قاعدة "الموساد" تحترق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    قاعدة "الموساد" تحترق

    قاعدة "الموساد" تحترق آخر تحديث:الاثنين ,16/08/2010




    عبد الزهرة الركابي
    لوحظ في الفترة الأخيرة نشاط غير عادي في قاعدة (زاويته) في شمال العراق، وهذه القاعدة يستخدمها جهاز الموساد “الإسرائيلي” في مراقبة الحدود السورية الإيرانية على نحو خاص، مع أن نشاط هذا الجهاز يشمل الحدود التركية، وبالتالي فإن عمليات الموساد في المراقبة و”الاستمكان” تتمحور في المثلث الإقليمي المحاذي للعراق من المنطقة الكردية، وقد لفتت نظر بعض شهود العيان حركة نشيطة لمعدات وآليات ذات استخدامات استخباراتية، وهي مغطاة بأشكال تمويهية ومخادعة، علماً أن مثل هذه الحركة بهذه الكثافة، لم تحدث من قبل في هذه القاعدة “الإسرائيلية” التي تتخفى تحت لافتة مجمع صناعي ومجمع سياحي .

    وعلى أثر هذا النشاط اللافت تعرضت القاعدة الى تفجيرات في مواقع معينة منها خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وامتدت الحرائق من جراء هذه التفجيرات الى الغابات والجرود المحيطة بالقاعدة، وما زالت الحرائق مشتعلة في القاعدة حتى الأسبوع الثاني، واعتقد للوهلة الأولى أن هذه التفجيرات ناتجة عن قصف تركي لمواقع حزب العمال الكردستاني، وأفادت المصادر القريبة من المنطقة، بأن تكتماً ساد أوساط أجهزة الأمن الكردية وميليشيات (البشمركة) وذلك بالامتناع وعدم التصريح عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى هذه التفجيرات واشتعال الحرائق من جرائها، وبالتالي لم يستطع الصحافيون الوصول الى المنطقة والاطلاع على المواقع التي تعرضت لحوادث التفجير، بيد أن صحيفة “الصباح” العراقية الحكومية الصادرة في بغداد، نشرت خبراً “مقتضباً” لا يتجاوز السطرين ذكرت فيه: “أكدت قيادة قوات حماية البيئة في دهوك أن النيران التي اندلعت قبل يومين في غابات مصيف “زاويته” السياحي ما زالت مستمرة بسبب وعورة المنطقة” .

    يُذكر أن المنطقة المذكورة تتميز باعتدال مناخها في الصيف وسقوط الثلوج فيها شتاء”، وأن من النادر اشتعال الحرائق فيها إلا بفعل فاعل، ويعتقد المراقبون في المنطقة الكردية، أن هذه القاعدة الاستخباراتية “الإسرائيلية” وعلى أثر نشاطها المكثف الأخير، ربما تعرضت بعض مواقعها ومعداتها إلى التخريب المتعمد بفعل هذه التفجيرات، ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون أجهزة أمن إقليمية تقف وراء حوادث التفجيرات هذه .

    والمفيد في هذا السياق، أن السلطات الكردية في شمال العراق ومنذ إحتلال العراق وافقت على بناء قواعد “إسرائيلية” في المنطقة الكردية، تحت لافتة مجمعات صناعية ومنشآت سياحية وخاصة في منطقة (زاويته) التي سبق لأنباء مؤكدة أن أشارت إلى ذلك، ونقلاً عن مصادر كردية مطلعة والتي ذكرت، أن عناصر استخباراتية “إسرائيلية” قامت بشراء أراض في المنطقة المذكورة في شمال العراق، تقدر مساحتها ب 250 هكتاراً “تمهيداً” لتحويلها إلى قاعدة استخباراتية موجهة ضد الدول المجاورة للعراق، وأن الموساد يستفيد في تحركاته بشكل كامل من الأجهزة الإلكترونية الأمريكية المنصوبة على الحدود مع الجوار .

    وبالنسبة للاعترافات “الإسرائيلية” بخصوص الوجود “الإسرائيلي” في شمال العراق، فقد صرح بها أكثر من مسؤول “إسرائيلي”، بينما راحت الصحافة “الإسرائيلية” تتناول الموضوع ذاته من جوانب عدة، وهو الأمر الذي بات معروفاً .

    وآخر الحوادث المتهم بها الموساد في العراق خلال الأيام الأخيرة، هو عندما عاود مسلسل تصفية العقل العراقي حلقاته، حيث قام مسلحون مجهولون بفتح النار على شاب في منطقة بغداد الجديدة وأردوه قتيلاً على الفور، وأفاد مصدر أمني في بغداد لوسائل الإعلام، بأن الشاب هو طالب في جامعة بغداد قسم علوم الفيزياء، مشيراً إلى أن هذا الشاب قد ابتكر بعض المكائن الحديثة لتخصيب اليورانيوم بطريقة سلمية، فضلاً عن استعمالات بعض مجالاتها في السيطرة على التفاعلات النووية .

    وعلى كل حال، فإن تواجد الموساد واجه الكثير من العمليات المضادة على الرغم من تخفيه وراء واجهات مكاتب وشركات تجارية، وقد تم تفجير أحد مكاتبه في مدينة كركوك في بدايات الاحتلال، كما أن عناصر “إسرائيلية” كانت ضمن لجان التحقيق الأمريكية التي كانت تستجوب المعتقلين العراقيين، وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد الوجود “الإسرائيلي” سواء أكان ذلك في شمال العراق أو في بغداد وبعض المحافظات العراقية، لكن ما نريد التعليق عليه في حادثة التفجيرات التي تعرضت لها القاعدة “الإسرائيلية” في منطقة (زاويته)، هو أن هذه الحادثة، تؤكد أن الساحة العراقية في ظل الاحتلال أصبحت ساحة للصراع بين الموساد وال “سي آي أيه” الأمريكية من جهة، والأجهزة الأمنية الإقليمية من جهة أخرى .

    وخلاصة القول إن “الموساد” لم يعد يسرح ويمرح في العراق مثلما كان عليه الحال في بداية احتلال العراق، وقد تكون الضربة الموجعة التي تلقاها في شمال العراق أخيراً”، دليلاً “على أن موقعه لم يعد مريحاً” مهما كانت تغطيته قائمة من الأمريكيين وأتباعهم المحليين .

    rekabi@scs-net.org
يعمل...
X