Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية

 


العودة   Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية > المنبر الحر Free Topic Forum > منتدى الصحف العربية

منتدى الصحف العربية خاص بتعلقات الصحف على الأحداث الثقافية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: القرآن ولغة السريان (آخر رد :محمد آل الأشرف)       :: Trend (آخر رد :عبد الرؤوف)       :: مختارات أدبية وعلمية وسياسية مترجمة (آخر رد :إسلام بدي)       :: Scopus و Arcif تصنيف مجلة الجمعية (آخر رد :ahmed_allaithy)       :: ليس زهر مثل ام (آخر رد :عبدالحليم الطيطي)       :: خرجوا (آخر رد :عبدالحليم الطيطي)       :: ويقولون : كُنْ سعيداً قبل أن تموت (آخر رد :عبدالحليم الطيطي)       :: حتى لو ذهبوا الى الغابات (آخر رد :عبدالحليم الطيطي)       :: دعوة لمؤتمر الإنسانيات الرقمية بالجامعة الأميركية في الشارقة (آخر رد :ahmed_allaithy)       :: Cfp_فعاليات الترجمة (آخر رد :ahmed_allaithy)      

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2008, 09:53 PM
الصورة الرمزية amattouch
amattouch amattouch غير متواجد حالياً
عضو منتسب
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 971
افتراضي مرآة على المتلقى السادس لربيع الفلسفة في فاس

مرآة على المتلقى السادس لربيع الفلسفة في فاس

الفلسفة ومذاق الحضارة: التعدد وحوار الثقافات والأديان..ثلاثة أيام من التذوق الحضاري في فاس

محمد بشكا

ما الذي يعنيه أن تزج بعقلك المرجلي في ثلاثة أيام من التفكير الفلسفي، سوى أن تحول الرأس إلى قفير يطن بنحل الأسئلة الشائك. كذلك وسوست في دواخلي وأنا أستورق بالحضور في ربيع الفلسفة الذي ضربت بفسطاط ملتقاه السادس، جمعية الفلسفة بتعاون مع وزارة الثقافة المغربية وجامعة ابن رشد الربيعية والجماعة الحضرية لفاس، أيام 15 و 16 ، 17 مارس 2007 تحت سقف عنوان »الفلسفة ومذاق الحضارة: التعدد وحوار الثقافات والأديان«.

ولست أخفي قلبا إذ أجزم بكل الحب، أن سعادة الفلسفة، بلغت بقوس قزحها البديع، ذروة الوهج في سماء وجهي، حين سمعت بعض أعلام الفكر من إسبانيا وبلغاريا وفرنسا، ارتقوا من المعرفة في الحديث البليغ عن تراثنا الفلسفي، العربي الإسلامي، درجة تجعلهم يرطنون قسرا باصطلاحات عربية، حتى وجدتني أتساءل وأنا أصيخ الحواس للمحاضرة الافتتاحية ـ تمثيلا لاحصرا ـ التي ألقاها الأستاذ »فيليب كيو« ممثل اليونيسكو: أليس عجيبا أن يكون هذا الغربي أعمق إبحارا في تراثنا الفلسفي، حتى ليتصارع في مجاهدة ألسنية قصوى، أن ينطق بمقولات فلاسفتنا باللغة العربية. فلا تسمع إلا اصطلاحات من مثل: المعتزلة، الأشاعرة الجبرية، القدرية، التنزيل المعجزة...؟ لن ألوي قلمي بمناجل الاستفهام أكثر. فقط أؤكد بعد أيام ثلاثة من التذوق الحضاري، ومن عتبة عشق الأجنبي لتراثنا الفكري، أنه ينبسط حقل مسطور بالاختلافات المتوترة بين نظرة المثقف العربي إلى تراثه الأوروبي وهو في موطنه، وبين نظرته إليه وهو في المهجر، أؤشر بجام الاتهام الى النظرة الثانية التي استعارت زرقة العينين، وصارت تتعامل مع التراث العربي - الاسلامي بذاتية وهوية ذائبة أو مُذَوَّبة كليا في الآخر، وكأن الأمر يتعلق - حسب تعبير عبد السلام بنعبد العالي - بدخول متحف لاقتناء أشيائه الجميلة وباستعراض أحقاب للوقوف عند لحظاتها المشرقة وبإبراز المفكرين الذين كانوا يسارا ضد كل يمين.

من نسغ البداهة أن الاختلاف الثقافي بين الشعوب هو نتاج مسافة حضارية ناشبة في جسد التاريخ، يستحيل تفكيك تلاقحاتها الكبرى ومحو أخاديد آثارها ولو بكل مكانس الإبادة. لكن ما يتأبَّى على الهضم ان يرجم مثقف عربي ذاكرته، وعيه ولا وعيه، بالتخلُّف بمجرد ان ترعى رجلاه في أوروبا! بمسافة طائرة يضرب عرض النسيان هويته التي لن تكون لها كينونة الا بمعارضتها للآخر..

كيف تحول المثقف العربي المهاجر في كتاباته وأفكاره الغفيرة الى ديكتاتور إزاء أصوله المعرفية والتراثية التي ولد من صلبها وترائبها؟ بل ما / من الذي يقذفه في أتون مستشيطة بأحقاد العنصرية تجاه ما يُكتب من أدب أو فكر عربي حديث؟ وأي درجات من الوعي أو الشطح كان يتسنَّم جذبتها »جورج حنين« رحمه الله (تمثيلا لا حصراً) في »مقدمة في الشعر العربي«، حين أكد بتملُّصية انحيازية فجة - لن أقول عدمية أو عنصرية - على أنه يتثقف وتلتهب مشاعره أكثر حين يقرأ كتب العرب المؤلفة بالفرنسية والمطبوعة - حسبما أسعفته لياقته - بطابع الحياة العربية. أما الكتب ذات المحلية العربية فلا تهفهف فيه شعرة.

لكم أعجب ممن يتأثر عميقا بإبداع يُقلد ويحاكي ولايبالي بالابداع الذاتي الخلاق!

قد يتأسس عن الاندغام الكلي لبعض المثقفين العرب بالجسد والروح في ثقافة وحضارة الآخر، صنف من الأحجبة المشوشة التي تكفن ذاكرتهم بالنسيان وتورثهم نظرة عنصرية ترجم بالحجارة الابداع العربي، وتصل الجسارة التي تُسند عرجها الفصامي على عكاكيز من صنع الثقافة الغربية، حدَّ نعت ابناء العالم الثالث ب »التخلف في مجال الكتابة«، كما صنع »جورج حنين« سامحه الله في قبره.

وإذ ينتابيني قلق من غياب الحضورية الرمزية للمثقف العربي الذي اندغم في الآخرالأجنبي حد الذوبان أو استعارة باروكته الأفرنجية، لستر صلع فكري قاحل، أتساءل: أين اندثرت السلطة العرفانية للمثقف العربي، حتى بات غير قادر عن الانتاج الفكري دون تدعيم وطائد ما يقول بمقولات الآخر؟. وبذكر مفهوم السلطة، لم تستحضر مخيلتي إلا مقالة »في السلطة« لميشيل فوكو، التي كم عذبت نفسي بقراءتها، حتى بت تواقا لمن يصف واقعا مغايرا غير الذي نعيش مآسيه، ولو من باب التغليف الديموقراطي والكذب الشعري والاحالات المدعية عالمة بتبشيرها باليوطوبيا.. مقالة فوكو »في السلطة« ليست من جبلة قصيدة أو نص بورخيسي يحقق للقراءة لذة الاستيهام، ولكنها بحبكتها التوصيفية لاعتمالات السلطة داخل المجتمع، وانبنائها اللبني المحكم من أسفل الى فوق أو العكس، في سلسلة يشرط حلقاتها ناموس »الاخضاع« ، أشعرتني بالعيش في »السجن«، وبضغط نفسي فادح رتج كل منافذ الانعتاق. في »السلطة« لاتنابذ يفصل بين الأشياء، صغيرها وكبيرها. جميعها تصبح عناصر مكونة للقوة، أو بالأحرى: القطيع موحد القوائم والاظلاف في إطار أو أجهزة ومؤسسات لاتخرج عن سيادة الدولة أو القانون اللذين يعتبران ضمن الأشكال المنفرزة من رحم السلطة. إذن لا مطلق ينشده المرء خارج هذا النظام الذي انعكس بفتوره على القصيدة أيضا. حتى لو تعطلت عقارب العقل، فهناك المصحة التي يمكن تصنيفها كأحد الأجهزة الرادعة أكثر منها استشفائية لهذا الصنف من العلل. وجرب أن تصاب بأمراض أخرى كالتي قتلت بشار بن برد بتهمة الزندقة وصلبت عمارة اليمني وأعدمت لوركا وسيد قطب والسهروردي.. إن استحضار مثل هذه الأوراح القلقة، كفيل بأن يخلخل تناغم السنفونية النموذجية، التي تعزفها السلطة لتحقيق ذلك الإذعان الذي أكد »مونتيسكيو« أنه »مطلب وظيفي لكل المجتمعات«، هذه الأرواح: الشعراء، الصوفيون، الفنانون.. هي التي تخلق »الخارج المطلق« الذي ترفضه الوئامية المنظمة: فلاهم بالمسيطرين ولايرزحون تحت السيطرة، أو يرفضون.

ربما كان التحليل محض الموضوعي والواصف بلغوسية ثاقبة لعلاقات القوى التي تحكم المجتمع، جعلت »فوكو« يقفز عن هذه الزمرة الرمزية والمثقفة بالمعنى الأصيل، ولاغرو أن هذه الفئة ستستمرئ هذا الغض للطرف عن وجودها، لأن حضورها في مقالة من إجرائية »في السلطة«، قد يجور عليها بتصنيف إيديولوجي من عيار تعبير »فوكو« »المقاومات المنعزلة« وهي التي آثرت أن تبقي »الذهن الحر« أو »الروح الحر« دون أن تتحدد بالآخر. وأقصى التجليات التي يمكن أن تبلغها مثل هذه الذوات الخارجة عن القانون أو السلطة دون أن تؤذي أحدا، هي أن تستسلم للجنون أو تنتحر ذلك الانتحار الذي يؤازر في بنائه الاجتماعي ـ بمذهب دوركايم ـ نمط حياة ما ويزعزع استقرار الأنماط الأخرى: وهذه لعمري أبلغ سلطة وأشدها أنوشاما في النفس وفي جسد التاريخ.

وإذ أورد هذه الخواطر الفلسفية التي عنّت لي في مهرجان الفكر، أجزم أن خلاصة الفلسفة التي كان في بيت حكمتها العقل، في أوج ربيعه في ملتقى فاس، تكمن في احتدام بالجدل العرفاني بين الطلبة والتلاميذ والأساتذة المحاضرين الذين كانوا أشبه بالآبار النضاحة بمعين الفكر لكل دلو ظمآن.

*

*

__________________
د/ محمد عمر أمطوش
رد مع اقتباس
رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الاسلامي JHassan المنتدى الياباني Japanese Forum 4 06-20-2009 12:47 PM


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05:10 PM.




Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. تعريب » حلم عابر