خط عبري\"؟! ... وتسهيلاً للموضوع نبدأ بإشكالية عبرانيين/ خَبِرُو/ خبيرو/ عفيرو/ آﭙيرو... كما جاء ذكرهم في العهد القديم وفي الوثائق المسمارية والهيروغليفية وغيرها..

    تنسب أسفار العهد القديم اسم عبرانيين إلى (عَاْبِر) أحد أجداد ابراهيم (سفر التكوين) (17/5 إلخ ... أبْرَم / أبرهم (2).. وقد زعم بعضهم أن اسم \"عبرانيين\" أُطْلِق على من جاء مع إبراهيم، بعد أن عبروا \"نهر الفرات\" وقال آخرون بل \"نهر الأردن\"... وعلى كلٍ، ما نجده في أسفار التوراة وغيرها من أسفار العهد القديم بمعنى (عَبَرَ) ليس سوى لهجة كنعانية أو آرامية إلخ...) ولا علاقة لهذا الفعل ومشتقاته (عِبري/عبيربم إلخ) لا من قريب ولا من بعيد باسم (خَبْرو/ خبيرو/ إلخ...) كما جاء أعلاه، والواردة في الوثائق المسمارية القديمة في بلاد الرافدين والشام وكذلك في رُقم (تل العمارنة) في وادي النيل . وظنّ البعض أن لعبرانيي التوراة وسائر أسفار العهد القديم صلة بـ (خبرو/ خبيرو إلخ) الذين جاء ذكرهم في مختلف الدراسات المقارنة للوثائق المسمارية المكتشفة في بلاد الرافدين والشام وتل العمارنة [ يقع تل العمارنة /آخيت آتون على النيل، في محافظة اسيوط، على الضفة اليسرى من النهر، على بعد 342كم ، جنوبي القاهرةم.م.]... وفي عام 1955، صدرت بعض وثائق اللقاء الرابع للدراسات الآشورية RAI الذي عُقِد في باريس في العام السابق (1954)، وقد حضرتُ جلساته بناءً على طلب أستاذي العالم الفرنسي (دوبون سُومِّر أندِرِه A.DUPONT SOMMER) أستاذ الدراسات الآرامية المعروف، وكان عنوان المجموعة \"إشكالية الخبيرو(3)\".... بالفرنسية... وتتالت الدراسات حول نفس الموضوع منها بالإنكليزية (4) وأخرى بالألمانية (5)... وَوُجِدت إشارات إلى الخبيرو، بألفاظها المختلفة، منذ أواخر الألف الثالث (ق.م) وحتى القرن الثاني عشر (ق.م) في وثائق: أور الثالثة، وفي ماري [تل الحريري على الفرات م.م.] وفي السوس / الشوش [ وهي عاصمة العيلاميين والأخمينين لاحقاً وتقع في خوزستان م.م.] ونوزي [يورغان تيه، بالقرب من كركوك م.م.] وفي بوغازكوي [حتوشش العاصمة الحثيّة م.م.] وفي تل العمارنة... وقد وجدنا في النصوص الأكدية/ الاكادية صيغة (إبيار/ خبيار وتعني الهارب) وهي تقابل كلمة \"Sa-Gaz\" السومرية وخبيرو الأكدية وتعني: \"رجل غزو، نهّاب، سلاّب\" ولا يأتي الاسم عادةً إشارةً إلى شخص فردٍ بذاته بل يشير إلى مجموعة من البشر أو عصابة أو ما شابه ذلك من الأشقياء... ولم تحدّد النصوص وطناً أو أرضاً أو بقعة جغرافية باسم \"بلاد الخبيرو\" إذ نجدهم في مختلف أنحاء بلاد الرافدين وفي بادية الشام وأحياناً في آسية الصغرى وفي فلسطين إلخ... وبتعبير آخرٍ، لم يشكل هؤلاء الخبيرو كياناً جغرافياً سياسياً، بل يظهرون دائماً في حالة تنقل من مكان إلى آخر، ويشاركون في أعمال شبه عسكرية، كجنود مرتزقة (عَسْكَر) لصالحهم أو لحساب الغير، ولذلك فصيغة خبيرو لا تدلّ على نسبٍ عرقي أو قبلي أو مدلول سياسي، بل تعني دائماً وأبداً حالة / حياة اجتماعية، ترتبط بالغزو والسطو من قبل جماعات بدوية من أجناسٍ مختلفة، ومتعدّدة اللغات واللهجات والمذاهب والطقوس الدينية البدائية، وذلك منذ نهاية الألف الثالث (ق.م.) وحتى القرن الثاني عشر (ق.م.)، كما ذكرنا سابقاً. وقلنا أيضاً أن مراسلات (تل العمارنة) التي جرت في أيام (أمنحوتب الثالث 1402- 1364 ق.م.)وابنه (امنحوتب الرابع 1364-1347 ق. م.) [ اخناتون صاحب الإصلاح الديني م.م.] ، بين البلاط المصري، حيث كانت الغلبة في بلاد الشام لفراعنته، وبين أمراء بلاد كنعان وغيرهم من ملوك بابل وآشور والحثيين والميتانيين إلخ...، نقول ورد اسم الخبيرو هؤلاء، وغاراتهم على بعض المدن الكنعانية الجنوبية، حليفة مصر(6) وما زال أنصار المدرسة الصهيونية يحاولون تحريف اسم (خبرو/ خبيرو) في بعض حروفه ليتآلف مع (عبيرو/ عبيرانيي) العهد القديم، ليزعموا لاحقاً أن \"العبرية\" هي لغة هؤلاء العبرانيين مخالفين بذلك – كما سنرى - نصوص أسفار التوراة وسائر أسفار العهد القديم، التي أشارت إلى \"عبرانيين\" بشكل غامض، ومُشوّش ومضطرب، ولكنها لم تذكر أبداً \"لغة عبرية\" أو خط عبري. وهنا نأتي إلى بيت القصيد، لنرى مواطنين عرب سوريين (د.بهجت قبيسي ود. إبراهيم خلايلي) يروّجان مزاعم \"التوراتيين العبريين\".لم يتجرأ حتى كتبة أسفار العهد القديم والتوراة على ذكرها، ولا نجدها في وثائقنا القديمة منذ الألف الثالث ق.م. [ أكدية / بابلية/ آشورية/ كنعانية/ آرامية إلخ... م.م.] وحتى البعثة النبوية، فلا نجد إشارة لا في التنـزيل الحكيم ولا في السيرة النبوية إلى \"عبرانيين\" أو \"لغة عبرية\" أو \"قلم عبري\"، لم تظهر التسميات إلا لاحقاً عن طريق الشبهات / الاسرائيليات بعد عدة قرون لدى بعض المؤرخين العرب المسلمين والسريان، ولقد لعب يهود الأندلس الدور الأكبر في هذا المجال....

    وخطابنا هذا مُوَجّه ليس فقط إلى من تاهوا وحادوا عن النهج القويم في قطرنا العربي السوري، بل هذا الخطاب موجّه إلى مختلف الباحثين في وطننا العربي الكبير. وسنتابع دراسة هذه المسألة في مجلة مجمعنا العربي... وكما قلت لفائدة الجميع عملتُ على نشر هذه الدراسة في صحيفة يومية وسأضيف عليها لنشرها في مجلة المجمع العربي في دمشق. والآن نأتي إلى بدعتهم: \"لغة عبرية\" \"حرف عبري\" لا ندري، فهم ملكيون أكثر من الملك، وإليكم بعض التفاصيل على مرّ العصور...

    (3)
    أننا لا نجد أيّ ذكر للعبرانيين [جذر \"ع ب ر\" هو واحد في أغلب لغاتنا القديمة بمعناه العام، بمعنى عبر نهراً انتقل من مكانٍ إلى آخر إلخ... م.م.] وكذلك بالنسبة إلى \"لغة عبرية\" أو \"قلم عبري\" فلا وجود لها في تلك الوثائق ولا في أسفار التوراة وسائر أسفار العهد القديم، التي ذكرت العبرانيين بشكل مبهم / غامض... فإن كان العبرانيون قد وُجدوا فعلا، كما جاء في بعض أسفارهم، فلماذا لم يطلقوا على لسانهم اسم \"اللسان العبري/ اللغة العبرية\" \"الحرف العبري\" إلخ...

    عندما نأتي على ذكر الأسفار، فلا نعتبرها وثيقة أصيلة. وبما أنهم جعلوا التوراة وغيرها من الأسفار سجلاً تاريخياً، لا كتاباً دينياً فقط من الوحي الإلهي، فمن حقنا أن نعتبر أخبار وروايات تلك الأسفار مادة تاريخية، خاضعة لأصول النقد التاريخي الداخلي والخارجي... ولا مجال لزيادة في التفاصيل، في عجالتنا هذه.

    في الإشارة إلى لغة أقوام موسى وأخلافه – في رواياتهم – لا نجد ذكر \"لغة عبرية\" بل \"شفة كنعان\" و \"يهودية [نسبة إلى سبط يهوذا م.م.]، كما يلي: بالنسبة للغة كنعان، في (سفر أشعيا 19/48): \"في ذلك اليوم تكون خمس مدن في أرض مِصْرَ، تتكلم بلغة كنعان، وتحلف بربّ القوات، يُقال لإحداها مدينة الشمس\".

    وبالنسبة للغة \"يهودية\": (سفر الملوك الثاني، 18/26: \"...كلم عبيدك باللغة الآرامية، فإننا نفهمها، ولا تكلمنا باليهودية على مسامع الشعب القائم على السور.\". كان ذلك في عام 701 ق.م.، عندما حاصر الملك الآشوري سنحريب مدينة أورشليم / القدس... نقول أورشليم لأن بعضهم لا يعرف أن هذا الاسم كان موجودا قبل دواد وغيره من ملوك إسرائيل ويهوذا المزعومين.. وكذلك في (سفر نحميا 13824): \"وكان نصف أولادهم يتكلمون بلغة أشدود، ولم يكونوا يحسنون التكلم باليهودية...\".

    ونجد ذكر \"لغة يهودية\" في أماكن أخرى من الأسفار (أشعيا 36/11) و(أخبار ثان 23/18). إلخ...

    ونلخص هذه الفقرة كالتالي:
    العربي يتكلم العربية، واللاتيني اللاتينية، إلخ... نقول: هل وُجِدَ \"عبرانيون\" كما جاء في الأسفار؟ أي قوم دخلوا فلسطين ومعهم لغتهم: وإن كان الأمر كذلك لقال كتبة الأسفار\"لغة عبرية\" وهذا مالا نجده في التوراة وأسفار العهد القديم الأخرى... ومن هنا، علينا أن نحدّد التاريخ الذي ظهرت فيه التسمية \"العبرية\" وكيف كان ذلك، ولماذا ؟ ها هنا نقول: لم تبدأ التسمية \"العبرية\" تشق طريقها إلا في الفترة المسيحية الأولى، لتتطور تدريجيا... فمن اعتنق المسيحية راحوا يطلقون على لهجته الآرامية وكتاباتها اسم \"السريانية\" ومن ظلّ على يهوديته قالوا عن لهجته الآرامية وحروفها \"عبرية\"... إذاً نحن أمام لهجتين آراميتين. واللهجة /اللغة أداة حيّة ومع الأيام تشكلت لهجات آرامية متعددة، منذ القرن الأول (ق.م)... نحن نعلم أن رسالة بُولس الرسول إلى العبرانيين قد أثارت جدلاً كبيراً منذ العصور الأولى للمسيحية وحتى عهد الإصلاح الديني اللوثري. فمن هم هؤلاء العبرانيون ؟! [ لمزيد من التفاصيل انظر هامش(7)].
    ولو جئنا إلى التراث العربي الإسلامي، ففي التنـزيل الحكيم، لا نجد أيّ أثر لاسم \"عبرانيين\" أو \"لغة عبرية\" أو خط عبري بل أشير إلى القوم كالتالي:
    44 مرة بنو إسرائيل.
    8 مرات يهود.
    وأحياناً نجد اسم (هوداً 7 مرات) وهو غير اسم (قوم هود)، والبعض رأى فيهم \"قدامى اليهود\" والآخر قال \"يهود المدينة\".
    وكذلك لا نجد اسم \"عبراينين\" أو \"لغة عبرية\" في (سيرة ابن هشام) بل يهودا وبني إسرائيل إلخ...

    ونحن نرى أن العلماء اليهود في الأندلس قد لعبوا الدور الأكبر في إشاعة هذه التسمية \"العبرية\" في اللغة والكتابة وهي من الشُبُهات، التي أطلق عليها أسلافنا اسم \"الإسرائيليات\" ... وأغلب هؤلاء اليهود خضعوا لأسباب \"الثقافة العربية الإسلامية\"، منهم أحسن دوره والبعض الآخر حاول الإساءة... وما علينا إلا مطالعة كتاب فضل الأندلس على ثقافة الغرب(8) لنرى أسماء المئات منهم في فهرس الأعلام، ومن مساوئ بعضهم إيهام العرب المسلمين بِقِدَم لغة وكتابة أجدادهم \"العبرانيين\"؟! ... وبعضهم أوغل في الدسّ، فأوصلها إلى آدم وزعم أنها لغة أهل الجنّة، ومن ضحايا هذا الإسفاف العالم الجليل ابن حزم، إذ يقول في كتابه الشهير، الفصل في الملل والأهواء والنحل \"إن إنجيل متّى هو بالعبرانية، أما الأناجيل الثلاثة الباقية فهي باليونانية(9)\" [والصحيح هو بالآرامية م. م. ] ويأتينا العلاّمة عبد الرحمن ابن خلدون في مقدمته بعد ذلك بحوالي ثلاثة قرون، مكرراً نفس الخطأ: \"كتب متى إنجيله في بيت المقدس بالعبرانية (10)\" ومن ينكر فضل ابن خلدون في علم الاجتماع وفلسفة العمران؟! .. ومهما يكن، فلكل من ابن حزم وابن خلدون ولغيرهما من المؤرخين العرب والمسلمين عذرهم... فبعد سقوط بابل في سنة (538 ق.م)، اندثر وهج حضارات وطننا العربي حتى فجر الإسلام ...

    أحاط الغموض عظمة بابل ونينوى وخورسباد وماري وغيرها من مدن بلاد الرافدين والشام، باستثناء العديد من صروح وآثار وادي النيل التي تشير إلى بديع حضارة وادي النيل في القرون السالفة... ونحن لا نُدْهَش عندما نلاحظ سقوط الطبري صاحب (تاريخ الأمم والملوك) وابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) وغيرهما من المؤرخين العرب المسلمين في حماة \"الإسرائيليات\".. ولكن أن يأتينا البعض في قرننا الواحد والعشرين، وبعد الدراسات التاريخية / اللغوية/ الآثارية المستفيضة التي دحضت مزاعم \"الإسرائيليات\". والتي وقع في فخها بعض علمائنا العرب المسلمين كالطبري وابن الأثير وابن حزم وابن خلدون وغيرهم.... نقول بعد كل ذلك، يأتينا بعض المتحذلقين/ مُدّعي المعرفة ببدعة \"لغة عبرية\" و\"حرف عبري\"، رافعين عقيرتهم بالشكوى... من معهد معلولا الذي يدرس \"بالحرف العبري\" ومن أستاذ اللغات القديمة في جامعة دمشق الذي درّس بالحرف العبري في كتابه الصادر في طبعته الأولى منذ أربعين سنة تقريباً والذي أساء بذلك إلى تاريخنا القومي (هكذا) [ وسنأتي على سفاهاتهم بعد قليل م.م.] ونقول لهؤلاء ما يلي وعليكم الإجابة:
    (1) قولكم بوجود \"لغة عبرية\" و \"حرف عبري\" هو باطل الأباطيل ... إذ لا نجد هذه التسميات لا في توراتهم ولا في سائر أسفارهم، كما لا نجده في وثائقنا القديمة منذ الألف الثالث (ق.م) وحتى مطلع الميلاد المسيحي، كما لا نجد ذكر العبرانيين أو لغة عبرية أو حرف عبري لا في التنـزيل الحكيم ولا في السيرة النبوية لابن هشام... نسألكم إلى من تنسبون هذه التسميات \"العبرية؟! هل لعابر التوراتي جد إبراهيم السابع، كما جاء في سفر التكوين؟! ألا يعني ذلك تأييد أو تأكيد مزاعم الصهانية الخزريين، مغتصبي أرض فلسطين؟! هلاّ ثُبْتُم إلى رشدكم لتدركوا قبيح لغوكم؟! .. إن رفضنا التسمية \"العبرية\" ليس ابن اليوم...

    ففي حلقاتي الأسبوعية التي كنت أعدّها للقسم \"العبري\" في الإذاعة العربية السورية في دمشق، والتي استمرّت حوالي خمس عشرة سنة، منذ عام 1970 وحتى 1985، انطلقت من عدّة مسلمات: \"أصالة الحضارة الكنعانية/ رفض التسمية العبرية في اللغة والكتابة/ وحدة بلاد الشام /وفلسطين ليست هي كنعان التوراة والأسفار وكنعان هي كل بقاع سورية الطبيعية الواقعة غربي الأنهر الثلاثة من الشمال إلى الجنوب: العاصي/ الليطاني/ فالأردن / بل أحياناً شرقي تلك الأنهر إلخ...

    وفي تعقيبـي على كتاب الأستاذ زياد منى \"جغرافية التوراة (11)\" جاء في ردّي على التسمية العبرية، في دراسة بعنوان \"جغرافية باطلة وتاريخ صحيح(12)\" \"جاء في الصفحة 18 [جغرافية التوراة م.م.]، حيث يقول زياد منى إشارة لمن دخلوا فلسطين مع يشوع [ بحسب سفر يشوع م.م.] ما يلي \"... كان عبارة عن تخالف أو تجمع قبائل أو عشائر ناطقة بلهجةٍ كنعانية تسمى بالعبرية، رغم أن المصطلح الأخير لا يرد في التوراة لتعريف لغة بني إسرائيل، لكن بغياب بديل علمي مقبول رأيت عدم إمكانية تجنب توظيفه\"(13).

    وفي تعقيبـي على كلام زياد منى قلت:\" هذا غير صحيح البتة، وكم من باحث يعمل في هذا الميدان يقول دون أيِّ تردّد \"اللغة التوراتية(14)\" [نسبة إلى أسفار موسى الخمسة م.م.] وهي الأساس بالنسبة لبعضهم كالسامريين مثلاً...

    (2) والآن أتوجّه إلى الدكتور بهجت قبيسي، لأقول له، عندما قرأت ما جاء في \"سيريانيوز\" ظننت أن الصحفية الناشئة السيدة (لارا علي) قد نسبت إليكم بدون تمحيص أقوالاً لم أصدقها للوهلة الأولى، ثم جاءت \"جهينة بالخبر اليقين، فكانت قاصمة الظهر... وعلى الرغم من الثمانين من عمري، لم أسأم تكاليف الحياة ومازال قلمي أكثر مضاءً من سيف الحجاج، ويقول زهير بن أبي سلمى في قصيدته أيضاً:
    ومن لا يَزُد عن حوضه بسلاحه
    يُهَدّم ومن لا يظلمُ الناس يُظْلَمِ
    من واجبي أن أعترض سبيلكم دفاعاً عن المعهد (معلولا) وعن الجامعة التي تطاول عليها شريككم... ولن أنسب إليكم إلا ما جاء على لسانكم، في (سوريانيوز) وفي (جهينة).
    ثم يأتي تعقيبـي... وأترك الأمر بعدئذٍ لذوي الحل والربط في قطرنا... ولحكمة القارئ وحصافته.
    أولاً – قدّمتك الصحفية الناشئة (لارا علي) في سيريانيوز على أنك أستاذ الكنعانية والآرامية واللهجات العروبيات في عددٍ من الجامعات!!... فما هو رأيكم؟!!.. أقول لكم أيها الأخ... أن تكون أستاذاً... هذا أمرٌ لا يناله المرء عندما يقدِّم دراسة أو ما شابه ذلك، فتمنحه لجنة جامعية رتبة ماجستر أو دكتوراه... أما شرف \"الأستاذية\" فهذا موضوع آخر، وهو لأمر جليل والله... لبضع سنوات، ومنذ عودتي من أوروبة في عام 1967 وحتى عام 1975، كنت أدرّس عدة لغات قديمة في قسم التاريخ: الآرامية /اللاتينية/ اليونانية إضافة لعدّة مواد تاريخ الرومان / تاريخ اليونان، وكذلك \"تاريخ العمارة\" في كلية هندسة العمارة و\"تاريخ الحضارات\" في كلية الفنون الجميلة... وعلى الرغم من ذلك، لم أَدَّعِ هذا اللقب... انظر إلى كتاب \"المدخل إلى اللغة اللاتينية\" و\"كذلك\" إلى المدخل إلى اللغة الآرامية، وإلى تاريخ الرومان وإلى تاريخ العمارة، فماذا تجدون (محمد محفل، مدرّس التاريخ القديم واللغات القديمة، جامعة دمشق) فلا: دكتور ولا أستاذ بل مدرّس.. فقط... ومرت الأيام والسنون، وكنت مدرساً في جامعة عمّان ولكنني اكتفيت بالإشارة إلى جامعتي التي تخرجت منها في عام 1953 (وكان اسمها الجامعة السورية). وأنا انتمي إليها أولاً وأخيراً، وما زلت حتى اليوم على ما كنت عليه، على الرغم من دراساتي لاحقاً في عدة جامعات غربية: باريس، بون، جنيف...ودعوتي من قبل أساتذتها في السنوات الأخيرة، المشاركين في مؤتمراتنا الدولية التي أشرفت على أعمالها بصفتي (أمين سر لجنة كتابة تاريخ العرب) فما زلت حتى اليوم أوقع (جامعة دمشق)، فهي جامعتي وأفخر بها: طالباً ومدرساً وأستاذاً... هذه الجامعة التي يهاجمها شريككم في حملتكم الإعلامية الضّالة المضلّلة... (الأستاذية\" أيها الدكتور قبيسي ليست رتبة علمية تنالها بعد اجتياز فحص ما، لتحصل على رتبة علمية \"إجازة، ماجستر، دكتوراه، كلا !!. ليست هذه بل هي شرف المهنة، هي العطاء اليومي، هي أن تحب طلابك وتحترمهم وترشدهم، ولا تبخل عليهم بمعلوماتك، وأن تكون عادلاً، كلهم لديك سواء، فهم أمانة في عنقك... الأستاذ الحق هو الذي يسمع هذه الكلمة من طلابه القدامى... عندما جاؤوا إليّ منذ شهور ليبّلغوني قرار قسم التاريخ بتكريمي، قلت لهم – وهم من قدامى طلابي- قلت لهم يكفيني القرار وأنا سعيدٌ بكم... وأضفت أجِّلوا ذلك يا أبنائي...وعاودوا قائلين... أنت أستاذنا وفخرنا , ولا ننسى فضلك... فقاطعتهم قائلاً كفى... لكم ما تشاؤون... وكان حفل تكريمي من قبل زملائي في قسم التاريخ وأغلبهم من طلابي الذين درستهم في العقود الأخيرة من القرن الماضي... هذه هي الأستاذية الحقة... أما لقب دكتور، أستاذ (هكذا)، فهذا هراء وكلام فارغ... لقد كرّمني أعلى المسؤولين في وطني عندما أوكلوا إليّ تنفيذ بعض المهمات العلمية... فلهم الشكر الجزيل... أما أن يلتف حولك في خريف عمرك طلابك القدامى، وليسوا بحاجةٍ إليك اليوم وقد اشتدّ عودهم... فها هي سعادة ما بعدها سعادة... فلهم شكر الزميل والأب والمعلم...

    فرحنا عندما قبلكم زملاؤنا وأوكلوا إليكم بعض الساعات في قسم التاريخ في جامعة حلب... ويشهد الله أني أوصيتهم بكم خيراً... ولكن ما العمل... ها قد مضى على الأمر عشر سنوات تقريباً بعد استغنائهم عن مساهمتكم ... ولا أدري أين تدرسّون حالياً، وما معنى \"عدة جامعات\"؟!! وهل بشكلٍ موسمي، أم ماذا؟!!

    ثانياً- بالنسبة للحرف العبري (هكذا) لا نعلم ما هو ؟! على كلٍ ستطلّعون على ملخص رأي أساتذة اللغة الآرامية الذين حضروا الاجتماع الأخير وقرارهم ومفاده أن الحرف الذي درّسوه في معهد معلولاً هو \"الحرف الآرامي المرّبع\" وهو سوري أصيل... ونحن عندما نُدَرس أبجديات بلاد الشام من أبجدية جبيل وحتى التدمرية وكتابات قمران وغيرها ، ندرسها في حدود سورية الطبيعية، ولا معنى هنا لسورية في حدود سايكس – بيكو.

    ثالثاً- في العلم أيها الدكتور قبيسي، لا يوجد تحدٍ... هذا علمناكم إياه ولكن ما الفائدة؟! وما هو المقصود: \"أتحدى أن نجد الحرف العبري قبل القرن الثالث الميلادي... إنها أحجية والله... لا شك أن الأمر التبس على الصحفية الناشئة، لا شك أنكم تقصدون (ق.م)

    رابعاً- في تعقيبه على كلامي حول وجود الحرف الآرامي المربع قبل المسيح بعدّة قرون، جاء في الصفحة الرابعة من سيريانيوز ما يلي: \"فيما نفى قبيسي الصحة العلمية لمعلومات الدكتور المحفل... حول الحرف العبري [الآرامي المرّبع م. م.] وقِدَمِه... وهنا أطرح على الدكتور قبيسي: \"كيف علّمتُك قراءة بعض فقرات التعرفة التدمرية، أليس بالحرف الآرامي المربع؟! ولم تحسن القراءة في ندوة تدمر!! وتحملتُ وزر أخطائك أمام زملائي.. أتتذكر أسلوب ردّهم عليك... ونصحني حينئذ أحدهم، وأخمن أنك تعرفه، فهو زميلي ومسؤول عن الحفريات الأثرية في بلادنا... أكرّر الآن ما قاله: \"أتركه وشأنه يا محمد، سيتعبك.. إنه لجوج، وتكوينه العلمي محدود... ولا يؤهله لمرافقتك ... كان ذلك منذ تسع عشرة سنة...

    خامساً- أمّا ما جاء في جهينة (صفحة 16) فهو الآتي: \"يؤكد الدكتور بهجت القبيسي أستاذ الكنعانية والآرامية في عدّة جامعات أن الحرف المربع سُمِّي بالآرامي زوراً كي يجد اليهود صلة بالآرامية حيث لا يوجد أي نقش لما يسمونه زوراً الآرامي المربع: فالحرف الذي يُدَرَّس في معهد معلولا لتعليم اللغة الآرامية هو حرف عبري بالتأكيد ومن المعروف أن الدكتور محمد المحفل درّس آرامية التوراة بالحرف العبري، فلماذا يستخدم المعهد هذا الحرف المرّبع؟ الحرف العبري الذي وُجدَ في القرن الثالث الميلادي وليس له أي علاقة بالآرامية والبدائل الآرامية الحقيقة موجودة فلماذا لا يتم استخدامها وإحياؤها كما هو مفترض؟\" انتهى

    أوردنا النص كما جاء في (صفحة 16)، على علاّته بالتنقيط والصياغة... وهو ملئ بالألغاز أو بالأحرى بالشطحات. وها هو تعقيبنا: قلنا سابقاً إن د. قبيسي [بعكس ابن خلدون م.م.] لا يدرك الفرق بين التوراة وسائر أسفار العهد القديم... أما أن أكون [أنا محمد محفل] قد علمتُ طلابي اللغة الآرامية بالحرف المرّبع فقط – كما زعم... عالم اللغات القديمة ... القبيسي – فهذا عارٍ عن الصحة. فمنذ عام 1967 وحتى استلامي رئاسة تحرير مجلة دراسات تاريخية عام 1994، علّمت طلابي في جامعتي دمشق وعمّان، اللغة الآرامية بالخطوط الآرامية الثلاثة: المربع والقديم واليدوي، وكان الفحص أو بالأحرى أسئلة الامتحان بالخطوط الثلاثة.انطلق من الخط المرّبع، بعد ضبط اللفظ بالحركات، إلى الخط القديم فاليدوي... [انظر جداول الخطوط في الشكل رقم (1) م.م.]... ونماذج أسئلة الامتحان بالخطوط الثلاثة تتجاوز الخمسين نموذجا وهي بين أيدينا ومحفوظة في السجلات الجامعية... فكيف تطلقون الأحكام يا... أستاذ؟!!، قبل أن تتحروا، بحثاً عن حقيقة الأمور؟!...

    إن كنت لا تدري فتلك مُصيبةٌ أو كنت تدري فالمصيبة أعظم سيأتي حساب شريكك لاحقاً. لم يكن صادقاً عندما زعم أنه درس الآرامية وصُعِقتُ عندما بان جهله الصارخ بإرجاعه النقوش الآرامية إلى الألفين الثالث والثاني (ق.م)، وهنا رميتُ بالكتاب على الطاولة متوجها إليه... لا أعتقد أنك تدرك أو تعلم ما هي الآرامية، وإلا لما وقعت في هذه المتاهات... وكان ذلك في البرنامج التلفزيوني منذ بضعة شهور... قد نعذرك على عجلتك يا دكتور قبيسي، إذ لم تكن طالباً مواظباً على دروس اللغة الآرامية، لتعرف بأنني امتحن طلابي بالخطوط الثلاثة: القديم/ اليدوي/ المربع الآرامية... ولا أدري هل درسّوكم اللغة الآرامية وكتاباتها في جامعة بيروت العربية، التي أجازتكم في المرحلة الجامعية الأولى... وكيف كان ذلك؟!.حقاً؟!.. واعجباه!!..

    أما قصة الحركات فلنا عودة إليها مع تعقيبنا على ما جاء به الدكتور إبراهيم الخلايلي... وهي من صلب اللغة الآرامية ونجد جذورها وأصولها في معاجمنا العربية.

    لقد ارتقيتَ مرتقى صعباً... وإلا فما مغزى هذه الألفاظ: \" أتحدى /زور/ بهتان/!!... وأسفاه!!.
    ... رحم الله امرأٌ عرف حدّه فوقف عنده
    إن كتابي المدخل إلى اللغة الآرامية الذي تنتقدونه هو فخرٌ لي، وبه افتتحت منذ حوالي نصف قرن تدريسي \"الآراميات\" في قطرنا العربي السوري وسائر الأقطار العربية. وفي مدخله التاريخي، أعلنت المبادئ الأربعة التالية، والتي أصبحت من المسلمات اليوم لدى أغلبية الباحثين وأساتذة التاريخ واللغات القديمة لوطننا العربي الكبير، ولم أتوقف عن التبشير بها في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، وما أضعه اليوم بين أيدي القرّاء هو من هذا القبيل، وها هي تسلسلاً:

    ‌أ- في الصفحة 5/6: \"نقد نظرية اللغات السامية\" كما جاء بها شلوتسر النمساوي، لأنها غير علمية، والهدف منها إلحاق \"لغة عبرية\" لا وجود لها، كما رأينا سابقاً، بتراثنا اللغوي ... وتوجهنا لاحقاً إلى العلماء والباحثين العرب لإيجاد صيغةٍ علمية عوضاً عن \"السامية\".. أما نحن، فقد اقترحنا في دراستنا الشاملة بعنوان \"العربية لغة وكتابةً \" والمنشورة في مجلة التراث العربي(15) صيغة (العربيات العتيقة فالقديمة فالعربية الفصحى) واقترح علينا زميل أردني الاقتصار على كلمة \"العربيات\".

    ‌ب- ليست العبرية كلغة سوى إحدى لهجات الكنعانية (ص 13) هذا هو موقفنا منذ أربعين سنة وما زلنا عليه حتى يومنا هذا.

    ‌ج- رفض التسمية الفينيقية (الإغريقية)، الدخيلة فالإغريق هم الذين أطلقوا هذه التسمية في إشارتهم إلى الساحل اللبناني، وأطلقت أسفار العهد القديم والتوراة اسم كنعان على فلسطين ... وهذا أيضاً رفضناه منذ عام 1972، عندما بدأنا ننشر سلسلة دراستنا (بلاد كنعان والإسرائيليون القدماء). ففي الحلقة الأولى،(16) (صفحة 18) نقول: \"... ولذلك فنحن نرفض المحاولات التي تجعل من فلسطين بقعة منعزلة، خضعت لتأثيرات حضارية فريدة في نوعها... قائمة بذاتها ... إذ لا يمكننا دراسة تاريخ فلسطين – على مرّ العصور – إلا بعلاقته مع تاريخ سورية بوجه الخصوص ومع تاريخ المنطقة بالإجمال... وفي (صفحة 19) جاء ما يلي: \"... ثم انتقلنا إلى دراسة جغرافية – تاريخية لسورية الطبيعية في القديم... ماذا تعني تسمية سورية؟!... هل صحيح أن كنعان تقتصر على فلسطين فقط؟! ما معنى فينيقية؟!.. وهل وُجِد حقاً شعب فينيقي يختلف عن باقي الكنعانيين في سورية الشمالية وفي فلسطين؟!

    ‌د- في (الصفحات 16 وحتى 37) أوضحنا دور الآرامية لغة وكتابة (الحرف القديم الكنعاني/ الآرامي المربع/ اليدوي) ومنذ أربعين عاماً ونحن ندرس بالحروف الثلاثة كما ذكرنا) [انظر المدخل إلى اللغة الآرامية]

    وفي دراستنا الأخيرة في عام 2008 (احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية) صدر كتابنا باسم اللجنة وعنوانه: (دمشق... الأسطورة والتاريخ... من ذاكرة الحجر... إلى ذكرى البشر\"، وفيه فصلان للعالم الآرامي وميراثه العظيم (ص.ص 35-67) وفيه دراسة لعدة نقوش آرامية بالحرف القديم الوارد في كتابنا (المدخل إلى اللغة الآرامية) (ص40).

    لدراستنا هذه، حلقة ثانية، لتفنيد مزاعم الدكتور إبراهيم خلايلي... إرفع يدك أنت ومن يساندك عن جامعة دمشق... حيث دَرَسْنا فيها في الأعوام 1949/1953، ثم علّمنا فيها بعد عودتنا من الغرب وأشرفنا على تخريج دفعاتٍ من الطلاب الذين أفادوا الوطن ... وهم الذين كرّموني وأصبحوا أساتذة في قسم التاريخ والآثار وذلك منذ شهور فقط... لقد تحاشيناكم فسكتنا وترفعنا عن عبثكم وطيشكم... فظننتموه ضعفاً ... قلتُ في كلمة حفل تكريمي، مخاطباً زملائي في قسم التاريخ وطلابي/ الأساتذة الأبرار: \"التاريخ علم خطرٌ\" وله المقام الأكبر في الأيام الآتية الصعبة... فأحسنوا استعمال سلاح الثقافة التاريخية... في وطن هو مهد الحضارات والديانات... لا تخشوا مزوري التاريخ... ولا تهابوهم... وموروث أسلافنا الحضاري هو سلاحكم... تقدّموا ولا تنكثوا... وأنتم الأعلون والمنتصرون\"... طاش سهمهم وعربدوا ... فراحوا يكيلون التهم ذات اليمين وذات اليسار... تارة ينتقدون البرامج الجامعية... وأخرى يهاجمون رموزاً علمية، ولكن من منحكم هذا التفويض... تقدم أحدهم بطلب للتدريس في جامعتنا، فدُرِسَ الإنتاج العلمي وأجمعت اللجنة على رفض الطلب لعدم توفر الشروط المؤهلة لهذا المنصب...أكرر تحذيري للعابثين... للكلمة قدسيتها ومسؤوليتها... نحن مع حرية الكلمة الصادقة... وهنا أتوجه إلى أهل الصحافة وقد ساهمت في تخريج دورتين للصحافة والإذاعة في الثمانينات من القرن الماضي... أقول لكم.... السبق الصحفي شيء، ونشر غير مدروس لأخبار ما، شيُ آخر. أما الأمور العلمية ولاسيما ماله علاقة بتاريخ الأمة وتراثها ومعتقداتها وبأخبارٍ لها علاقة بالدراسات اللغوية والأثرية إلخ... فهنا بعض الاختصاص ضروري، لكي لا نقع بما جرى نشره إن كان في (سيرياينوز) إو في (مجلة جهينة). من قال لكم بأننا سَلَّمْنا بما جرى في نشر الحرف الآرامي المربع على الجدران والأماكن العامة والمقدسة إلخ. فما عليكم إلا الذهاب إلى أصحاب هذه الأماكن وتسألونهم... من حرّضهم على ذلك...لإلحاق الأذى بمشروع ثقافي تعليمي... إن وراء الأكمة ما وراءها... فالمنافسة الخيرّة حقُ... أما النميمة فقبحٌ )ولا تُطع كلَّ حلاّف مَهين، هَمّازٍ مَشّاءٍ بنميم.

    يقولون: إذا زلّ العالِمُ زل معه عَالَمُ... عندما حدّدْتُ مهمة المعهد بتعليم لهجة معلولا ولهجة عصر السيد المسيح، فكان الهدف الأول وطنياً وقومياً.ثم جاء القدّاس في أربعة عواصم عالمية، في كنائسها... بالآرامية.. كان ذلك نصراً لنا، لسورية؛ فالآرامية هي لغة السيد المسيح، وبالحرف الآرامي المربع كتبوا إنجيل متى (واختلط الأمر على ابن حزم وابن خلدون فقالا بالعبرية). شكّك بعضهم في كتابة متى بالآرامية... ولا داعي لتسميته .. وهو يعرف من أقصد ... كنت على علم بذلك منذ أكثر من خمسين عاماًً؛ وكنت في روما بصفتي طالب دراسات عليا رومانية (المعهد السويسري/ الإيطالي والسويسري/ الفرنسي)... أما أين هو وكيف علمت بذلك، فهذا ليس للنشر في الصحف)!!..

    وسؤال آخر والأخير في دراسة اليوم: ألم تسمعوا بـ \"الترجوم\" بنسخه المختلفة... ألم يكتبونه بالآرامية وبالحرف الآرامي المرّبع [العبري على زعمكم] ذلك الحرف الذي أطلق عليه البعض \"الحرف الآشوري المربع\"...كان ذلك ما بين القرن الخامس والقرن الثاني (ق.م) [وليس القرن الثالث الميلادي، كما جاء لدى الدكتور قبيسي.م.م.]، أتعلمون لماذا أطلق عليه البعض \"القلم الآشوري المربع\" عوضاً عن \"القلم الآرامي\" [السوري م.م.] المربع، فإليكم ما جاء لدى شاهد ذلك العصر، وسميناه (هرودوتس 484- 420ق.م)... ففي كتابه السابع/63) يشير إلى الجنود السوريين الذين شاركوا في \"الحرب المادية الثانية 481-479 ق.م) مع الفرس الأخمينيين ضد آثينة وحلفائها، فيقول: \"...وكان اليونانيون يسمونهم سوريين والبرابرة آشوريين...\" ويقصد هرودوتُس بالآشوريين، سكان المناطق الغربية للإمبراطورية الآشورية الحديثة، أي سكان (سورية الطبيعية)، وكان الآشوريون قد زالوا من الوجود في أيام هرودوتُس، كدولةٍ وتجمّع سكاني، بعد سقوط عاصمتهم (نينوى عام 612ق.م) ونلخص ما جاء في الدراسة بما يلي:

    أولاً- لا نجد أيّ ذكر في التوراة وسائر أسفار العهد القديم لكلمة \"عبرية: لغة أو كتابةً\" .
    ثانياً- لا نجد كذلك في وثائقنا القديمة التسمية العبرية، (لغةً أو كتابةً).
    ثالثاً- نجد في التنـزيل الحكيم كلمة \"بني إسرائيل/ يهود/هود. ولا نجد التسمية \"عبرية\" في سيرة ابن هشام.
    رابعاً- اسم \"اسرائيل/ يسر/ ال/ ايل اسم مركب واختلفوا في معناه، ما يهمنا هنا الجزء الثاني من الاسم، الذي يشير إلى (إيل) الإله الكنعاني الأكبر، ومنه أسماء (إسماعيل / جبرائيل/ ميكائيل/ عزرائيل إلخ...)
    خامساً- منذ القرن الخامس (ق.م) نغلبت الآرامية (لغة وكتابة) على سائر لغات المشرق العربي القديم، وعن الكنعانية والآرامية نقل أهل التوراة والعهد القديم اللهجة \"الكنعانية\" والقلمين الكنعاني (الفينيقي كما قال الإغريق) وكذلك القلم الآرامي المربع السوري (الآشوري لدى البعض).
    سادساً- أقدم ما نعرفه عن التوراة وسائر أسفار العهد القديم هو ما نجده في نسخ \"الترجوم\" المختلفة، ولا ندري لماذا لم يأت الدكتور قبيسي /خلايلي على ذكره؟! أليست لهجته هي الآرامية وكذلك الكتابة؟!
    سابعاً- ليس صحيحاً ما زعمه الدكتور قبيسي، ففي كتابي المدخل إلى اللغة الآرامية نجد في الجدول (ص40) الأقلام الثلاثة: القديم/ اليدوي/ المربع وبها كنت امتحن طلابي.
    ثامناً- الخط القديم (الكنعاني) يفتقر إلى الحروف الصوتية والحركات، فحروف (أ/و/ي) هي موجودة ولكنها لا تساعدنا على ضبط اللفظ، أي لعبت دور الحروف الساكنة فقط. فمثلاً اسم ملك حماه الذي جاء في (نقش آفس) بحروف ساكنة ثلاث (ز-ك-ر) اختلف حتى العلماء على قراءته ( زكور/ زكّور /ذكير / زكير) [انظر كتابنا :دمشق : الأسطورة والتاريخ، من ذاكرة الحجر... إلى ذكرى البشر\" صفحة 51].
    لا مجال للمزيد اليوم... والسلام على من اتبّع الهدى

    المصادر والمراجع
    1- ابن خلدون، المقدمة، دار الشرق العربي، حلب 1425هـ/2004م، ص 213 ما بعدها
    2- لمزيد من التفاصيل، انظر (التكوين10/24-25، 11/14-17؛ (أخبار الأيام الأول، 1/19) والنسخة العربية المعتمدة في دراستنا هي، الكتاب المقدس، (العهد القديم)، جمعيات الكتاب المقدس في الشرق، بيروت، لبنان طبعة ثالثة 1994م.
    3- J.Bottéro, LeProblème des Habiru, 4e RAI, Paris 1954.
    4- M.Greenberg, The Hab piru , New- Haven 195:5.
    5- O.Loretz, Habiru-Hebraër, Berlin New- York 1984, p.23g,Kupper,Sutéens Et Hapiru, In R.A.,55, 1961,p.p197-200.
    6- C.F.R.de Vaux, o.p.t, Histoire Ancienne d\' Israël, des Origines à L\'installation en Canaan, Lib. Lecoffre, Paris1977, p.p.106-112,116,134,310 etc….
    7- انظر، الكتاب المقدس (العهد الجديد) صفحة 684: \"... مصدر هذا المؤلف [الرسالة إلى العبرانيين م.م.] موضع أسئلة متشعبة، أثارت منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكا أُوِْقِِظَت لاحقاً في عصر الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة أيمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا ؟! لماذا لا تشبه إلا قليلاً رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجهت وما الذي دعا إليها؟
    أتُراها رسالة حقاً؟\" وفي الصفحة 693: \"فإن الرسالة إلى العبرانيين تخاطب مسيحيين حائرين مُعِرَّضين لخور العزيمة، وهي تصف الدواء الناجع لهذا النوع من الداء..\" كما ترى، لا علاقة لعبرانيي الرسالة بعبرانيي التوراة.
    8- الاسم الأصلي الاسباني للكتاب هو:
    Juan Vernet, La Cultura Hispano&#225;rabe en Oriente y Occidente
    نقله إلى العربية نهاد رضا وقدّم له ووضع حواشية فاضل السباعي، بالعنوان المذكور في المتن. أما الترجمة الحرفية فهي \"الثقافة الاسبانية العربية في الشرق والغرب، دار اشبيلية، دمشق 1997
    9- ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، تحقيق الدكتور محمد إبراهيم نصر والدكتور عبد الرحمن عميرة، دار الجيل، بيروت 1405/1985م . صفحة 13وما بعدها.
    10- ابن خلدون المقدمة صفحة 214.
    11- جغرافية التوراة، دار رياض الرّيس للكتب والنشر، لندن 1994.
    12- مجلة دراسات تاريخية، لجنة كتابة تاريخ العرب، جامعة دمشق، السنة السابعة عشرة، العددان 55-56، آذار حزيران 1996.
    13- مجلة دراسات تاريخية ص 218.
    14- نفس المكان.
    15- مجلة التراث العربي، عدد خاص مزدوج \"اللغة العربية واللغات الأخرى، العددان 71-72 ربيع الأول 1418هـ/ تموز (يوليو) 1998 السنة الثامنة عشرة، ص.ص 22-63.
    16- مجلة صوت فلسطين، مجلة شهرية تصدرها إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي لجيش التحرير الفلسطيني، العدد 50، آذار (مارس 1972)، السنة الرابعة، ص ص 17-33.

    د - محمد محفل: أمين سرّ لجنة كتابة تاريخ العرب (سابقاً)
    ورئيس تحرير مجلة دراسات تاريخية
    جامعة دمشق
    عضو مجمع اللغة العربية (بدمشق)
    رداً على كل ما اشيع عن الحرف الارامي المستخدم في مركز اللغة الارامية في معلولا

    خاص - الأبجدية الجديدة
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • حامد السحلي
      إعراب e3rab.com
      • Nov 2006
      • 1373

      #3

      الجدل يحتدم حول ادخال الحرف العبري لتعليم الآرامية في معلولا

      تواجدت حتى يومنا هذا اللغة الآرامية التي كان يتكلم بها السيد المسيح كلغة محكية وغير مكتوبة في ثلاث بلدات سورية فقط هي معلولا وجبعدين وبخعا ، وتم افتتاح معهد لتعليم اللغة الآرامية نهاية حزيران 2007في معلولا لتعليم اللغة الآرامية والحفاظ عليها وتعزيزها قراءة و كتابة.



      واليوم هناك من يعترض على اعتماد الحرف العبري ( او كما يسميه مؤيديه الآرامي المربع) في الكتاب التدريسي الخاص بالمعهد،عوضاً عن الحرف الآرامي القديم و الذي تتوفر منه نسخة قديمة وواضحة على ثوب تمثال الملك الآرامي "هديسعي" و الموجود حالياًَ في متحف دمشق الوطني.



      وعلى خلفية اعتماد الحرف العبري، انتشرت الوشوم على أيدي شباب معلولا بالحرف العبري، وعلى اللافتات هناك، وعلى بعض الأماكن الأثرية و الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء، كما انتشرت على الهدايا و القطع التذكارية التي تباع للسياح القادمين إلى معلولا للتعرف على تاريخ سوريا!



      وتسبب استعمال الحرف العبري، أو كما يطلق عليه مشرفو المعهد بـ"الحرف الآرامي المربع"، بكثير من الجدل و الخلافات حول صحة استخدام هذا الحرف بين الأخصائيين الذين التقتهم سيريانيوز، فكيف هو الحال بالنسبة للناس البعيدين عن الاختصاص انطلاقاً من أهالي معلولا إلى العالم بأسره؟





      الحرف الآرامي المربع تسمية"زوراً و بهتاناً"

      والتقت سيريانيوز الدكتور محمد بهجت القبيسي- أستاذ الكنعانية والآرامية واللهجات العروبيات في عدد من الجامعات، والذي تحدث عن حقائق تاريخية ومعلومات علمية، وقال"اللغة الكنعانية و الآرامية كتبتا بذات الأحرف، و إن وددت أن أكتب الآرامية فهذا هو الخط الأصلي " مشيراً إلى الحروف على كرت قام بتزويدنا به .



      وتابع قبيسي" أتحدى أن نجد الحرف العبري قبل القرن الثالث الميلادي، وهذا الحرف سميّ بالحرف الآرامي المربع زوراً و بهتاناً كي يجدوا لأنفسهم صلة بالآرامية، و دليلنا تدمر و الأنباط والتي لدينا منهما كتابات تعود للقرن الثالث، وهذه الكتابات مكتوبة بالخط التدمري والخط النبطي"

      وأكد قبيسي أن "اختلاف نمط الخط لا يدل على تغير اللغة" وطالب قبيسي بأن "يأتوه بأي نقش يظهر الحرف العبري أو كما يسموه بالآرامي المربع وهو سيقرأ النقش وسيتمكن من خلاله الاستدلال إلى اللغة التي يدل عليها هذا الخط"



      وكمثال على الفكرة ذكر قبيسي " اللغة التركية التي كانت تكتب بخط الجزم العربي(أي الأبجدية العربية) و في عام1929 غير أتارتوك الخط إلى الحرف اللاتيني و ذلك لم يغير من اللغة التركية أبداً، إذاً اللغة شيء و الحرف شيء آخر"



      وقال قبيسي أن "الحرف العبري يعتبر حرف حديث نسبياً، و الحركات الموجودة عليه و التي تستخدم الآن في التدريس ضمن معهد تعليم الآرامية ماهي إلا من وضع أحبار اليهود في القرن العاشر الميلادي ولا علاقة لها بالآرامية، وما هي ألفاظ سيغون و حيريق وغيره؟ لا توجد باللغة الآرامية تلك الكلمات؟"

      من جهته الباحث في التاريخ القديم و أستاذ في معهد الآثار الدكتور ابراهيم خلايلي، أكد ما ذكره الدكتور قبيسي من "معلومات علمية".

      وتحدث لسيريانيوز عن مقال كتبه في "إحدى الصحف المحلية حول ذات الموضوع"، مما أثار اهتمام بعض الجهات التي دعت لإقامة ورشة عمل حول الحرف المعتمد في معهد تعليم الآرامية، "وكان هو أحد المشاركين في تلك الورشة الخاصة بالحرف الآرامي"، والتي أقيمت في المعهد العالي لتعليم اللغات، في 13/4/2009.



      و كشف خلايلي عما حدث في الورشة التي حضرها كممثل عن مديرية الآثار و المتاحف-وزارة الثقافة "في الورشة حاولوا أن يقروا الحرف، لكني تقدمت بمداخلتي و طالبت باستخدام الحرف الآرامي القديم، هو ذات الحرف المنقوش على تمثال (هديسعي) الموجود في متحف دمشق الوطني"

      وتابع خلايلي "خلال مداخلتي أكدت على موضوع الحركات التي يتم تدريسها هي حركات جديدة ولا علاقة لها بالآرامية، وهذا لقي الآذان الصاغية من قبل الموجودين في الورشة، والتي أقرت ضرورة تشكيل لجنة لاعتماد حرف آرامي مناسب، و مازلنا بالانتظار.."



      وأكد خلايلي على معلومة أن "الحرف الآرامي المربع ذو الحركات و المعتمد من قبل معهد تعليم الآرامية لم يسجل حضوره على أي تمثال أو أثر في بلاد الشام في زمن المسيح أو قبله".

      وقال خلايلي أنه "تابع الموضوع من خلال توجيهه كتاب إلى مديرية الآثار و المتاحف في 3/6/2009 يطالب فيه بضرورة تدخل مديرية الآثار والمتاحف في لجنة مناقشة الخط الجديد المناسب لآرامية معلولا، وذلك توخياً للدقة وإحياءً للخط الآرامي السوري القديم" واقترح "إقامة ورشة عمل ليوم واحد بخصوص الموضوع المذكور".

      فيما نفت وزارة الثقافة علاقتها بمعهد تعليم اللغة الآرامية "لا من قريب أو من بعيد"، و ذلك من خلال سؤال رئيس المكتب الصحفي هناك، و مدير العلاقات الثقافية....



      والتقت سيريانيوز الأستاذ جورج رزق الله-أستاذ اللغة الانكليزية في جامعة دمشق، والذي عمل على تأليف الكتاب الخاص بمعهد تعليم الآرامية في معلولا والذي قال""هذا الحرف صنع في سوريا، و هذا مؤكد في كتاب الدكتور محمد محفل لتعليم اللغة الآرامية في جامعة دمشق، و هذا الكتاب معتمد من قبل جامعة دمشق"

      وعن كتاب دكتور جامعة دمشق محمد محفل، والذي يدّرس في الجامعة لتعليم اللغة الآرامية بالحرف العبري، قال القبيسي"إن الدكتور محفل درس أرامية التوراة بالحرف العبري و هذا حق، لكن أن يتم اعتماد الحرف لتدريس الآرامية فهذا خطأ علمي"



      و تحدث رزق الله عن "همه" للحفاظ على اللغة الآرامية في معلولا، وعن "انقسام معلولا إلى قسمين مع و ضد الحرف الآرامي"

      وأضاف "كنت أتمنى أن نكتب الآرامية باللغة العربية لكن ذلك صعب بسبب وجود أنصاف حركات لفظية لا يمكن لفظها من خلال العربية التي تعتمد الحركة الكاملة"

      ولدى سؤالنا لمؤلف الكتاب عن كونه غير اختصاصي بالتاريخ وهو الوحيد الذي عمل على وضع الكتاب قال"بصراحة الكتاب كان بحاجة إلى كادر أكبر في اللغة العربية و التاريخ، لكن الذي مكنني من وضع الكتاب أني ابن المنطقة وأعرف ماهية اللغة أكثر من غيري، حتى أن الدكتور محمد محفل قال لي إنه يجب ترجمة الكتاب إلى عدد من الكتب"



      وهذا ما أشار إليه خلايلي لدى تساؤله"كيف يمكن لأستاذ أدب إنكليزي أن يضع مثل هذا الكتاب الاختصاصي؟ وكيف تمت الموافقة عليه؟"

      وأكد خلايلي"إن دور جورج رزق الله هو ترديد اللغة دون المعرفة العلمية للتاريخ الحقيقي لهذه اللغة، والأهم من هذا أن الذي يعرف التاريخ جيداً ومختص به هو الذي يجب أن يكون مشرفاً على وضع و تأليف مثل هذا الكتاب"



      معلومات متضاربة

      ولدى سؤال الدكتور محمد محفل-أستاذ في التاريخ الروماني و اليوناني ودكتور في جامعة دمشق عن الحرف العبري و اعتماده في معهد تعليم الآرامية قال المحفل "الحرف المربع قديم جداً، وبدأ يتولد في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو مستعمل اليوم في الأراضي المحتلة"



      وشدد محفل على أن هذا "الحرف هو الذي كان سائداً أيام السيد المسيح، وقد كتب السيد المسيح بهذا الخط"

      واستشهد "بكتابة إنجيل متى بهذا الحرف المربع، وأكثر من 3000نقش بالحرف المربع في تدمر، وما يزيد عن 3500 نقش في الأنباط"

      وقال بحدة"أنا اللجنة التي ستعيد اعتماد حرف وسأعتمد هذا الحرف ذاته، من أين سآتي بحرف آخر؟"



      فيما نفى قبيسي "الصحة العلمية لمعلومات الدكتور المحفل حول الحرف العبري و قدمه" مستنداً في نفيه إلى "النقوش الموجودة على الأرض كإثباتات علمي على نفيه"

      وذكر خلايلي أنه خلال ورشة العمل التي جمعته مع المحفل "سأله ما إن كان هناك أي كتابة أو نقش بالحرف العبري أو المربع كما تسموه ويعود إلى فترة السيد المسيح أو بعده أو قبله، فصمت لوهلة ثم أجابني بالنفي"



      أهالي معلولا بين "صنع في سورية" ورفض الحرف "الدخيل"

      ويعيش أهل معلولا بحسب بعض الذين التقيناهم "انقسام" بين من هم مع الأحرف العبرية"المربعة" وبين الأحرف الآرامية القديمة.

      فالبعض مع هذا الحرف كونه قد "اعتمد من قبل معهد تعليم اللغات و وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة" و البعض الآخر يرفض هذا الحرف الدخيل و الذي أطلقوا عليه "آرامي مربع زوراً "



      واشتكى الدكتور عصام فرنسيس "أحد سكان معلولا" لسيريانيوز من الحرف المربع ، وقال فرنسيس "لم أسمع بحياتي كلها بالحرف المربع، وكل ما أعرفه هو الحرف السرياني المدور، و الحرف الآرامي المثلث، أما هذا الحرف المربع فهو دخيل، و عندما وقفت بوجه جورج رزق الله و هو مؤلف الكتاب، وبوجه تعليم هذا الحرف ،اتهموني بالغيرة و أني أريد أن أتميز وغيره، حتى أنهم بدأوا بمضايقة ابني نبيل الذي كان يدرس اللغة الآرامية في المعهد، و بصراحة منعته من الحصول على الشهادة من هناك".



      وعمد فرنسيس إلى عرض كتاب من تأليف والده المتوفى و الذي يوجد ضمنه الحروف الآرامية القديمة، و التي تختلف كل الاختلاف عن الحرف الآرامي المربع "العبري"، والذي يتم تدريسه اليوم.

      واعترض فرنسيس على "الوشوم الموجودة على أيدي الشباب في الضيعة" و قال"تخيلي لو سافروا إلى الخارج و هم يحملون هذه الوشوم على أيديهم؟"

      وتحدث عصام عن "خلافه مع ابنه نبيل، والذي يدرس اللغة الآرامية في المعهد، بسبب رغبة نبيل بوشم كلمة بالحرف الآرامي المربع(العبري) على ذراعه مثل باقي أصدقاءه";



      من جهته أحد الشباب في معلولا، و الذين وشموا على أيديهم بالحرف العبري قال"هذا الحرف سوري قديم و هو لنا لكن الاسرائيليون(أي اليهود) سرقوه منا "

      وقال شاب التقته سيريانيوز في معلولا"العبرية أقدم من الآرامية"!؟

      فيما أخبرنا شاب آخر عن "قصة الحرف المربع كون جميع حروفه يمكن حصرها داخل المربع"!



      استخدام كلمات عبرية

      واشتكى جورج زعرورة(أحد أهلي معلولا) لسيريانيوز من "الكلمات العبرية التي يتم تدريسها في المعهد، رغم وجود الكلمة الأصلية بالمحكية المعلولية-أي الآرامية القديمة- متجاوزة بذلك استعمال الحرف العبري فقط و اللبس الذي يدور حوله"



      وذكر زعرورة بعض تلك الكلمات"عوضاً عن كلمة فتوحو أي فتحة يستخدمون كلمة فتاح، الضمة حولام عوضاً عن ضمتا، و عوضاً عن تشبرتا أي الكسرة يقولون حيريق، كما يستخدمون حيريق و سيغول و غيره من الكلمات العبريية الأخرى " .

      وقال زعرورة"فكرة ربط معلولا كمركز جذب سياحي ديني مسيحي بالعبرية له العديد من الخلفيات، وإن كانت دمشق العاصمة الأولى المسكونة فإن معلولا هي القرية الكنعانية التي لا تزال مسكونة حتى الآن"



      ولدى سؤال جورج رزق الله(مؤلف الكتاب التدريسي في المعهد) عن أسباب اعتماد الأحرف ذات الحركات في التدريس و هي لم تكن موجودة من قبل قال رزق الله"في المحكية الآرامية هناك حركات صغرى و حركات كبرى أثناء اللفظ و هذا ما أردت تدعيمه، كون لا يمكن لفظها بشكل سليم إن لم ننتبه إلى أنصاف الحركات"

      علماً أن "الحركات وجدت في القرن العاشر الميلادي ووضعت من قبل أحبار اليهود"كما ذكرنا سابقاً.



      وزارة الثقافة "تنفي علاقتها بالمعهد"، ومعهد اللغات "ترك القرار للمختصين بعيداً عن الضجة الإعلامية"

      ولدى زيارة وزارة الثقافة لمعرفة آراء المسؤولين هناك حول الجدل القائم حول الحرف المستخدم في معهد تعليم اللغة الآرامية أجابنا رئيس المكتب الصحفي هناك أن "وزارة الثقافة لا علاقة لها بالمعهد".

      بينما يؤكد الكتاب الخاص بورشة العمل التي أقيمت في 9-10/4/2009 مشاركة وزارة الثقافة بالورشة من خلال مديرية الآثار و المتاحف.



      و لدى توجهنا إلى معهد تعليم اللغات في جامعة دمشق و التابع لوزارة التعليم العالي، قال مدير المعهد الدكتور نواف مخلوف"تم تشكيل ورشة عمل لدراسة هذه القضية"

      وأضاف" كل عضو من ورشة العمل هو أخصائي، و كل واحد منهم لديه رأي، و هذه الآراء غير متفقة و غير متباعدة في الوقت ذاته"

      وأخبرنا مخلوف أنه "سيتم عقد ورشة عمل حول الحرف المستخدم في بداية الشهر الثامن" ، مؤكداً أنه "عندما استلم إدارة المعهد كانت اللجان قد اجتمعت واعتمدت الحرف وغيره"

      و أضاف "برأيي يجب ترك الموضوع للمختصين في هدوء ليقرروا بعيداً عن الضجة الإعلامية"

      لكن أحد سكان معلولا (ميخائيل ) اكد "ليقتنع سكان معلولا بما هو صحيح و تجتمع الآراء، فنحن بحاجة إلى رد من المختصين من وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة".





      لارا علي - سيريانيوز
      إعراب نحو حوسبة العربية
      http://e3rab.com/moodle
      المهتمين بحوسبة العربية
      http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
      المدونات العربية الحرة
      http://aracorpus.e3rab.com

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        [align=justify]أخي الكريم الأستاذ حامد،

        لم يكن لليهود قط كتابة مخصوصة بهم. هنالك الكتابة الكنعانية التي اشتقت من الفينيقية والتي استعملتها القبائل الكنعانية واليهود في بعض النقوش (والنقوش العبرية بالكتابة الكنعانية قليلة جدا). ثم الكتابة المستعملة في العبرية اليوم (ما يسمى بكتابة الخط المربع وهيئتها هكذا:ץראה תאו םימשה תא םיהלא ארב תישארב)، وهي كتابة آرامية الأصل وليست عبرية لأنه لم يكن لليهود كتابة مخصوصة بهم كما تقدم. إلا أن الآراميين الذين طوروا هذه الكتابة المربعة بادوا، ولم يبق من بني آرام إلا السريان والكلدان. يستعمل هذان القبيلان الكتابتين السريانيتين السرطو والاسترنجيلو وهما كتابتان شبيهتان - نسبيا - بالكتابة العربية. ثم استمر اليهود في استعمال الكتابة المربعة فبدت وكأنها عبرية الأصل ولكنها ليست كذلك فهي كتابة آرامية تهوّدت فيما بعد لأن أسفار العهد القديم ثم الأدب اليهودي فيما بعد ثم العبرية الحديثة وآدابها كل ذلك مدون بالكتابة المربعة.

        وفي استعمال الكاتب السرياني المذكور الكتابة المربعة بدلا من كتابة السرطو أو الاسترنجيلو، اللتين يستعملهما بنو قومه، شطط كبير.

        وتحية طيبة. [/align]

        تعليق

        • Rima_Alkhani
          عضو منتسب
          • Aug 2007
          • 99

          #5
          شكرا لك دكتور وإليك ثمرة لقاء الفرسان بالدكتور بهجت القبيسي لقاء طازج ورائع:
          السلام عليكم http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRE5Nl7OvldxcgVHLdXq9ICJrMkoUBPoZzMoDsBKT-86xlMThpN&t=1 أستاذ كبير قدم ويقدم كل ماجاد به التاريخ كم حقائق عميقة الغور موثوقة المعلومة المشبعة بحثا وتمحيصا وبعد. نرحب بضيفنا العزيز أجمل ترحيب ونشطر له تلبيته طلبنا في إجراء لقاء شهري حول مواضيع تاريخية متفرقة تهمنا وتهم الجمهور عامة : سوف يكون لقاء غنيا بإذن الله رغم اننا سنستعير من أسئلة الدكتور زكار بعض أسئلة كان حولها للدكتور بهجت قبيسي لانها من صميم اختصاصه ( وسيكون مسجلا ومفرغا

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            [align=justify]أهلا وسهلا بالأستاذة الكريمة ريما الخاني أم فراس، وشكرا جزيلا على الرابط الذي يحتوي على حديث مع الأستاذ بهجت القبيسي.

            في الحقيقة إن حديث الأستاذ بهجت القبيسي حديث إيديولوجي وليس حديثا معرفيا. وجعله الكرد وبعض القبائل الجزيرية عربا لوثة من لوثات القوميين العرب الذين يزورون التاريخ لأسباب قومية عنصرية، شأنهم في ذلك شأن الصهاينة الذين يزورون التاريخ أيضا لأسباب قومية عنصرية.

            وأكرر حديثي بأن الكتابة المربعة (الكتابة العبرية الحالية) هي كتابة آرامية وليست عبرية يهودية، لكن اليهود استعملوها في القرن الثالث قبل الميلاد واصطنعوها كتابة لهم ودونوا فيها التوراة أولا ثم سائر كتاباتهم العبرية ثانيا.

            أصبحت الكتابة المربعة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعبرية واليهودية وإسرائيل أيضا، ولكن هذا الارتباط لا يبرر نفي الأصل الآرامي لها فهو ثابت بإجماع المشتغلين باللغات الجزيرية.

            وتحية طيبة عطرة.[/align]

            تعليق

            • Rima_Alkhani
              عضو منتسب
              • Aug 2007
              • 99

              #7
              عفوا أستاذ عبد الرحمن لم يقل الدكتور انهم عربا بالتعميم ,هذا أولا وإلا فقد فتحنا الباب لكل من نضيفهم ان يستوطنوا ويمتلكوا أرضا ليست أرضهم اصلا ,إليك كتابه الجديد التاريخي الهام الذي يجب علينا قراءته للأهمية:http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=46979
              اما عن الرد عن الخط المربع فأظن ان تلك الحجة هامة هنا بالنسبة للتاريخ حصرا:
              السلام عليكم لقاء الموقع مع الاديب والباحث /عبد الوهاب الجبوري ننتظر فيض اسئلتكم ودعونا نبدا اولا كفتح للشهيه: من هو الباحث والاستاذ الجامعي : عبد الوهاب الجبوري؟ سيرة موجزة تعرفنا بكم 1- السؤال الاول ماهي رسالتك الحياتيه والثقافيه التي تنشدها من روراء النشر وهل هناك ماحققته وماذا تريد ان تحقق من خلالها؟ 2- الشبكه العنكبويته ماذا تعني لكم؟ وماذا قدمت وماذا كان من ورائها من متاعب؟ 3- ما ذا ترى في جيلنا الحاضر وكيف يمكنك ان تلخص تفكيرك حوله ضمن المتاح له حاليا؟ 4- نظرتك السياسيه

              مع التحية والتقدير.

              تعليق

              • حامد السحلي
                إعراب e3rab.com
                • Nov 2006
                • 1373

                #8
                مؤسف أن يعجز من يفترض بهم العلم عن التمييز بين العلم والهوى ويغلفوا رؤاهم الإيديولوجية (التي عفا عنها الزمن)) بصيغة علمية
                إعراب نحو حوسبة العربية
                http://e3rab.com/moodle
                المهتمين بحوسبة العربية
                http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                المدونات العربية الحرة
                http://aracorpus.e3rab.com

                تعليق

                يعمل...
                X